خبر كتب د. بسام رجا .. لاءات نتنياهو .. حول ماذا ستفاوض السلطة؟؟؟

الساعة 07:33 ص|17 يوليو 2013

تتسارع أعمدة الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة مع اقتحامات يومية لباحات المسجد الأقصى..، في مشهد يحفل بكل  غرابة السياسة وتناقضاتها يُظهر في عناوينه العريضة إصرار الإدارة الاميركية على خطة طريق تنقذ" عملية السلام" ..العالقة في" شباك" نتنياهو صاحب السقف السياسي العالي كما يصفه وزير الخارجية الأميركي جون كيري ..،بعد أن التقاه في الجولة الأخيرة قبل أكثر من ثلاثة أسابيع..، ولم يصلا الى نتائج تذكر. فرئيس الوزراء الصهيوني الذي يعمل على اثبات قدراته في حكومة لا يمسك بمفاصلها – رفع من لاءاته للشروع في أي خطوة تفاوضية مع حكومة رام الله -.فلا حديث عن قدس شرقية-ولا أي نقاش في يهودية الدولة – المعبر لأي اتفاق قد يحصل –.وحَمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري رسالة قلق من التطورات الحاصلة في المنطقة-..،فيها الكثير من  الخوف من إمساك القيادة السورية بزمام الأمور بعد أن راهن على سقوط سورية.

لا تنازلات إذاً من حكومة نتنياهو كما روجت الإدارة الاميركية..، وفي اتجاه آخر أعلنت عن عشرة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية، وأرسلت عبر سفيرها في واشنطن ما يحمل تراجعاً عن أي ضمانات يمكن أن تقدمها لإطلاق المفاوضات بعد  إشارات نتنياهو خلال جولة كيري، الذي أبقى مساعده للشؤون الخارجية فرانك ليفنشتاين للتواصل بين رام الله والقدس.

القراءات السياسية تشير الى أن نتنياهو يعمل على سياسة اقتناص  اللحظة – كي يزيد من فرصه الانتخابية في حال انفراط عقد الحكومة – التي تحكمها براغماتيا  التوافق..، ويطل من نافذة الاستيطان وتسارعه مخاطباً جمهور المستوطنين في لغة يتقنها – بعد أن خبر حالة التفكك التي أصابت الليكود وانشطاراته العامودية والافقية-. ومن جهة لا تقل أهمية في منظور الليكود أن فزاعة الأحداث في المنطقة – وتطورات ما يحصل في مصر- جعلت الأخير في حالة ترقب- وأي تنازلات يقدمها- وهي لا تمس بالجوهر الاستيطاني ولاءاته من شأنها أن تضعف موقفه- بعد أن عمل مع فريق استشاري لإقناع  واشنطن بالقيام بضربة استباقية لإيران– ولم يفلح  بذلك- للقراءات الأميركية التي لم تتوافق مع نتنياهو- . ووفق زبيغنيف  بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد  الرئيس الأميركي جيمي كارتر "أن اسرائيل تورط أميركا في حال قيام الأخيرة بأي خطوة من شأنها التفكير بالموافقة على ضرب المنشآت الايرانية".

التطورات الأخيرة في المنطقة والدور الروسي المتعاظم في تبريد ردود الفعل الأميركية- انعكس سلباً على حكومة نتنياهو- التي رفعت سقف شروطها ..،كما –أشارت صحيفة هآرتس- في 7- 7 – 2013 وأن روسية اليوم أصبحت أكثر مهارة من واشنطن في إدارة الملفات الاستراتيجية في المنطقة_ وسياسة  تقريب وجهات النظر– في الأزمة السورية- غدت أكثر واقعية مما مضى.

تداخل الملفات  الدولية  والاقليمية وتشعبها_ جعل من حركة نتنياهو مقيدة في الضغط على الإدارة الاميركية- وقد مارست ذلك في محطات كثيرة_ وتنظر حكومة الأخير إلى أن  تنازلات ولو طفيفة لرام الله- لن يكون  في صالحها في ضوء تطورات سريعة ملموسة  في مصر وسورية- وهو ما يجعل نتنياهو في قلق من  تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف..، أن وضع مصر وما يحصل فيها سيؤثر على المنطقة .

 جولة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في محاولة لاستئناف  المفاوضات ..،تشير إلى رغبة عارمة لدى واشنطن لإذابة جبال الجليد-وهذا ما يعمل علية مستشاره. ويبدو أن كيري يحمل هذه المرة في جعبته جوائز ترضية جديدة لنتنياهو الذي أقفل بوابات التفاوض - وشروطه التي لا تتجزأ لا حديث عن القدس عاصمة- ملف اللاجئين مقفل- الاستيطان متواصل- فحول ماذا ستتفاوض السلطة؟؟!.

الاستيطان والتهويد يتواصلان – وواشنطن تضغط للوصول إلى طاولة المفاوضات مع رام الله- ونتنياهو يطلب ضمانات فعلية لاستئنافها- وشروطه على الطاولة جاهزة - فهل ترى رام الله أي بصيص أمل لأي ملف جوهري في الصراع وعلى رأسه حق العودة؟؟!.