سببان وراء موافقته على التفاوض

خبر مسؤول : عباس يصر على نقطتين في اقتراحات كيري

الساعة 05:52 ص|23 يوليو 2013

رام الله

قال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس ينتظر الرد "الإسرائيلي" على الاقتراحات التي قدمها وزير الخارجية الاميركي جون كيري من أجل استئناف المفاوضات، وأن كبير المفاوضين صائب عريقات لن يتوجه الى واشنطن قبــل الحصول علــى رد اسـرائيلي ايجابي في شأن الحدود والأسرى.

وقال مسؤول رفيع لـ «الحياة» ان الرئيس عباس ينتظر رداً محدداً في شأن النقطتيْن الجوهريتيْن في اقتراحات كيري، الاولى هي التفاوض على أساس حدود عام 1967، والثانية صدور قرار عن الحكومة الاسرائيلية يقضي بالموافقة على اطلاق جميع أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وعددهم 104 اسرى. وكشف أن عباس شكل وفداً للتوجه الى واشنطن مؤلفاً من كل من عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور محمد اشتية، للقاء الوفد الاسرائيلي المؤلف من وزيرة العدل تسيبي ليفني، ومدير مكتب رئيس الوزراء اسحق مولخو.

وكان بعض المسؤولين الاسرائيليين سرّب لوسائل الاعلام اخيراً أنباء مفادها بأن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إطلاق 82 أسيرا من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، وأنها ترفض إطلاق 24 أسيراً آخرين لأنهم يحملون الهوية الإسرائيلية.

ومن بين الأسرى الذين ترفض الحكومة الإسرائيلية حتى الآن اطلاقهم 14 اسيراً من داخل إسرائيل (مناطق الـ 48)، و8 أسرى من القدس الشرقية المحتلة.

وكشف رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن اقتراحات كيري تنص على اطلاق جميع اسرى ما قبل أوسلو، على أربع مراحل، خلال ستة اشهر من المفاوضات، على أن تطلق الدفعة الأولى في الشهر الثاني لبدء المفاوضات. وقال ان هناك خشية في الجانب الفلسطيني من قيام الحكومة الاسرائيلية بتعطيل اطلاق الاسرى في حال تعثر المفاوضات. وأضاف: «واضح أن هناك نية لاستخدام الاسرى وسيلة لاطالة أمد المفاوضات الى أطول فترة ممكنة».

وتنص اقتراحات كيري على أن تجري المفاوضات لفترة تتراوح بين 6-9 اشهر يجري خلالها التفاوض على ملفي الحدود والأمن، على أن يصار الى الانتقال الى الملفات الأخرى مثل اللاجئين والقدس والمياه في حال الاتفاق على هذين الملفين.

ويخشى كثير من الفلسطينيين من ضغوط اميركية على الرئيس الفلسطيني في مرحلة لاحقة من المفاوضات من أجل قبول العرض الاسرائيلي المتوقع، وهو اقامة دولة فلسطينية على حدود موقتة. وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت الدكتور جورج جقمان: «قبول العودة الى المفاوضات يحمل خطراً يتمثل في أن يجري في هذه المفاوضات ما جرى في مفاوضات كمب ديفيد، وهو أن تقدم اسرائيل اقتراحاً للحل غير مقبول للفلسطينيين، ويصبح أمام الرئيس عباس خياران: إما أن يقبل، أو أن يرفض، وفي حال الرفض يتعرض الى لوم من الجانب الاميركي».

ويرى جقمان أن الرئيس عباس «وافق على العودة الى المفاوضات لسببين رئيسين، اولاً تعرضه الى الضغط الاميركي، وثانياً ضعف شرعية السلطة الفلسطينية في ظل غياب مسار سياسي».

من جانبه، رأى الكاتب هاني المصري: «الرئيس عباس وافق على العودة الى المفاوضات لأن بقاء السلطة يتطلب الذهاب الى المفاوضات، وعدم الذهاب يعرض السلطة الى العقاب (ما يهدد بقاءها)، خصوصاً في ظل الوضع العربي السيء، والسبب الثاني أن الرئيس ليست لديه خيارات أخرى، ولا يؤمن بخيارات أخرى غير المفاوضات».