خبر خشية من حيلة لأبو مازن.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:13 ص|25 يونيو 2013

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: قد يكون رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يُعد لما يسمى "لعبة اتهام" مع الاسرائيليين لاحراجهم ولاظهارهم بمظهر من لا يريدون التفاوض والتسوية الحقيقية - المصدر).

يُلصق بكل مرحلة تقريبا من التفاوض الاسرائيلي الفلسطيني الذي كان يجري في مد وجزر منذ أكثر من عشرين سنة، على نحو عام كلمتان لتمييزها. فحينما تنتهي الجولة الى فشل تغرق في هاوية النسيان. أما الجولة الحالية فتجري والى جانبها كلمتا لعبة اتهام.

تستعمل مصادر اسرائيلية رفيعة المستوى هاتين الكلمتين لوصف سلوك أبو مازن في الاسابيع الاخيرة. فبعد "لا" بعد "لا" وشرط بعد شرط، بدأ رئيس السلطة الفلسطينية يقول لزواره إنه يريد ان يلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرة واحدة دون تخلي عن شروطه المسبقة.

يرى الاسرائيليون أن ليس الحديث عن رغبة في اجراء تفاوض حقيقي، فليس لأبو مازن رغبة في ان يجتمع هو ونتنياهو في خيمة في الطريق الى رام الله يمكثان فيها قدر المطلوب ("الى أن ينبعث دخان ابيض"). ولن تُدعى أفرقاء عمل للبحث في التفصيلات. فهو يريد في الحاصل العام – وهذه هي وجهة النظر الاسرائيلية – أن يزعم أنه التقى مع نتنياهو وان الاسرائيليين غير معنيين بالتفاوض وان يتجه عند ذلك الى الامم المتحدة ويبتز تنديدات كما فعل هذا الاسبوع في اليونسكو.

يخشى نتنياهو هذه الامكانية لكن اسرائيل مسجونة في موقف لا تستطيع فيه ان تقول "لا" للقاء مع أبو مازن وذلك في الأساس وهو مستمر على التمسك بشروطه لكنه لا يُبرزها.

لا توجد عند نتنياهو صعوبة في ان يوافق. قدّر نفتالي بينيت، مثل بني بيغن وآخرين في الحكومة السابقة – أنه لن ينتج شيء أصلا عن هذه الاتصالات التي ليست هي أكثر من "لعبة اتهام"، ولهذا لن يقف في طريق رئيس الوزراء الى الخيمة في رام الله. ولا اليمين في الليكود ايضا الذي جرب اوضاعا مشابهة منذ 2009، هذا الى ان هذه الخطوات ستكون ذريعة سهلة ليئير لبيد وتسيبي لفني للبقاء في الائتلاف دون ان يعتبرا رافضين للتفاوض.

يمكن آخر الامر ان نرى هذا الامكان على انه جولة اخرى في التصور الذي صاغه موشيه يعلون في كتابه الذي تناول الحاجة الى ادارة ازمات لا يمكن أصلا حلها في المستقبل القريب.

غير ان اسرائيل تخشى "لعبة الاتهام" تلك التي سيخرج الفلسطينيون منها منتصرين لأنهم سيتمتعون مسبقا بتأييد أوسع في وسائل الاعلام الدولية وعدد من المؤسسات والجامعات في الغرب. ولذلك فان كل شيء الى الآن هو بمنزلة بالونات تجارب.

لم يسقط جون كيري الى الآن في شبكة اللقاء مع رئيس الوزراء نتنياهو التي بسطها أبو مازن عند قدميه. فقد بيّن للفلسطينيين ان الولايات المتحدة تشك أنهم يقصدون الى "لعبة اتهام" لا الى تفاوض جدي.

كم سيتمسك كيري بموقفه الانتقادي من الفلسطينيين؟ إن جميع جولات محادثاته في الشرق الاوسط تشبه مسابقة شد حبل، فالقدس في مقابل رام الله والامريكيون هم المنديل المعلق في الوسط.

ألقاء؟ أتجديد التفاوض؟ كل شيء لم ينضج بعد كما يقول اسرائيليون كبار ولا يوجد الى الآن طعام مطبوخ.