خبر هنية: لم نتدخل في شؤون الدول العربية والإسلامية لكننا نراقب التطورات

الساعة 06:13 م|21 يونيو 2013

وكالات

أكد رئيس الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية مساء الجمعة أن ملف مدينة القدس المحتلة وما تتعرض له المدينة من جانب الاحتلال الإسرائيلي كان حاضرا بقوة خلال اللقاءات التي عقدها وفد حركة حماس مع الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وأوضح هنية في كلمة له خلال حفل تخريج طلاب وطالبات كلية التمريض في الجامعة الإسلامية بغزة مساء الجمعة أن القدس كانت حاضرة بقوة خلال زيارتنا الأخيرة وفي اللقاء مع الرئيس المصري محمد مرسي.
وذكر أن "الحديث كان مفصلاً حول ما يجري في القدس وما يجب على الأمة عمله تجاه القدس وخاصة بقيادة مصر من حيث موقعها العربي والإسلامي"، مضيفا أننا "أخذنا كلاما واضحا من فخاصة الرئيس مرسي بأنه سيدعو لمؤتمر دولي في القاهرة من أجل القدس".
ولفت هنية إلى أن القدس كانت حاضرة أيضا خلال اللقاء مع رئيس الوزراء التركي، مضيفا أن "تناولنا تبني تركيا لموضوع مصاطب العلم في المسجد الأقصى ليصل عدد طلاب هذه المصاطب إلى الآلاف ليكونوا أكثر قدرة على التصدي لأي محاولة لاقتحام المسجد أو المساس به".
وقال إنه يشارك في مشروع مصاطب العلم أكثر من 450 طالبا وهؤلاء يتواجدون بشكل يومي وعلى مدار الساعة داخل المسجد وهم الذين يتصدون دائما لمحاولات اقتحام الأقصى وخاصة في الفترات الصباحية.
وأشار هنية إلى ما تتعرض لها القدس من مؤامرة ومخاطر، من سياسة التهويد والحفريات والتهجير وهدم البيوت وإبعاد النواب والوزراء ونشر الاحتلال لكل موبقات في القدس، إضافة إلى المؤامرة الخطيرة لتقسيم المسجد.
وقال "يريدون أن يكرروا ذات المخطط الذين نفذوه في الحرم الإبراهيمي في الخليل بتقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا"، مضيفا "بنوا حول المسجد ما يقرب من 100 كنيس يهودي.
وحذر هنية من أن الاحتلال يريد تغيير معالم القدس وشطب ثقافة الشعب الفلسطيني والأمة وانتزاع القدس من محيطها العربي والإسلامي واستباحة المسجد الأقصى.
ولفت إلى أننا حاليا في شهر شعبان الذي شهد حادثة تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في السعودية، مضيفا "تذكرنا هذه المناسبة بأن هذا الشعب صاحب القبلة الأولى للأمة، وتنبهنا وتحذرنا من المؤامرة ومن هذه المخططات التي ينفذها الصهاينة صباح- مساء في قدسنا وأقصانا وكل مقدساتنا.
وشدد على أننا لن نفرط ولن نتنازل عن القدس المحتلة مهما كلفنا ذلك من ثمن، مضيفا أن القدس في حركاتنا السياسية والثقافية والإعلامية بل والجهادية لأنها عاصمة العواصم وبالجهاد والمقاومة نحررها.

زيارة مصر وتركيا


وحول زيارته لمصر وتركيا ضمن وفد حركة حماس، أشار هنية إلى أن هناك ثلاث استنتاجات لهذه الزيارة هي أن شعوب الأمة رغم انشغالها ومواجهتها للتحديات الداخلية والخارجية إلا أن قضية فلسطين تعتبر مركزية بالنسبة إليها.

وأضاف "لمسنا مركزية القضية الفلسطينية ووحدة الشعوب حول القضية رغم أنهم يختلفون في داخلهم وبينهم إلا أن قضية فلسطين توحد، ولها أولوية وتشكل مركزية البحث والمتابعة".

وتابع هنية" وجدنا أن قضية فلسطين ما زالت تحتفظ بمكانتها وبوهجها كقضية محورية لهذه الأمة".
ولفت إلى أن المرحلة الحالية تشهد إعادة بناء للبيئة الاستراتيجية المحيطة بفلسطين، مضيفًا "المنطقة جرى تفكيكها ويعاد ترتيبها وتركيبها من جديد، وهذه التركيبة سيكون لها الأثر الكبير على قضيتنا وشعبنا وعلى مستقبل الصراع مع عدونا الصهيوني".
وأكد أنهم يتابعون من هذا المنطلق إعادة بناء البيئة الاستراتيجية المحيطة بقضيتنا من منطلق أن "قضية فلسطين تؤثر وتتأثر بما سيجري حولها، وتطورات الأوضاع من حولها وليس من منطلق أننا نتدخل في شأن أي دولة عربية".
وجدد هنية تأكيده على عدم التدخل في أي من شؤون الدول العربية والإسلامية، مضيفا "لككنا نتابع ونراقب لأن تطورات الأوضاع سلبيا أو إيجابيا سيأثر بالقضية الفلسطينية".
ونبه إلى أن هناك إعادة رسم للمنطقة، مشيرا إلى وجود صراع مشاريع وإرادات في هذه المنطقة، مبينا أن هناك محاولات غربية حميمة لتركيب المنطقة وفق السيناريو الأمريكي وليس وفق إرادة الأمة والثوار.

أحداث تركيا


وعن الأحداث التي شهدتها تركيا مؤخرا، أشار هنية إلى أن ما جرى كان جزءا من الحديث مع أردوغان الذي شرح بعض الأحداث في ساحة "تقسيم".
وأضاف هنية أن الاستنتاج الواضح "أن ما يجري جزء منه محاولة التشويش على النموذج الناجح الراقي الذي سجل في تركيا فلم تعد تركيا كأنها بقرة حلوب للدول المانحة والبنك الدولي، ولذلك تحركت بعض القوى والفعاليات للتشويش على هذا المشروع ولعدم الاستفادة منه من قبل بعض دول الربيع العربي".

جانب آخر للحفل


وذكر أن "ما يجري فيه حراكات متصلة بنجاح الأمة في تقديم نفسها كمشروع حضاري"، مضيفا أن "هذه الامة ليست أقل من الأمم أن تثبت نفسها على رقعة المشاريع الحضارية".

توصيات للخريجين


وأوصى هنية الخريجين، أولا بشكر نعمة الله عز وجل على العلم والوصول إلى هذه الدرجة، وأن يأخذوا بيد الغير ليصلوا إلى هذه الدرجة.
وأضاف "يتصل بالشكر الانفتاح على الثقافات وعلى الفكر الإنساني والموروث الإنساني الواسع، فلا تتهيبوا الانفتاح على كل مشاريع الثقافة بحيث ألا تقتلعكم من جذوركم وأن لا تجرفكم بعيدًا عن ثقافة وهوية الأمة".
وقال "نريد عقولاً أبعد من حدود الجامعة ومن حدود غزة والوطن، إننا نريد عقولا تسهم في بناء الحضارة الانسانية".
ودعا هنية الخريجين إلى أن يكونوا طموحين وأن لا يقفوا عند هذا الحد، فما وصلوا إليه بداية الطريق، وأن تكون همتهم عالية، لأنه بالهمة العالية يمكن أن نحرر ونبني الأوطان.
وأوضح أن أكثر شيء يكون فيه إيلام للإنسان هو أن يحصل على العلم والمعرفة دون أن يحصل على القوة، مضيفا "لا علم ولا معرفة دونما أن نمتلك القوة، قوة الحق الذي نتمسك به، وأول مدارج القوة هي قوة الإيمان والعقيدة ثم الوحدة والترابط ثم قوة الساعد والسلاح".
وأكد هنية الالتزام بالوقوف الدائم إلى جانب الجامعة الإسلامية وكل الجامعة ومسيرة التعليم، مشيرا إلى أن ما يميز الجامعة الإسلامية أنها ترتقي رغم الظروف الصعبة والأزمة المالية.