خبر أكلناها -يديعوت

الساعة 08:28 ص|30 يونيو 2013

أكلناها -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

        (المضمون: من سيأتي في مكان محمد مرسي اذا استطاعت حركة التمرد ان تُنحيه عن الحكم؟ يريدون الجيش لكن الجيش لا يتدخل الى الآن - المصدر).

        قبل سنة بالضبط انتُخب "الأخ" محمد مرسي لحكم مصر وأقسم أن يكون رئيس الجميع وأعدت له المعارضة "مقياس مرسي": وهو مقياس أداء في مجالات الحياة الساخنة للمواطن الصغير، واتجهوا الى حماية البيئة والبنى التحتية والعمل للعاطلين عن العمل، وحرية التعبير، ومساواة حقوق النساء، والعيش بكرامة في الأساس. ولم يلمسوا على عمد السياسة العالية ولم يثيروا مطالب تتعلق بشؤون الجيش والأمن.

        ومر شهر ومر ثلاثة، وحصل مرسي من المعارضة على صفر مربع. فلم يكن هناك فقط سلوك هاوٍ بل دعاوى على تفضيلات "الأخ الأكبر"، الذي يجلس في القصر ويوجه المقربين منه الى مناصب رئيسة، ويُظهر بغضا للعلمانيين ويضطهد وسائل الاعلام ويوصي النساء بالانطواء في مكانهن "الأكثر طبيعية"، أي في البيت كي لا يتعرضن لتحرشات.

        وفي مقابل ذلك دخل الاقتصاد المصري في ازمة عميقة، وأصبح فرع السياحة يحتضر، وهرب المستثمرون الاجانب. وتسقط البورصة والجنيه المصري في كل مرة يملأ فيها آلاف الميادين. ويعيش 10 ملايين قبطي في مصر في خوف قاتل. فمن استطاع ان يسمح لنفسه حزم حقائبه وسافر. والمصانع تنهار لثقل الاضرابات، ولا يكاد يوجد تصدير ولا يوجد ما يُدفع عن بضائع اختفت من السوق. وأحدث الغضب وخيبة الآمال ظاهرة الـ "بلاك بلوك"، وهم شباب لا يشعرون بالراحة يستعملون بلطجية لتسخين التمرد على القصر الرئاسي.

        لا يوجد رجال شرطة في شوارع مصر. ويقول صديق من القاهرة وهو رجل اعمال ثري إنه لا يبيح لنفسه ان يزور مصانعه في الاسكندرية. ويكمن ناهبون في وسط الشارع يصادرون السيارات ويُبعدون السائق ويسرقون حراسه الشخصيين، بل إن سفرا بريئا من المطار الدولي أصبح مغامرة خطيرة فاما أن تصل في سلام وإما ان يخطفوك عوض فدية. وينقل الجيش دبابات للدفاع عن قصر الرئاسة ومكاتب الحكومة.

        قُبيل الذكرى السنوية لحكم الاخوان تبدو مصر الممزقة بين العلمانيين وذوي اللحى كأنها قبل الحرب بلحظة. إن المتظاهرين ينشدون في الميادين أناشيد معادية لمرسي وليس عند مرسي ومستشاريه أوهام، فهناك حركة التمرد الجديدة التي تزيد على مليون شاب ليس لهم ما يخسرونه وقد حصلت على 22 مليون توقيع تدعوه الى التنحي في أسرع وقت ممكن. من سيحل محل مرسي؟ يريدون الجيش لكن الجيش يجلس على الجدار، الى الآن.

        في ليلة الاربعاء شاهدت خطبة الرئيس التي كانت ترمي الى خفض اللهب. وقد خطب مرسي ساعتين ونصف بلغة عربية ركيكة، وفي غرور مستبد مقطوع عن الواقع. وصفى الحساب مع "الفلول" من حكم مبارك وندد بـ "الأفاعي" في جماعة الأعمال، وهاجم خصمه الذي خسر في سباق الرئاسة احمد شفيق وصفى الحساب مع وسائل الاعلام. إن أرخص شيء هو الهجوم على وسائل الاعلام.

        حينما يجد الرئيس وقتا ليخاصم أرباب التلفاز يصبحون في ضائقة لكن المهاجِم يخسر. بعد أن فشلت محاولة طرح نجم الاعلام باسم يوسف في السجن اتجهت يدا مرسي العصبيتان الى رب عمله فقالوا إنه لم يدفع ضرائب وأخذوا جواز السفر منه وأصبحت القناة في خطر الاغلاق.

        إن العصبية في القصر انشأت قضية ساخنة تتحدث عن جواسيس من الموساد، وجندوا متظاهرين لشتمنا ولاحراق علم اسرائيل. صدقني يا مرسي أننا ليست لنا صلة. إن عملاء الموساد والعلم الممزق لن يُرتبوا لك الامور.

        تُجدد القدس مثل واشنطن التحذير من السفر الى مصر. لا يوصى بعدم المجيء الى سيناء فقط بل بعدم المجيء الى شوارع القاهرة والاسكندرية المشتعلة. ويكمن الكابوس الأكبر على الخصوص في الاتجاه المعاكس: ماذا سنفعل اذا جاء مليون من يائسي مرسي العاطلين عن العمل والجياع الى حدود طابا؟ وماذا سنفعل في مواجهة مليون مهاجر عمل مصري سيتوسلون أو يهددون كي نفتح لهم الأبواب؟ هل يفكر أحد ما عندنا كيف نواجه هذا السيناريو؟.