خبر هل توافق 'حماس' على مقترح تسليم غزة لـ'هيئة وطنية'.. وماذا قالت 'فتح'؟!

الساعة 02:00 م|05 يونيو 2013

غزة (خاص)

 كثُرت في الآونة الأخيرة الرؤى والأطروحات والكتابات والاجتهادات الهادفة، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك في ظل تعثر لقاءات المصالحة الأخيرة التي وصفت بـ"الفاشلة"..

الانقسام .. والذي بات "عثرة" في وجه طموحات المواطن الفلسطيني، والذي أعرب عن أمله في تحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية وإنهاء الانقسام لتجنيبه تداعيات وآثار "امتداد عمره"،  والتي من أهمها الاقتصادي والاجتماعي، علاوة على الفرقة وحالة التشرذم السياسي، التي تعيق مشاريع التحرر، حيث بات ذريعة الاحتلال لإنكاء جراحات الفلسطينيين على جميع الصعد.

وفي إطار تلك الرؤى ما دعا له القيادي في "حماس" ورئيس لجنة الرقابة في المجلس التشريعي، يحيى موسى، قيادة حركته إلى تسليم إدارة قطاع غزة لـ"هيئة وطنية جامعة" كمقدمة للتعاون مع الحكومة التي سيشكلها رامي الحمد الله.

وكان الرئيس محمود عباس كلّف رامي الحمدالله بتشكيل حكومة جديدة بدلاً من حكومة سلام فياض التي قدمت استقالتها إثر خلافات مع حركة فتح والرئيس.

وقال القيادي موسى عبر تدوينة على صفحته الشخصية بـ(الفيسبوك)، “أدعو قيادة الحركة للتريث وإعادة التفكير الاستراتيجي في إدارة السلطة، فتكليف (الرئيس محمود) عباس للدكتور رامي الحمدالله، بتشكيل حكومة، هي فرصة للانسحاب وإعادة التموضع، والتخندق، لصالح مشروع المقاومة والتحرّر الوطني، وترميم العلاقة مع الجماهير الفلسطينية والمجتمع من جديد”.

وتساءل موسى خلال تدوينته “لماذا لا تقابل حماس خطوة أبو مازن الانفرادية، بخطوة وطنية، تعلن فيها تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة وطنية جامعة، كمقدمة للتعاون مع حكومة الحمدالله، لإنهاء ملف الانقسام، والتخلص من الشماعة التي يعلق عليها عباس فشله الوطني، ولتتفرغ حماس لإدارة مشروع المقاومة، وتحشيد وتعبئة الجماهير، والمجتمع لصالح استراتيجيات التحرر الوطني”.

وعن مغزى هذا الطرح، قال موسى ليونايتد برس إنترناشونال، “هذا رأيي الشخصي، ولن يعدو كونه تغريدة، ولا أعلم من طرح هذا الطرح مسبقاً من قيادات الحركة".

 

موقف حماس "ثابت"! 

بدوره قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف:"إن موقف حركة حماس من المصالحة "ثابت" ولن يتغير، وهو الموقف الرسمي، وهو المخرج الوحيد والكفيل بإخراج الساحة الفلسطينية من ويلات الانقسام، وهو ما تم التوافق عليه بين الفصائل الفلسطينية بالقاهرة"، مشيراً أن اتفاقات المصالحة تتعرض لعقبات عدة. 

وذكر يوسف خلال تصريحاته لـ"فلسطين اليوم" أن من بين العقبات التي تقف في وجه إتمام المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، هو حالة الانشغال العربي بشؤونهم الداخلية والأمنية، والتعويل الفلسطيني على سياسات بعض الدول العربية الأخرى.

وراى أن "قيادة حماس" لن تتعامل مع المقترح من ناحية عملية، وذلك لارتباطها باتفاقات المصالحة الفلسطينية بالقاهرة والتزامها بها، والقائمة على التسلسل في التعامل مع ملف المصالحة، بدءاً من تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتبعها الذهاب لانتخابات تشريعية ورئاسية.

وراى القيادي يوسف أن "حماس ستظل ملتزمة ولن تلتفت إلى فتح "منافذ" أخرى من شانها تعكير ما تم الاتفاق عليه ومن شأنها إطالة عمر الانقسام على حساب المصلحة الفلسطينية".

وأضاف القيادي في حماس :"طرح د. موسى لتسليم غزة لهيئة وطنية جامعة والتفرغ لمقاومة الاحتلال، لا يعد كونه رأي شخصي مرحب فيه ومرحب بعرضه ودراسته وجدير بذلك، وهو طرح جرئي، وتفكير بالمصلحة الوطنية بعيداً عن الأجواء والمناكفات الحزبية والفصائلية، وتفكير خارج الصندوق العام للحركة".

وتابع :"الجميع مدعو لطرح الرؤى والأفكار والخطوات، في ظل تعثر المصالحة الفلسطينية، بما يخدم الهدف الاستراتيجي العام للقضية الفلسطينية".

 

فتح: تطبيق ما اتفق عليه مؤخراً!

من ناحيته أكد القيادي في حركة فتح هيئتها القيادية د. يحيى رباح أن حركته تتمسك في اتفاقات القاهرة الموقعة، ولا تلتفت لأي مقترح فردي من شأنه إعاقة عملية المصالحة.

وقال رباح لـ"فلسطين اليوم" :"المصالحة لها طريق واضح وصريح، وهو التزام حركة حماس بم تم الاتفاق عليه بالقاهرة، وعودة القطاع إلى حضن الشرعية والدولة الفلسطينية، من خلال تنفيذ بنود المصالحة، وهي حكومة الوحدة الوطنية، ومن ثم الانتخابات التشريعية والرئاسية، وتنفيذ انتخابات المجلس الوطني".

وأضاف القيادي في فتح:"نحذر من اللعب بالعبارات والمقترحات وأي خطوة أحادية من أي طرف من أطراف الانقسام وذلك لن يعدو كونه قفزة في الهواء، إضافة لخدمة عمر الانقسام".

وراى أن التعابير التي جاءت في رؤية القيادي في حماس يحيى موسى، كانت غامضة وفضفاضة، مشدداً على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني عبر تطبيق ما اتفق عليه مؤخراً.

وفي سياق الردود حول تشكيل حكومة الحمدلله الجديدة برام الله ومواقف حركة حماس منها، قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، إن الحركة تستغرب مواقف حماس من الحكومة الفلسطينية الجديدة وأن تناقض هذه المواقف يدفعنا للتساؤل 'مع أي حماس نتعامل' !؟

وأضاف عساف في تصريح لموقع "فلسطين برس" المحسوب على حركة فتح: 'إن تصريحات الناطقين باسم حماس وصفت حكومة الدكتور رامي الحمد لله بغير القانونية وغير الشرعية وتعيق المصالحة، فيما طالب بعض قيادات حماس بالتعاون والتنسيق معها وتشكيل هيئة وطنية لتسلم زمام الحكم في قطاع غزة، في حين أن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق قال إن هذه الحكومة هي حكومة الرئيس محمود عباس ولا علاقة لها بالتوافق الوطني'.

وأوضح عساف أن موقف الحركه واضح وهو أن حكومة الحمد الله هي حكومة السلطة الوطنية لشعب الفلسطيني واختصاصها إدارة شؤون الاراضي الفلسطينية في القدس والضفة وغزة في فترة انتقالية لحين تشكيل حكومة التوافق الوطني '.

وأشار إلى أنه إذا كان موقف يوسف رزقة ويحيى العبادسة هي مواقف حماس فعليها أن تخرج الآن ولتعلن أنها موافقة على تشكيل حكومة التوافق الوطني ونختصر كل الطرق وكل المبادرات لتشكيل حكومة التوافق الوطني، ونذهب مباشرة إلى انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بعد 3 أشهر.

وعلق عساف على ما يسميه بتناقض حماس قائلاً: 'إن مواقف حماس هذه إما أنها ناتجة عن وجود خلافات واضحة داخلها ما أدى لوجود أكثر من موقف أو تبادل أدوار لإطالة امد الانقسام .

 

مقترح وسياسيون ..

طلال ابو ظريفة عضو القيادة السياسية للجبهة الديمقراطية ، يرى في تصريحات يحيى موسى ، تحولاً ايجابياً يمكن البناء عليه ، ولو أن تصريحه ليس بجديد.

وقال ابو ظريفة في تصريح لموقع "أمد" ان مقترح النائب العبادسة يعتبر تحولاً ايجابياً من قبل أحد قيادات حركة حماس، في قطاع غزة، ولكنه للأسف لا يعبر عن الحركة كإجماع ، بل يعبر عن موقف فردي من النائب يحيى موسى، وما هو المطلوب الأن، تطبيق بنود المصالحة الوطنية، للخروج من مأزق الانقسام، الذي يدفع ضريبته اليومية الشعب الفلسطيني، وتخسر باستمراره القضية الفلسطينية برمتها، وفتح مقتراحات جديدة في هذا التوقيت ليس لصالح الشعب الفلسطيني ووحدته، بل لا بد من انهاء الانقسام، وتطبيق المصالحة واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والوطني في توقيتاتها المتفق عليه ".

من جهته يجد الكاتب الدكتور طلال الشريف بتصريحات موسى، اعترافا ضمنياً أن لا فصيل ولا حركة وحزب بمفرده يستطيع أن يحكم الشعب الفلسطيني، وأن تنبه الى هذا يحيى موسى بعد سنوات الانقسام الطويلة، فهذا أمر جيد، ولو كان متأخراً، ويمكن البناء على فكرة موسى وتسليم قطاع غزة، الى هيئة وطنية جامعة، لتتولى شئون القطاع، والتنسيق مع حكومة رامي الحمدالله ، فالشعب الفلسطيني، ينتظر أي خطوة لكسر حالة الجمود الحاضرة بقوة في حياته منذ الانقسام .

ويستطرد الشريف بتصريحه لموقع (أمد) بقوله :" أن الفكرة وأن أتت متأخرة ولكنها هامة ، ويمكن البناء عليها اذا انتقلت الى فكرة تعبر عن حركة حماس ككل ، وبقاؤها في مربع الفردي لا قيمة لها ، فشعبنا تعب من حالة الانقسام ويحتاج الى قيادة حقيقية ذات إرادة لتخروجه من نفق الانقسام الى فضاء الوحدة الوطنية "