خبر تشاؤم حذر-معاريف

الساعة 09:53 ص|22 يوليو 2013

بقلم: نداف ايال

        (المضمون: جولة المحادثات هذه تبدأ بالتشاؤم الحذر وليس بالتفاؤل الحذر الذي كان ينتهي بالصدمة والردة والمصيبة. يعتقد الامريكيون أنه يجب بعد جولة البحث في الامور الفنية المسارعة الى الامور الجوهرية قبل أن يراكم المعارضون من الطرفين القوة للاعتراض والعرقلة - المصدر).

        في الايام الخوالي كانت كل جولة محادثات بين اسرائيل والفلسطينيين تبدأ "بتفاؤل حذر". في السيناريو المتفائل كان ينتهي، هذا التفاؤل المحمل بالمصيبة، بخيبة أمل وبتبادل الاتهامات. وفي السيناريو الاكثر قتامة كان ينتهي ببساطة بمصيبة فتاكة.

        بوعي، يسير الطرفان الى هذه الاتصالات. احد لا يوهم نفسه. لا الامريكيون، بمن فيهم اكثرهم حماسة وتصميما جون كيري. وبالتأكيد ليس الفلسطينيون، الذين لوي ذراعهم كي يوافقوا على اجراء المفاوضات. ولا نتنياهو أيضا الذي بنى حياته المهنية على تحطيم الاوهام (الحقيقية والخيالية).

        وكما أسلفنا، فحتى الامريكيين يدخلون الى هذه القصة بنبرة واقعية. فالرئيس اوباما لم يكلف نفسه التطرق الى الانجاز الهام لوزير خارجيته حتى بعد 48 ساعة من تحققه. وهو لا بد سيهنىء، ولكن الرسالة واضحة: المكانة الرئاسية محفوظة للحظات الحاسمة. هذا اذا ما جاءت على الاطلاق.

        لا حاجة الى التأثر بالتقارير حول جولة النصر لجون كيري في الطائرة، مع زجاجة البيرة. فحتى هو سياسي مجرب جدا من أن يلتقط وهو يحتفل مسبقا. لا يوجد تفاؤل حذر، بل يوجد تشاؤم حذر. الروح هي "على ما يبدو لن ينجح، ولكن...".

        السرية هي عنصر أساس في هذه المحادثات. فالتحليل الامريكي يقدر بان في الماضي أسفرت التسريبات عن احداث ضرر خطير بالاتصالات. وعليه، فقد سجلت دهشة ما في واشنطن من المقابلة التي منحها الوزير شتاينتس مع تفاصيل مثل بادرات تحرير السجناء؛ فهل ارسل هو لاعطاء هذا التفصيل من قبل مكتب رئيس الوزراء، تساءل الامريكيون؟ أم ان هذا تسريب بسيط، بالضبط من النوع الذي اتفق على محاولة منعه هذه المرة؟ لشتاينتس وحده توجد حلول. انجاز هام واحد بالتأكيد كان لشتاينتس: الـ "نيويورك تايمز" أوضحت بانه "وزير كبير" في التقرير عن اقتباساته. حتى هذا هو شيء ما.

        ماذا يدعي الامريكيون؟ يعتقدون ان المفاوضات الحالية ستكون مختلفة. لا توجد لديهم أي رغبة في بدء كل القصة من جديد. الطرفان يعرفان بشكل دقيق جدا ما هي مطالب وحدود الطرف المقابل. ومع أن الجولة القريبة في واشنطن ستعنى بترتيب الامور، بالاجندة، ولكن بعدها، كما يقدر الامريكيون، يجب الركض للحديث في "المسائل الجوهرية" على انواعها. ربما ليس البدء بالمسائل الاكثر تعقيدا (اللاجئين، القدس) ولكن على الفور البدء بالحديث عن النهاية. هكذا فقط يمنع الدخول الى الالية المعتادة: الانشغال بصغائر آليات الاتصالات، والذي في اثنائه يحظى معارضو التسوية على انواعهم، من اسرائيليين وفلسطينيين، بحشد القوة.

        مشوق، إن لم نقل مشبوه، أن بالذات في التوقيت الاكثر حسما للاتصالات نشر الاتحاد الاوروبي التعليمات بشأن العقوبات على المستوطنات: الخطوة التي بعدها توجهت اسرائيل الى واشنطن بطلب التدخل السريع. امريكا بالطبع تجندت في صالح اسرائيل (مع نجاح محدود)، ولكن السياسي الشكاك كان سيقدر بان الامريكيين والاوروبيين استخدموا هنا حركة التفافة على اسرائيل. الشرطي الطيب والشرطي الشرير. نتنياهو هو سياسي شكاك جدا بالمناسبة.