خبر لا يرون كل أذرع الاخطبوط- معاريف

الساعة 08:47 ص|23 يوليو 2013

لا يرون كل أذرع الاخطبوط- معاريف

بقلم: د. مردخاي كيدار

مدير مركز بحوث الشرق الاوسط والاسلام في جامعة بار ايلان

        (المضمون: وكأنه يوجد فرق بين الذراع العسكري لحزب الله وذرعه الاقتصادي الذي يجعل لبنان قاعدة للجهاد الشيعي هي السُنة في سوريا مثلا وضد اليهود - المصدر).

        اضطر الاوروبيون الى اكثر من ثلاثين سنة كي يلاحظوا بان حزب الله، الذي تأسس في العام 1982 هو منظمة ارهابية. اكتشفوا امريكا. وبشكل عام، مكتشفو أمريكا اضطروا الى وقت أقل، اما الاتحاد الاوروبي فله جدول أعمال خاص به – وجدول الاعمال هذا يبين أيضا بان الاوروبيين، تعبي النفس، يعرفون كيف يميزوا بين حزب الله الخير، اي الجناح السياسي، الاقتصادي، التعليمي والاجتماعي للمنظمة، وبين حزب الله الشرير، المنظمة المقاتلة، الجهادية، تلك التي توجد لها عشرات الاف الصواريخ، والضالعة حتى أعلى اذنيها الحمراء في حمام الدماء السوري، وتلك التي نفذت العملية في بلغاريا قبل سنة. لقد اضطر الاوروبيون الى عملية في دولة اوروبية كي يلاحظوا هذه المنظمة الارهابية. العمليات التي نفذتها المنظمة في اسرائيل، الصواريخ التي أطلقتها على مدن اسرائيل، الجنود والمدنيين الاسرائيليين الذين اختطفتهم المنظمة وقتلتهم، العمليات التي نفذها حزب الله في دول عديدة في العالم، الشخصيات اللبنانية، مثل رفيق الحريري، ممن صفاهم حزب الله – كل هؤلاء لم يكونوا سببا كافيا للاوروبيين مزدوجي الاخلاق كي يروا في حزب الله، لا، في ذراعه العسكري فقط، منظمة ارهابية.

        وكأن ثمة فرق بين الذراع العسكري لحزب الله وبين اذرعه الاخرى، الاقتصادي اساسا، والذي يستهدف تمويل وتحويل لبنان بأسره الى قاعدة الجهاد الشيعي ضد السُنة، في سوريا مثلا، وضد اليهود. وكأن مؤسسات التعليم في حزب الله لا تستهدف تأهيل القلوب للجهاد. ان الاوروبيين، لا يرون من خلف نظاراتهم الدائرية العلاقة بين الاذرع المختلفة للاخطبوط. إذن ماذ حصل؟ رجال الذراع العسكري لحزب الله لا يمكنهم أن يصلوا الى اوروبا. واو! ألن يستطيعوا الحصول على جوازات سفر مع اسماء وهمية عندما تكون وزارة الداخلية اللبنانية خاضعة لسيطرة الجناح المدني – غير الارهابي – لحزب الله؟ ومبعوثو الجناح العسكري لحزب الله لن يستطيعوا جمع التبرعات المعفية من الضريبة في اوروبا! واو!! ولكن حزب الله الخير، المدني، اللطيف يمكنه أن يواصل جمع التبرعات لمدارسه ومستشفياته التي هي – كما هو معروف لكل اوروبي – مؤسسات خيرية بكل معنى الكلمة، واوروبا ستتأكد ايضا من أن المال الذي وصل الى هذه المؤسسات لن يصل ابدا الى الجناح العسكري لحزب الله.

        لا بد أن الاوروبيين يعتقدون بان حسن نصرالله سيتأثر جدا باعلانهم وسيسحب فورا جنوده من سوريا، ويكف عن الذبح للسوريين ويقطع العلاقات – العسكرية بالطبع – مع ايران. ولكن الانجاز الاكبر للاوروبيين في اعلانهم هو التوقيت: بعد أربعة ايام من القرار للفصل بين دولة اسرائيل واجزاء من وطن شعب اسرائيل. لقد بقي التوازن الاوروبي المقدس بين اسرائيل واعدائها محفوظا: القرار ضد اسرائيل والقرار ضد حزب الله.

        غير أنه رغم الجهد الاوروبي للابقاء على التوازن، لا يزال هناك فرق صغير بين اسرائيل وحزب الله: اسرائيل تغضب وتتحدث بينما حزب الله يغضب ويضرب. واذا كان الاوروبيون لا يصدقون فليبدأوا بدراسة تاريخ حزب الله وطرق عمله. ونصيحة صغيرة اخرى للاوروبيين: "ابدأوا بتنظيم أنفسكم لمنع العمليات التالية لحزب الله في اوروبا، والتي ستأتي كانتقام على خضوع اوروبا لاملاءات الاسرائيليين."، على حد قول قناة "المنار" التي تخدم كما هو معروف الجناح المدني، محب السلام، لحزب الله.