خبر الذرة الايرانية: كان نتنياهو صادقا- هآرتس

الساعة 09:46 ص|27 يونيو 2013

 

الذرة الايرانية: كان نتنياهو صادقا- هآرتس

بقلم: آري شبيط

        (المضمون: كان بنيامين نتنياهو على حق في تحذيره من المشروع الذري الايراني فهذا ما أكدته صحيفة "الايكونوميست". فيجب على العالم ان يهب فورا لوقف المشروع الذري الايراني قبل ان يصبح الامر متأخرا جدا - المصدر).

        لو أن اسرائيل كانت دولة سليمة العقل لشغلت نفسها هذا الاسبوع بمسألة واحدة فقط هي "الايكونوميست". إن هذه الصحيفة الاسبوعية البريطانية هي اسبوعية الأخبار النوعية الرائدة في الغرب وهي واحدة من وسائل الاعلام القليلة التي يتم التعبير فيها عن الخطاب الاستراتيجي والاقتصادي الجدي للنخبة العالمية. ولهذا حينما قالت "الايكونوميست" هذا الاسبوع بجزم انه لا يمكن وقف المشروع الذري الايراني كان معنى كلامها دراماتي.

        إعترف التيار المركزي في المجتمع الدولي بواسطة "الايكونوميست" بأن المعركة مع حصول ايران على القدرة الذرية انتهت الى فشل. وخرج مذهب احتواء ايران الذرية بواسطتها من الخزانة. وفي وقت تشغل فيه اسرائيل نفسها ببرامج واقع سياسية سخيفة مُسلية، حدّثتها "الايكونوميست" هذا الاسبوع عن ان واقعا استراتيجيا صعبا أخذ يتشكل حولها. إن ما وعد العالم بألا يحدث أبدا أصبح يحدث في هذه الايام، وما وعدت القيادة الامنية العليا بألا يحدث – يحدث، يحدث. فايران تتحول الى قوة ذرية في حين تقف اسرائيل (الغارقة في أحلام الصيف) وحدها.

        جرى بين 2009 و2012 هنا جدل صائب في ايران. وقف فيه المتفائلون في أحد جانبي المتراس وهم: شمعون بيرس ومئير دغان ويوفال ديسكن وغابي اشكنازي والمؤسسة الامنية والمؤسسة الاعلامية وريح الأمل الطيبة التي ترد الروح. ووقف في الجانب الآخر من المتراس متشائم كئيب مُشهر به هو بنيامين نتنياهو.

        قال المتفائلون: امريكا موجودة. وقال المتشائم امريكا غير موجودة. وقال المتفائلون: توجد يد خفية. وقال المتشائم لا توجد يد خفية. وقال المتفائلون: يوجد وقت. وقال المتشائم لا يوجد وقت. وقال المتشائم إن الخطة الذرية الايرانية يجب ان يتم وقفها الى خريف 2012. وقال المتفائلون: ليست الذرة الايرانية هي المشكلة بل رئيس الوزراء.

        في مدة ثلاث سنين ونصف انتقل المتفائلون من صحفي الى آخر ومن امريكي الى آخر وقالوا إن المتشائم سوداوي خطير يرى ظل الجبال كالجبال ولا يعلم أن العالم لن يدع ايران تحصل على القدرة الذرية. وفي مدة ثلاث سنين ونصف قيد المتفائلون يد المتشائم بناءا على الوعد الثلاثي بأن امريكا موجودة واليد الخفية موجودة والوقت موجود. وها هي ذي صحيفة "الايكونوميست" تأتي هذا الاسبوع وتقول في جزم إن وعد المتفائلين القاطع كان وعدا باطلا وإن الوقت متأخر جدا فقد هربت خيول اليورانيوم المخصب من الاسطبل. واخطأ الباحثون عن الخير الدوليون والباحثون عن الخير الاسرائيليون وضللوا ضللا شديدا.

        إنها لمفاجأة: كان بنيامين نتنياهو صادقا. يمكن ان ننتقد صورة سلوكه ومن الواجب ان ننتقد جوانب ما من سياسته. ما كان يجب ان يكون الخيار العسكري الاسرائيلي هو الخيار الرئيس على المائدة. وكان يجب ان يكون السخاء على رام الله جزءا من نضال القدس لطهران. لكن نتنياهو فهم تحدي ايران أفضل من الآخرين وقرأ خريطة المعركة مع ايران بصورة أفضل.

        في حين ضل المتفائلون بالأوهام رأى المتشائم الواقع رؤية صحيحة. وفي حين أُصيبت المؤسسة الامنية والمؤسسة الاعلامية بالوهن والدعة، حذر المتشائم وأنذر. لكن لما كانوا لم يهبوا للتحذير لا في الغرب المتهاوي ولا في اسرائيل المحتفلة فانه جاء الى العالم واقع استراتيجي جديد خطير. أذئب، ذئب؟ انه ذئب! ذئب استراتيجي ذو أنياب ذرية أصبح يقف على الباب.

        من الممكن انه يمكن الى الآن دحض تقدير "الايكونوميست" للوضع. وقد يستطيع حصار سياسي اقتصادي كامل فوري لايران ان يجعلها تُعلق مشروعها الذري للابقاء على النظام. لكن يجب على من يريد ان يكون دحض نبوءة الغضب سياسيا لا عسكريا ان يعمل الآن ولا يوجد وقت، لا يوجد وقت حقا. إن الصحوة قبل منتصف الليل بلحظة صحوة صعبة لكن الصحوة بعد منتصف الليل بلحظة قد تكون صحوة فظيعة.