تقرير الصحف الإسرائيلية تفرد مساحات واسعة لتحليل الأوضاع في مصر

الساعة 09:19 ص|02 يوليو 2013

تقرير خاص

حظيت الأحداث التي تدور في مصر اهتمام كبير من مساحات الصحف العبرية سواء من ناحية التغطية أو التحليل لما يجري في ميادين مصر، وردود الأفعال بين المعارضة والجيش ومؤسسة الرئاسة والقوى الإسلامية.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عطا القيمري أن متابعة الإعلام الإسرائيلي لما يجري في مصر يأخذ عدة أوجه، منها ما هو اطلاعي ومعلوماتي ومعرفي، وآخر تحليلي لمعرفة حقائق الأمور وتبيان مجريات حقيقتها، ومحاولة لفهم الآثار الحالية والمستقبلية لهذه التحولات على "إسرائيل". وهناك توصيات تتمثل في كيف ينبغي لإسرائيل التصرف في المراحل المختلفة، وبناء سيناريوهات مع المتغيرات الجديدة وعلى مستويات مختلفة.

فالكاتب في صحيفة هآارتس تسيفي بارئيل رأى بأن ما يجري في مصر هو ثورة ضد ثورة. موضحاً أن اخفاقات الرئيس المصري محمد مرسي بينّة للعيان ولا تحتاج إلى برهان. مشيراً إلى أن الثورة ضد مرسي لا رجعة عنها دون أن يكون لديهم خطة ماذا سيفعلون فيما لو رحل مرسي.

فيما رأى الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" بوعز بسموت مقالاً بعنوان "جيش الشعب" يرى فيه أن المصريين يبحثون عن زعيم جديد من غير الإسلاميين. وأن الجيش المصري يقف إلى جانب الشعب المصري في هذه المرة كما فعل في المرة الأولى عندما ثار الشعب ضد حسني مبارك.

وقال بأن مسار الأمور يسير بتحالف العلمانيين مع الجيش لإخراج الاسلاميين، كما حدث مع مبارك بتحالف الجيش مع الإسلاميين. خاصة وأن المروحيات العسكرية حلقت فوق المتظاهرين واستقالة جنرالات ليصطفوا الى جانب المعارضة. وأوضح أن جنرالات الجيش جلسوا مع اساتذة في القانون الدستوري ليروا كيف يُنحون مرسي دون مس بالمسار الديمقراطي.

أما الكاتب في صحيفة معاريف العبرية عمير ربابورت فقد قال بأن الانقلاب ضد مرسي بدأ منذ الآن، وأضاف أن الإسرائيليون يفهمون بان الرئيس مرسي لم يعد ذا صلة، ولكنهم لا يسارعون للاحتفال بسقوط الإخوان المسلمين الذين في المدى القصير ظهروا كعامل باعث على الاستقرار. وأشار إلى أن مصدر أمني "إسرائيلي" قدر في اليوم الأول لتولي مرسي الحكم بان الرئيس الجديد سيجد صعوبة في البقاء في منصبه حتى ولو 12 شهرا. معتبراً هذا التقدير بانه تقدير حقاً لأن الذكرى السنوية الأولى لحكم مرسي كانت أيضا أول يوم في ما بدا كانقلاب سلطوي آخر.

وأوضح أن "إسرائيل" لا تجد في هذه المرحلة حالة تأهب وفي مناطق الحدود لا يبدو تأثير للأحداث في مصر. لأن ما يحدث هو صراع قوى داخلي بين الجيش والإخوان المسلمين. وأن الجيش المصري لن يفتح النار ضد الشعب، متوقعاً بأن يأخذ الحكم مرة أخرى لفترة انتقالية، مثلما حصل بعد سقوط مبارك.

فيما اعتبر الكاتب في صحيفة هآارتس العبرية إنشل بابر بأن ما يجري في مصر هو انتقام الجيش من تظهير مرسي لقيادة الجيش العليا، ورأى بان انحياز الجيش للشعب لا يمثل انقلاباً عسكرياً في ظاهر الأمر، لأن الانذار مدة 48 ساعة يرمي إلى حث مرسي على "الاستجابة لمطالب الشعب". لكن لا يمكن أن نخطيء نية قادة الجيش ان يتولوا زمام الامور من جديد. وقد بدأت الجموع في ميدان التحرير تهتف مرة أخرى:"الشعب والجيش يد واحدة". وفي كل مرة مرت فيها مروحية عسكرية فوق الميدان كانوا يهتفون وتصرفوا كأنهم قد هزموا مرسي المكروه. لكن المسألة مسألة وقت فقط إلى أن يبدأوا الهتاف مرة أخرى بسقوط حكم الجيش.