خبر يجب الحديث عن العلاقة-يديعوت

الساعة 05:56 ص|10 يونيو 2013

بقلم: ايتان هابر

        (المضمون: أخذت الولايات المتحدة تفقد اهتمامها باسرائيل رويدا رويدا وذلك لسببين رئيسين الاول تغير خريطة مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط والثاني سلوك اسرائيل الاشكالي في المنطقة - المصدر).

إن اليهودي في ارض اسرائيل يمضي لينام في الليل ولا يكون هم واحد على الأقل في قلبه فهو يعلم ان الولايات المتحدة، أي امريكا العظمى، موجودة دائما من وراء دولة اسرائيل. وهو يعلم أنه ما بقيت هذه القوة العظمى تقف من ورائنا فليس ما يدعونا الى القلق في مجال الدعم الدولي على الأقل.

        إن 190 دولة تحسد العلاقات المميزة بين واشنطن والقدس، وحياتنا نحن معلقة بقدر كبير بالشخص الذي يسكن البيت في جادة بنسلفانيا 1600 في واشنطن، وهو الذي يهتم بالدقيق من اجلنا كي نخبز خبزنا، وهو الذي يرسل الينا طائرات اف 16 كي نستطيع ان ننام في سكينة. إن امريكا معنا.

        ونقول لمن لا يعلم أو لمن لم يعد يذكر ان الامر لم يكن على هذا النحو دائما. من الحقيقة ان الولايات المتحدة اعترفت بدولة اسرائيل بعد تسع دقائق فقط من اعلان الدولة في 1948، لكن الحكايات التاريخية تُحدثنا عن ان رئيس الولايات المتحدة آنذاك هاري س. ترومان قال ذات يوم لصديقه ايدي يعقوبسون: "انشأنا ولدا اشكاليا".

        ونقول بالمناسبة ان يعقوبسون كان ذات يوم شريك ترومان في حانوت القبعات (أو الملابس كما يقول آخرون) في كنزاس سيتي، ويُعلمنا التاريخ ان اسهامه كان كبيرا في استقرار رأي الرئيس الامريكي على دعم دولة اليهود (كيف نعرف ان هذا صحيح؟ من حقيقة ان التاريخ الاسرائيلي نسي يعقوبسون تماما).

        يتذكر القدماء بيننا سنوات صعبة في العلاقات بأمريكا، فهم في البيت الابيض لم يُحبونا دائما. فقد كانت امريكا هي التي رمت بنا من سيناء (مع الروس) في 1956. ولم ترسل امريكا الينا وسائل قتال وحينما فعلت – وقفت الشحنات المرسلة حينما لم نقبل موقفها. ووجد رؤساء امريكيون مُعادون ويوجد حتى من يقولون انهم كانوا معادين للسامية. لكننا في الجيل الأخير على الأقل أصبحنا نجما وولاية آخرين في علم النجوم والخطوط للولايات المتحدة ونحن نعلم ذلك. والعرب يعلمون ذلك. والعالم يعلم ذلك. وهذا كافٍ لنا كي نشاغب وكي نكون "الولد الاشكالي" في العالم، كما قال ترومان ذات مرة.

        تحسنت العلاقات الطيبة بأمريكا على مر السنين وبلغت في عهد الرئيسين كلينتون وبوش الابن ذُرى لا تُصدق. واذا تم في يوم الكشف عن صور العلاقات بين واشنطن والقدس فسيقف العالم فاغرا فاه. ومع ذلك حرص الحكام في اسرائيل دائما على الحفاظ على العلاقات والاهتمام بألا تكون حلما عابرا. وقد وُجد من قبل رؤساء امريكيون كان يمكن فقط الوصول الى حُجابهم في البيت الابيض وهذا كابوس كل رئيس وزراء في اسرائيل.

        لا يوجد عند أي زعيم اسرائيلي أوهام فهو يعلم ان حُسن العلاقات بأمريكا من المصالح الحيوية ومن الواقع وأكثر من ذلك بالطبع. وحينما يتغير الواقع أمام أعيننا في كل يوم يبدأ حتى الرئيس الامريكي الأكثر "تصهينا" التفكير قبل كل شيء في مصلحة شعبه وبلده في الشرق الاوسط ويفكر بعد ذلك فقط في الكتاب المقدس وشعب الكتاب المقدس واخلاق الأنبياء.

        أخذت تتغير في السنوات الاخيرة خريطة مصالح الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، وقد أخذ الاهتمام الامريكي بمنطقتنا يقل هذا الى ان الولايات المتحدة أخذت تتخلص من تعلقها بنفط الشرق الاوسط. ونحن نفقد في نظر البيت الابيض المكانة المميزة بالابن البكر المدلل. أو بعبارة صريحة: إن الرئيس الحالي (وليكن الرئيس القادم من كان) لم يعد "يعمل عندنا" وهو يعود أكثر الى برنامج "الولد الاشكالي". ونقول بعبارتنا: يبدو أننا أحرقنا طبيخنا في مطابخ البيت الابيض وتل الكابيتول. وأصبحوا أكثر ضيقا بنا بسبب سلوكنا.

        يوجد عندنا دائما أجوبة جيدة عن السلوك الامريكي كقولنا أُنظر واسمع، إنهم لا يتأثرون. أو ماذا نفعل هكذا هم اصدقاؤنا وراء البحر: لا يتأثرون. لكننا نحصل على الأجوبة الصغيرة من واشنطن بأنباء مُسربة من البيت الابيض تشتمل ايضا على اقوال للرئيس، وبتعيينات كبار المسؤولين الذين يؤثرون مباشرة في سياسة الولايات المتحدة.

        إن كثيرين من اولئك المُعينين أخيرا لا يحبوننا هذا اذا لم نشأ المبالغة. ولم يعد يهود الولايات المتحدة ايضا ولا سيما الشباب فيهم يقفون في صمت وإجلال منتظرين الأوامر القادمة من القدس، وهكذا نفقد رويدا رويدا مُستمسكنا بمصدر عيشنا على مبعدة آلاف الأميال عن البيت. وقد لا يكون هذا حَرِجاً كثيرا الآن لكنه حينما يصبح كذلك سيكون ذلك متأخرا كثيرا عن الاستيقاظ.