خبر كفى لاستفزاز الاسد -هآرتس

الساعة 08:51 ص|23 مايو 2013

كفى لاستفزاز الاسد -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

التوتر بين اسرائيل وسوريا تصاعد في الاسابيع الاخيرة، ولكنه لم يصل بعد الى انفجار. حاكم سوريا، بشار الاسد، منشغل البال بحرب البقاء، وليس له مصلحة في فتح جبهة اخرى. ولكن وكأنه من أجل تسخين الاجواء وجر المنطقة الى مواجهة، تترافق الان مع أعمال القوة المنسوبة الى اسرائيل، حسب منشورات اجنبية، اقوال زائدة أيضا. فالاسد غير معني باشعال المنطقة. وهو يفهم ان اسرائيل أقوى من سوريا – في الجو، في المدرعات وفي باقي عناصر الجيش، ولهذا فقد تجلد على غارة سلاح الجو في نطاق بلاده بل وفي اطراف العاصمة دمشق. ولكن التصريحات في الصحف الاجنبية، التي نسبت لمسؤولين اسرائيليين كبار، مست بعزته ودفعته لان يهدد بانه سيرد على الهجوم على قافلة الصواريخ لحزب الله.

        يحذر الاسد من الهجوم على الجبهة الداخلية الاسرائيلية بصواريخ ارض – ارض. وانحصر رد فعله حتى الان بالنار نحو دورية للجيش الاسرائيلي على طول خط فصل القوات في الجولان. لقد ضمت اسرائيل الجولان في 1981، ولكن أحدا في العالم لا يعترف بهذا الضم. وفي المفاوضات التي أدارها رؤساء الوزراء (اسحق رابين، شمعون بيرس، بنيامين نتنياهو وايهود اولمرت) مع عائلة الاسد على اجيالها لم يكن شك بان اسرائيل ستنسحب عن الخط الحالي. وكان الخلاف على عمق الانسحاب. في نظر الاسد، الذي يتأثر بحقيقة أن الجولان هو أرض ضمتها اسرائيل بالقوة، فان هجوما بسلاح خفيف على دورية للجيش الاسرائيلي في الجولان هو رد متوازن على القصف في عمق سوريا.

        غير أن اسرائيل غير مهتمة بتعقيدات الوضع السوري. موقفها الرسمي احادي البعد بالنسبة للنار التي استهدفت سيارة الجيب العسكرية عبر عنه أول أمس رئيس الاركان بيني غانتس حين قال انه "يتعين على الاسد أن يتحمل النتائج اذا ما تدهور الوضع في هضبة الجولان. وفضلا عن حقيقة أن مثل هذه الاقوال الاستفزازية لا تساهم في شيء، بل وربما تخرج عن مهام رئيس الاركان، فان غانتس، مثل كل القيادة الاسرائيلية يتجاهل النصيب الكبير لاسرائيل في تدهور الوضع.

        وتغيب الهجمات في عمق الاراضي السورية في الخطاب العدواني ولا تعد جزءاً مركزيا في المعادلة. فلا يمكن لاسرائيل أن تهاجم اراضي دولة سيادية اخرى، من جهة، ومن جهة اخرى أن تتهم الدولة التي تعرضت للهجوم بتدهور الوضع حين ترد. ليس لاسرائيل مصلحة في التورط في الحرب الاهلية السورية. وربما أيضا مع ايران وحزب الله. والاستفزازات اللفظية لا تساهم الا في تعميق التوتر، هجوم آخر في سوريا قد يؤدي الى حرب زائدة. يجدر بالحكومة ان تُعمل فكرا واعيا فتمتنع عن استفزازات زائدة.