تقرير على جدران المساجد...أطفال مطلوبون للاحتلال

الساعة 05:29 ص|03 يونيو 2013

رام الله (خاص)

كان اقتحام آليات الاحتلال لقرية كفر قليل فجر السبت شيئاً متوقعاً، كما كل أسبوع بعد المسيرة الأسبوعية التي يقوم بها أهالي القرية في أراضيهم المهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان ظهيرة كل يوم جمعة، إلا أن ما خلفه الجنود ورائهم على جدران المسجد هو ما لم يكن متوقعا.

فقد علق الجنود ورقة تحتوي صور أربعة أطفال من البلدة تتراوح أعمارهم ما بين 10-14 عاماً، ومكتوب عليها باللغة العربية أسمائهم والعبارة: "إحنا الجيش دير بالك رايحين نمسكك إذا بنشوفك أو رايحين نأتي على البيت"، لم يكن المسجد فقط ...فعلى جدران منازل المواطنين علقت هذه العبارة أيضا.

هذه الإعلانات والتي أزالها أهالي البلدة سريعا وبادروا بالاتصال بأهالي الأطفال لتحذيرهم والتشاور معهم حول طريقة التعامل مع هذه المنشورات التي تعتبر الأولى من نوعها في البلدة.

والأطفال الاربعة هم: رائد ناصر حسن شتيوي (15 عاماً)، واصف حكمت عبد المهدي علي (15 عاماً)، ساري جمال برهم (17 عاماً) وعبد اللطيف عطوة جمعة (17 عاماً).

ورغم إزالة الإعلانات، إلا أن أحد الأطفال، رائد شتيوي، رأى صورته على الحائط وقرأ العبارة المكتوبة.

يقول الطفل شتيوي: "أشعر بالخوف والقلق ولا أستطيع النوم أشعر انهم يمكن أن يعتقلوني في كل لحظة ولا اعــــلم ماذا سيــــحل بي".

شتيوي يشارك في المسيرة الأسبوعية للبلدة، كما كل فتيان وأطفال وشبان وشيوخ البلدة، ورغم خوفه من الملاحقة والاعتقال إلا انه لن يتوقف عن هذه المشاركة وسيعود الجمعة القادمة.

هذا التهديد والترهيب للأطفال اعتبره لمستشار القانوني للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فرع فلسطين، المحامي خالد قزمار جريمة احتلالية جديدة تضاف لقائمة طويلة من الانتهاكات بحق الأطفال الفلسطينيين.

و تابع قزمار في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية":" لا يجوز التعامل بهذه الطريقة مع حتى لو كان شخص بالغ و ليس طفلا، فهذا التصرف يتناقض مع القاعدة القانونية التي تقول أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، و مخالفة للقاعدة القانونية التي تمنع نشر صورة أو اسم المتهم.

وقال قزمار: "سنحاول الوصول إلى هذه الحالات لتوثيقها كجرائم حرب، وحتى لو كانت أقل مستوى من الجرائم الأخرى، على أمل أن نصل على اليوم الذي نتمكن فيه من مقاضاه إسرائيل عن كامل جرائمها.

وعن طبيعية الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال يقول قزمار:" الانتهاكات الإسرائيلية تبدأ من انتهاك أهم حق وهو الحق في الحياة هناك العشرات من الشهداء والإصابات الخطيرة والاعتقال التعسفي والتعذيب خلال التحقيق ولحرمان من السكن في حال هدم المنازل، وتصل حد إطلاق قنابل الغاز والرصاص على المدارس الأطفال في مناطق التماس.

وشدد قزمار على أن ما تقوم به قوات الاحتلال ضد الأطفال له انعكاسات تراكمية وأثار قد تظهر مستقبلا، فهؤلاء الأطفال الذين تلقوا تهديدا مباشرا بهده الطريقة الإجرامية

وتابع:" هؤلاء الأطفال بحاجة لتدخل نفسي حتى يتمكنوا من استعادة التوازن لحياتهم والاستمرار بحياتهم بصورة طبيعية.

وشدد قزمار أن ما تقوم به قوات الاحتلال هو أسلوب رعب حقيقي تهدد منظومة حقوق الأطفال بشكل كامل.