خبر جُناة لأسباب قومية -يديعوت

الساعة 08:53 ص|29 مايو 2013

بقلم: يوعز هندل

 (المضمون: إن المجموعات المتطرفة اليهودية التي تنشأ وراء الخط الاخضر يكون سبب نشوئها وارتفاع صوتها سكوت الأكثرية السليمة العقل والتي تريد مُعايشة السكان الفلسطينيين، عن تصرفاتها القبيحة - المصدر).

        حلّت في الاسبوع الماضي مجموعة من عاملي جهاز الصحة العام ضيفا ليوم متعة في غوش عصيون. وأخذهم المضيفون وهم من العاملين في مدرسة سديه في كفار عتصيون في نزهة ينابيع عن طريق خربة هيلل (وهو موقع منذ عهد الهيكل الثاني) عند مدخل بلدة بات – عاين. وحينما اقتربوا لاحظ عدد من الشباب من البلدة أنه يوجد بين الزوار عائلات عربية ايضا لاطباء في صندوق المرضى، فخرجوا الى الخارج وبدأوا يشتمونهم وطلبوا ألا يدخلوا البلدة. وهذه عنصرية قبيحة ومخجلة.

        حينما عاد عاملو صندوق المرضى الى مدرسة سديه، استقر رأي مدير المكان يارون روزنطال على ان يكتب رسالة مفتوحة الى سكان غوش عصيون. "لم أعرف نفسي لكثرة الحياء والأسف حينما تقدم مني طبيبان وقالا لي إن أولادهما يرتجفون خوفا بسبب التجربة المُذلة"، كتب. "استقر رأينا هذه المرة على ألا نسكت. أعلم مع تواضع علمي ان بلدتنا في غوش عصيون لن تطول أيامها اذا لم تقم على أساس اخلاقي عميق".

        وأوضح روزنطال لماذا يوجب السكن في غوش عصيون رفع الصوت احتجاجا ومحاربة المتطرفين باسم الأكثرية. واتصلت به بعد ان قرأت الرسالة وكان قد تلقى حتى ذلك الحين مكالمات هاتفية كثيرة. إن غوش عصيون جزء من الروح العامة الاسرائيلية والسكان هناك بخلاف اماكن اخرى يشعرون بالمسؤولية.

        وتحدث روزنطال بدم قلبه. يعمل في المدرسة التي يديرها عرب ويهود عن ايديولوجية فهو يؤمن بعلاقات الجوار هذه ويؤمن بأن طلائعيي غوش عصيون أرادوا ان ينشئوا مجتمعا مثاليا وان يقودوا المعسكر لا في الاستيطان فقط بل في الاخلاق ايضا. "كيف سنعرض على شعب اسرائيل المشروع الفخم الذي بنيناه هنا مدة سنين طويلة اذا كان دخول بعض المستوطنات حراماً على العرب؟"، سأل.

        ليس روزنطال، وهو خريج دورية مظليين يعرف البلاد على قدميه، صوتا مميزا بل هو صورة منظر وطنه. يوجد يمينيون مجانين في المستوطنات لكن الأكثرية مثله سليمة العقل ومُصغية. والمشكلة هي أن القليل جدا من الاشخاص يتجرأون على المواجهة والكتابة والكلام بصوت عال. إن ناس يهودا والسامرة كانوا يحاولون منذ سنين استيطان القلوب لكنه في كل مرة من جديد تأتي جماعة صغيرة من مكان آخر وتُفسد القلوب. وتجيء جماعة بعد جماعة من غير رد عليها.

        إن النضال الحقيقي في مواجهة شباب التلال وسائر المجانين داخلي بين مجموعتين عقائديتين من المستوطنين. إن أحد الاطراف وهو الذي يشمل الطرف القومي يسكت حينما يُظهرون العنصرية أو يهاجمون ضباطا كبارا في الجيش الاسرائيلي، وأما الطرف الثاني وهو قومي وديمقراطي فيؤمن بحقوقه في البلاد لكنه يؤمن ايضا بواجبات أخلاقية نحو الأقليات.

        يجري في هذه الايام جدل حكومي هل يُعرف الزعران اليهود الذين يقومون بأعمال "شارة الثمن" بأنهم نشطاء ارهاب. إن الرغبة في استعمال وسائل شديدة عليهم تؤدي بالحكومة الى البحث عن تعريفات مريحة الاستعمال. والارهاب يُمكن من استعمال وسائل غير عادية بيد ان التعريف يخطيء الحقيقة بل إنه يخفف بقدر ما عن المجتمع المحيط.

        إن أكثر ناس "شارة الثمن" العنصريين الذين يصرخون ويكتبون الكتابات ويُفسدون السيارات ليسوا ارهابيين بل هم جُناة لاسباب قومية. انهم اصوليون نشأوا في المنطقة الرمادية ومستنبتهم هو معسكر الصامتين من اولئك الذين يستطيعون دائما ان يجدوا تفسيرا سهلا لتصريحات مليئة بالكراهية، ويضحكون اذا شاهدوا مدونة مليئة بالسم أو اعمال شغب قرب بيت ضابط كبير. تسهل محاربة ارهاب يهودي سافر وتصعب محاربة عنصرية وكراهية الانسان الموجودتين في الهوامش.

        إن ثني تعريفات الارهاب لن يساعد لأن هذا النضال هو في الأساس اجتماعي وهو مهمة قومية يجب ان تقض في الأساس مضاجع اولئك الذين يحاولون ان يطوروا حياة طبيعية في مناطق الاجماع وراء الخط الاخضر.