خبر دعوهم ينتحرون في هدوء- يديعوت

الساعة 08:38 ص|12 يونيو 2013

دعوهم ينتحرون في هدوء- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

        (المضمون: إن تدخل اسرائيل بأي شكل من الاشكال فيما يجري في العالم العربي حولها يمنح العرب سببا للاتحاد حول القاسم المشترك الوحيد بينهم وهو كراهية اسرائيل فيجب منع ذلك - المصدر).

        إن نتنياهو تحكه أصابعه. فمن رآه هذا الاسبوع يهدد في لجنة الخارجية والامن رأى قائدا إصبعه على الزناد. وربما يكون على حق لأن اسرائيل لاحظت مرة اخرى امكانية ان يتسرب سلاح روسي محكم الصنع من سوريا الى لبنان ويجب وقفه. وهي تحاول ان تنقل رسائل منها رسائل عنيفة الى الاسد – لكن ذلك أصبح أقل تأثيرا فيه. ولم يساعد توجه نتنياهو المباشر الى بوتين ايضا.

        أفادت الـ "سي.ان.ان" هذا الاسبوع بأنباء عن سفن شحن روسية تحمل معدات عسكرية الى سوريا. إن الساعة تتكتك وهم في المؤسسة العسكرية في اسرائيل يُحذرون من أنه اذا لم يتم وقف هذه الشحنات المرسلة على الارض السورية فستصل الى لبنان وتختفي. ويقترب المجلس الوزاري المصغر في اسرائيل من نقطة القرار: هل يهاجم أم لا يهاجم، وما هو الموضوع في كفة الميزان. فهل يجب على اسرائيل من اجل الحاجة الى وقف شحنات السلاح المرسلة التي ما زال الروس ينقلونها عن طريق سوريا الى حزب الله، أن تلقي بنفسها في قِدر الشرق الاوسط الغالية؟ وهل تقابل بطاريات صواريخ ما تصل الى لبنان المصلحة الاسرائيلية العليا وهي ان تدع العالم العربي "يعالج نفسه" وألا تعطيه أية ذريعة ليحرف جهوده من اجل "علاجنا".

        في كل يوم يُقتل في الدول حولنا 400 انسان الى 500، وفي طرابلس في لبنان يجري قتال يومي بين حيي جبل محسن وجبل التبانة. وتُستعمل هناك رشاشات ثقيلة ومدافع مضادة للدبابات. وقد أُحصي في الاسبوع الماضي هناك 30 قتيلا و200 جريح. وفي صيدا تحارب عصابات مسلحة ناصرية موالية لسوريا حركات سنية. وحكومة لبنان مشلولة  ومكانة حزب الله السياسية تضعف.

        يُقتل في سوريا في يوم قتال ضعيف 80 شخصا. وقد انفصل الاكراد في شمال شرق سوريا عن الدولة. ويوجد في جبل النصيريين، وهو مسكن العلويين، استعداد لانشاء دولة مستقلة. وفي جبل الدروز يتسلح مليون ونصف مليون من الدروز خشية انتقام السلفيين. وفي مركز الدولة هرج ومرج فهناك بضع مئات من العصابات المسلحة من جميع الانواع تقاتل الجيش السوري وعصابات النظام ومجموعات شيعية عراقية وحزب الله. والى نهاية هذه السنة سيصبح 20 في المائة من سكان الاردن لاجئين سوريين مع كل ما يصاحب ذلك من التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية.

        ولا يُرى لدى الفلسطينيين حل للانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية. ومصر في فوضى اقتصادية دستورية وفي الشوارع اضطراب عارم. والمسلمون يهاجمون الأقباط والاخوان المسلمون يحاربون السلفيين وفي سيناء يحارب البدو الجيش. وإن ما يقلق مصر أكثر من كل شيء هو حقيقة أن أثيوبيا تنشيء سدا على النيل الازرق الذي يمد مصر بـ 80 في المائة من الماء. وهذا سبب للحرب من وجهة نظر مصر. فالازمة مع اسرائيل هامشية اذا قيست بأزمة الماء.

        وفي ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضا ولم يعودوا يعدون الجثث هناك. وتدخل المدن الكبرى في تونس في حظر تجول كل مساء. ويُقتل جنود تونسيون في حربهم للسلفيين على حدود الجزائر.

        وأصبح العراق مقسوما الى ثلاثة أقسام، وتتجدد الحرب الاهلية هناك بكامل قوتها. ففي الجنوب حكومة شيعية موالية لايران برئاسة المالكي، ويسيطر السنيون على المركز مع عصابات مسلحة تحارب السلطة المركزية. وهناك مئات القتلى والاختطافات واعمال القتل في كل اسبوع. وقد أصبح الاكراد في الشمال ينتجون النفط ويبيعونه على نحو مستقل دون دفع عائدات الى الحكومة.

        ولم نتحدث بعد عما يحدث في الصومال وتشاد والسودان وعدن والبحرين. إن العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي وهذا أمر قد يستمر سنين طويلة بعد.

        فلماذا يجب علينا نحن بسبب عدد من الجنرالات الذين لا يهدأون ورئيس حكومة مسارع الى الحرب ان نمنحهم سببا للاتحاد حول القاسم المشترك الوحيد بينهم وهو كراهية اسرائيل؟ دعوهم ينتحرون في هدوء. إن السلاح الى لبنان خطير لكنه ليس تهديدا وجوديا فهو ليس القنبلة الذرية الايرانية.