خبر أعداد الباعة المتجولين تفوق أعداد المستجمين على شاطئ البحر

الساعة 06:07 ص|08 يونيو 2013

غزة

لم يخف المستجمون تذمرهم الشديد من الارتفاع المهول في أعداد الباعة المتجولين الذين يجوبون شاطئ البحر شمالاً وجنوباً بشكل مستمر.

وتكاد أعداد هؤلاء المهولة ترسم طابوراً طويلاً متواصلاً على شاطئ البحر الذي لم يتسع للمستجمين في الأيام العادية.

ويشوش هذا العدد من الباعة وجلهم من صغار السن على حياة المستجمين الهاربين من جحيم الضوضاء في الحارات والأحياء المكتظة بالسكان.

ويتردد على الخيمة أو المظلة الواحدة العشرات من الباعة يسوّقون ما لديهم من بضاعة غير آبهين بحرمة الأماكن وخصوصيتها وسط تذمر شديد من المواطنين.

ويمنع صغر سن الباعة من حدوث مشاجرات لانتهاك هؤلاء الباعة خصوصيات المواطنين بشكل سافر.

ولم تمنع حدود الكافيتريات والمنتجعات الشاطئية القانونية هؤلاء الباعة من الوصول إليها كباقي الأماكن الأخرى المفتوحة.

ووصف المواطن إيهاب أبو سلامة حركة هؤلاء الباعة بالمزعجة جداً، مضيفاً إنه يقضي وقتاً طويلاً في إقناع هؤلاء الأطفال بالابتعاد عن خيمته وعدم الاقتراب منها مرة أخرى.

وكلما نجح أبو سلامة في إقناع مجموعة من الباعة بالابتعاد عن المكان تأتي مجموعة أخرى بعد أقل من دقيقتين ليعود السيناريو مرة أخرى وليعلوا صراخ من في الخيمة في وجوه الباعة مطالبين إياهم بمغادرة المكان فوراً.

أما المواطن فضل أبو عروق الذي اصطحب زوجته وأبناءه الصغار إلى شاطئ بحر السودانية واستظل بظل إحدى المظلات الشاطئية فاتهم الباعة المتجولين بإفقاد الجلوس على شاطئ البحر بريقه ومتعته ورمانسيته.

واضطر إلى أبو عروق إلى تبكير مغادرته للمكان لتعكّر مزاجه ومزاج زوجته التي لامت بشدة وجود هذا العدد الكبير من الباعة على الشاطئ.

وتفاجأت الزوجة التي ذهبت إلى شاطئ البحر للمرة الأولى هذا الموسم بهذا العدد الكبير من الباعة مقارنة مع السنوات الماضية.

وطلبت من زوجها مغادرة المكان بعد تمسك أطفالها الصغار بشراء كل شيء يأتي به الباعة إلى المكان.

وقالت بغضب: إنها جاءت إلى شاطئ البحر هرباً من الزحمة والضوضاء للاستمتاع وليس لحرق أعصابها.

فيما طالب المواطن عادل عبد الهادي ساخراً بتحويل شاطئ البحر إلى سوق بدلاً من مكان للتنزه والاستجمام في إشارة منه إلى الأعداد الكبيرة من البائعين المترجلين والمستخدمين لعربات الكارو أو عربات ذاتية الدفع.

وحمل عبد الهادي بشدة على الشرطة بغزة والجهات المعنية لعدم حل هذه الإشكالية التي تتفاقم يوماً بعد يوم مع انضمام المئات من الأطفال يومياً لهذه المهنة.

وقال عبد الهادي إنه فشل في إيجاد مكان على شاطئ السودانية التي يمتد على مسافة أربعة كيلو مترات يخلو من الباعة الذين يجبرونه على شراء سلع لا يريد شراءها ولكن تحت ضغط وإلحاح أبنائه يضطر إلى شرائها دون حاجته لها.

ولم يعد البيع على شاطئ البحر يقتصر على المشروبات الباردة كما كان في السنوات الماضية بل امتد ليطال جميع المأكولات والملبوسات وأدوات السباحة والبقوليات وحتى أجهزة الاتصال الخلوية وغيرها.

والغالبية العظمى من الباعة هم من طلبة المدارس الذين انهوا عامهم الدراسي ويبحثون عن مصدر رزق لمساعدة عوائلهم حيث يجد هؤلاء في شاطئ البحر ملاذا ومكاناً تجارياً مضمونا نظرا لوجود أعداد ضخمة من المواطنين وخصوصاً صغار السن الذين يرغبون في شراء كل شيء وهم نقطة الضعف عند ذويهم.

ورغم الإعلان الروتيني لشرطة غزة عن نيتها تنظيم الشاطئ فإن الفوضى التي يتسبب بها هؤلاء بالإضافة إلى وجود الحيوانات على الشاطئ كافية لإقناع المستجمين بعدم وجود تنظيم مقصود أو غير مقصود.

صحيفة الايام