خبر كراهية العرب... هآرتس

الساعة 09:14 ص|25 يونيو 2013

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: إن العداوة للمواطنين العرب في دولة اسرائيل هي من نصيب جزء كبير من الشعب الاسرائيلي وإن لم يتحدثوا عن ذلك علنا - المصدر).

إن عمليات أناس "شارة الثمن" التخريبية الموجهة على سكان أبو غوش تثير القشعريرة. إن الحديث عن سلوك آثم لاشخاص ذوي تفكير بدائي، وعن تعبير عن كراهية عمياء للمواطنين العرب. ولا يستطيع شيء ان يُسوغ هذه الافعال ولا مغفرة لها. ويسأل المرء نفسه من الذي يقود هذه العصابات ومن أين تستمد إلهامها.

يوجد في المجتمع الاسرائيلي عداء كبير للعرب يمكن ان يُفهم بعضه على خلفية الصراع الطويل بين اليهود والعرب، لكن هذا التفسير لا يمكن أن يكون تسويغا حينما يوجه ذلك العداء بلا تفريق على المواطنين العرب في اسرائيل. وينبغي ألا نخطيء لأن هذا العداء ليس من نصيب المخربين الشباب وحدهم بل له مصادر اخرى في المجتمع الاسرائيلي هي مستنبت لهذه الجرائم.

حينما يدفع افيغدور ليبرمان، وهو زعيم حزب متوسط وكان وزير الخارجية الى وقت قريب، حينما يدفع قدما بفكرة نقل مناطق اسرائيلية آهلة بالعرب الى فلسطينيين، مع سلب سكانها الجنسية الاسرائيلية يقول في الحقيقة: "كلما وُجد في اسرائيل عدد أقل من العرب كان أفضل". وماذا يكون هذا إن لم يكن تعبيرا عن عداوة عمياء للمواطنين العرب في الدولة؟.

أولا يوجد اسرائيليون كثيرون يميلون الى الموافقة على هذا التصور المريض، وأخطر من ذلك أنه يوجد من يعدون بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم كي لا يضاف حتى عربي واحد الى قائمة مواطني اسرائيل. لا حاجة للبحث بعيدا كي نجد اولئك الذين يشعرون بذلك وإن لم يقولوه بصوت جهير. إنهم قد يغطون على ذلك بأقوال تبحث عن الخير عن طموحهم الى السلام وتأييدهم لـ "دولتين للشعبين" و"دولة يهودية ديمقراطية"، لكننا جميعا نعلم ما الذي يقصدون اليه بالضبط. لا نريد عربا آخرين في دولة اسرائيل، هذا ما يفكرون فيه. ويعلم عرب اسرائيل ذلك.

إن العداوة والآراء المسبقة في المواطنين العرب يعبر عنها ايضا الاختلاف في قضية المساواة في العبء والتي يميزها تهرب دائم من قضية خدمة العرب العسكرية وفرض أنهم يستطيعون ان يخدموا فقط في اطار خدمة وطنية. إن الذين يتكلمون بصراحة يقولون بوضوح إنه لا يمكن الاعتماد عليهم وتسليمهم سلاحا. ويقوم هذا الادعاء على فرض ان المواطنين العرب أعداء الدولة. ويعبر هذا التعميم الذي هو غير صحيح على نحو سافر عن عداوة لجميع المواطنين العرب. وتُقال هذه التصريحات علنا دون أي اعتبار لمشاعرهم.

كيف يمكن ان نُعرف مبادرة عدد من اعضاء الكنيست الى الغاء المكانة الرسمية للغة العربية بعد 65 سنة إن لم يكن ذلك عمل عداء موجها على المواطنين العرب؟.

أو الاصرار الفارغ من المضمون الذي يرى ان اسرائيل ليست ولا يجوز لها ان تكون "دولة جميع مواطنيها". هل يحاول من يزعمون ذلك ان يقولوا للمواطنين العرب إن اسرائيل ليست دولتهم؟ وإن الدولة هي لمواطنيها اليهود فقط لا للدروز والمسيحيين والمسلمين؟ حاولوا ان تقولوا هذا لمواطنين عرب يخدمون في الجيش الاسرائيلي ولعائلات بذل أبناؤها حياتهم من اجل الدفاع عن الدولة. ليس هذا داحضا فقط، إنه مخجل ببساطة.

من المؤسف جدا ان العداوة للعرب في المجتمع الاسرائيلي تنبسط في مجالين واسعين. فهي ليست محدودة في عصابات "شارة الثمن"، وقد تكون هذه العصابات تؤمن بأن كثيرين يؤيدون اعمالها الآثمة سرا. أعلم ان رافعي راية "حل الدولتين" سيثورون غضبا بسبب فكرة وجود صلة ما ولو ضعيفة بين ايديولوجيتهم وبين عداوة العرب لكن يحسن ان يصرفوا الى ذلك شيئا من التفكير.