خبر حسبُنا أيها الأخوان حسبُنا- هآرتس

الساعة 08:43 ص|20 يونيو 2013

بقلم: آري شبيط

كان أمر الأخوين منذ اللحظة الاولى أمرا سيئا. حصل يئير لبيد في انتخابات 2013 على اصوات كديما. وحصل نفتالي بينيت على اصوات المفدال. إن ناخبي كديما لم ينتخبوا لبيد كي يصبح أوري اريئيل بأصواتهم وزير اسكان يجلب مئات آلاف المستوطنين الى يهودا والسامرة. ولم ينتخب ناخبو المفدال بينيت كي يصبح حامي الحمى يعقوب بيري بأصواتهم وزير علوم يحارب الاحتلال حربا لا هوادة فيها.

تمتع حلف لبيد – بينيت بدعم وسائل الاعلام الكارهة لبنيامين نتنياهو لكنه كان حلفا خطأ في أساسه. فهو لم يستطع ان يولد ولا ان يبقى دون خيانة الثقة التي حصل عليها كل واحد من الأخوين من جمهور ناخبيه.

ليس واضحا الى اليوم ما الباعث الذي جعل أمير القناة الثانية وأمير "يشع" يقع أحدهما على عنق الآخر. لكن حلفهما العجيب مكّنهما من الترويج لثلاثة أوهام. وهم ان الفلسطينيين هم شوكة في المؤخرة، ووهم ان وزير المالية الجديد ووزير الاقتصاد الشاب يستطيع ان يُحدث تحولا اقتصاديا اجتماعيا يُغير نظام العالم، ووهم أن نجوم الفيس بوك يستطيعون بعمل مشترك إدماج الحريديين في اسرائيل في القرن الواحد والعشرين. لكن الأوهام الثلاثة سقطت بعد ثلاثة اشهر من انشاء يوجد مستقبل والبيت اليهودي لحكومة.

إن المشكلة الفلسطينية المكبوتة توشك ان تتفجر في وجوهنا كما يُحذر قائد منطقة المركز. والسياسة الاقتصادية النافذة كما تدل ميزانية الدولة العامة هي سياسة سافرة ليوفال شتاينيتس لا تحقق وعود السياسة الجديدة. ولا يوشك الحريديون على المشاركة قريبا في الجيش الاسرائيلي وفي المجتمع الاسرائيلي بل ان يحشروا أنفسهم في محبس متطرف غاضب كما يشهد حراك المساواة في عبء الخدمة. لقد تداعت الطبقات الاسمنتية الثلاث التي انشأت في ظاهر الامر حلف لبيد وبينيت في أقل من 100 يوم ولم يبق الآن سوى الجص. وقد بدأ الجص يتساقط. يعد لبيد في أحاديث مغلقة بأن كل شيء سيتغير قريبا جدا. فهو سيستطيع بعد ان يُجيز الميزانية العامة وبعد أن يُجيز المساواة في العبء أن يقول حقيقته وأن يُسمع صوتا عاليا قويا في الشأن الفلسطيني. فاذا لم يكن لبيد يضلل مُحادثيه فسيصبح الحلف مع بينيت قريبا تاريخا أو انعطافا.

وفي مقابل ذلك يتساءل مسؤولون كبار في البيت اليهودي ألم تكن خيانة الحريديين متسرعة وأوليس من الضروري أن يتم تجديد التحادث بين حفظة التوراة ذوي القبعات المنسوجة وحفظة التوراة من لابسي الملابس السوداء. واذا تم تجديد التحادث الديني الداخلي فسيصبح حلف الصهيونية المتدينة مع لبيد انعطافا أو تاريخا. إن الغرابة التي كانت مستترة دائما في حلف الزواج المخصص هذا ستصبح غرابة مكشوفة. فما كان يبدو في عيد المساخر آسرا ساحرا واعدا يمكن أن يصبح سخيفا بعد التاسع من آب (العبري).

وهكذا أصبح التحدي الآن هو تحدي لبيد، فاذا استمر في السير مع أخيه غير الشقيق يدا بيد فسيصل الى طريق مسدود. ولن يمكن في نهاية الامر الدفاع عن حقيقة ان سكان رمات أفيف ج يبنون ايتمار ج. ولن يكون من الممكن تفسير الوضع الذي تمنع فيه مؤسسات "علماه" "نساء الحائط الغربي" من الصلاة عند الحائط. ولن يكون من الممكن أن نفهم لماذا أصبح المركز الاسرائيلي العلماني خادما لليمين المتدين ودافنا للحلم الصهيوني.

لهذا يجب على لبيد اذا لم يشأ ان يصبح ظاهرة عابرة ان يعترف بأن الحلف مع بينيت كان صفقة خاسرة. فقد أحدث وضعا سياسيا معوجا أُلف معه من كنيست معتدلة نسبيا حكومة قومية متطرفة. وأحدث وضع حكم لم يسبق له مثيل نُقلت معه السيطرة على كثير من موارد الدولة الى المستوطنين. وأحدث وضعا قوميا خطيرا لشلل سياسي. حسبُنا أيها الأخوان حسبُنا. حان الوقت ليُرتب بينكما طلاق ودي عادل.