خبر خبير: المعيقات الصهيونية تحول دون استغلال الموارد السياحية بالقدس

الساعة 04:36 م|21 مايو 2013

القدس المحتلة

أكد الدكتور حمدان طه، الخبير الفلسطيني في شؤون السياحة، أن استمرار الاحتلال هو أهم المعيقات التي تواجه نمو القطاع السياحي في القدس والأراضي الفلسطينية عموما، فهي تحول دون استغلال الموارد السياحية في القدس، ولذك فان زوال الاحتلال هو شرط اساسي لربط القطاع السياحي بتنمية اقتصاية مستدامة.

وأشار طه إلى أن قطاع السياحة الفلسطيني يخضع إلى القيود القانونية والمالية للاحتلال، ومن أوجه ذلك رفض منح التراخيص لإنشاء أو توسعة الفنادق وعدم منح التسهيلات المالية من البنوك ثم منح الأفضلية التنافسية  لقطاع السياحة الصهيوني كالقروض طويلة الأجل والاعفاءات الضريبية.

وأكد طه في دراسة حول "السياحة في القدس المحتلة" أن سلطات الاحتلال تمارس حملات من الترهيب للسياح الأجانب القادمين إلى الأراضي الفلسطينية، ويتعرضون للتحقيق والتأخير غير المبرر لمجرد إدلائهم بمعلومات عن عزمهم زيارة الاراضي الفلسطينية بذرائع أمنية، مشيرًا إلى أن الاحتلال "يتحكم في ترخيص المنشآت والمرافق السياحية في الاراضي الواقعة في القدس.

وبين أن الاحتلال يسيطر على جزء مهم من  الموارد السياحية في القدس كسور المدينة وقلعة القدس ومتحف الاثار الفلسطيني (روكفلر) والانفاق الارضية ومغارة سليمان وقنوات المياه. ويجري استغلالها مباشرة وجني عوائدها.

وتطرقت الدراسة إلى التراث الثقافي والسياحة في القدس، مشيرة الى أن تراث القدس يتشكل من المواقع الاثرية والتاريخية والدينية والمشهد الثقافي للمدينة، حيث تشير قاعدة البيانات الفلسطينية إلى وجود حوالي 742 موقعًا، بما في ذلك 60 موقعًا أثريًا رئيسيًا وحوالي 682 معلمًا تراثيا كالقبور والكهوف والقنوات وبرك المياه والمنشئات الصناعية، اضافة الى ما يربو عن 3700 مبنى تاريخيًا.

وقال طه في الدراسة "يعتبر التراث الثقافي أحد ساحات الصراع الكبرى في المدينة، حيث تبذل سلطات الاحلال جهودا متواصلة لانتاج رواية تاريخية احادية جديدة تخدم مشروعها الاستيطاني في المدينة، تقوم على نفي التعددية والحقائق الموضوعية المتصلة بالوجود التاريخي الفلسطيني في هذه المدينة. وقد جرى توظيف مباشر لعلم الاثار في انتاج الرواية الصهيونية المختلقة حول تاريخ القدس. وتسهم المؤسسة الاثرية الرسمية وهي سلطة الاثار والمؤسسات الاكاديمية الصهيونية والجمعيات الاستيطانية في انتاج هذه الرواية وتكريسها والترويج لها. وتقدم للسائح المحلي والاجنبي من خلال شبكة واسعة من المؤسسات والمكاتب السياحية".

وأشارت الدراسة الى التنقيبات الصهيونية، مؤكدة قيام سلطات الاحتلال منذ سنة 1967، وخلافا للقانون الدولي  بتنفيذ مئات التنقيبات الاثرية في الاراضي الفلسطينية وتشمل أراضي الضفة الغريبة وغزة والقدس.

وتشير الاحصائيات المتوفرة الى ما يزيد عن 1000 عملية تنقيب صهيونية منتظمة منها حوالي 200 حفرية في القدس ومحيطها فقط، فيما تعرف بالقدس الموسعة، والتي تضاعفت مساحتها عدة مرات نتيجة ضم الاراضي الفلسطينية لها.

واكد الخبير طه أن القدس تعتبر أكثر المناطق الفلسطينية استهدافًا منذ سنة 1967، وقد جرت في المدينة ومحيطها عشرات التنقيبات المنظمة والانقاذية أبرزها التنقيبات في المنطقة المحيطة بالمسجد الاقصى خصوصا في المنطقتين الغربية والجنوبية ومنطقة باب المغاربة ثم تنقيبات الحي اليهودي، أما أكبر التنقيبات فقد جرت في منطقة الظهور وهي التلة المطلة على سلوان فيما تعرف بالتسمية الايديولوجية  "مدينة داوود".

وقد جاء النشاط الاثري الصهيوني موجها لتغيير الطابع التاريخي العربي، وخدمة المخططات الاستيطانية في المدينة.

ونبه طه في دراسته الى قيام الاحتلال بترويج مدينة القدس في الادبيات السياحية الصهيونية كعاصمة موحدة "لدولة اسرائيل"، بما في ذلك القدس الشرقية. ويضم موقع وزارة السياحة الصهيونية معلومات بعشرين لغة عن مدينة القدس، وتقدم القدس كمدينة في المنطقة الوسطى دونما اعتبار للخط الاخضر، وتحتل صورة حائط البراق (ساحة حائط المبكى) الصورة الرئيسة وتقع خلفها قبة الصخرة.

وفي اطارخطة السيطرة على الارض والتاريخ وتهويد المشهد الثقافي للمدينة قال خبير السياحة طه ان سلطات الاحتلال تقوم تحت شعارات التطوير السياحي للمدينة، بتنفيذ مخططات الحدائق التوراتية والتلمودية، خصوصا في المناطق المحاذية لاسوار المدينة، والتي تلتف حول البلدة القديمة من الجهتين الجنوبية والشرقية وتمتد شمالا باتجاة جبل المشارف. وقد بدأ بمشروع "حديقة الملك داود" والتي تقرر انشاؤها على أنقاض حي البستان جنوب بركة سلوان، وذلك على أراضي وبيوت الفلسطينيين، والتي افشلت حتى الان بفضل صمود أهالي بلدة سلوان. وفي اطار مخطط الاستيلاء على الارض قررت حكومة الاحتلال انشاء حديقة توراتية اخرى سنة 2011 على المنحدرات الشرقية لجبل المشارف بمساحة 700 دونما على أراضي الطور والعيسوية.

واشار الى قيام سلطات الاحتلال بتخصيص مبالغ طائلة للاستيطان بذريعة السياحة، بحيث ترصد بلدية الاحتلال  ميزانيات كبيرة لتطوير الحي الاستيطاني في سلوان جنوبي المسجد الاقصى، فيما يعرف بالحديقة الوطنية لمدينة داود، القائمة على اراضي سلوان من خلال جمعية "العاد" الاستيطانية وبمشاركة وزارة السياحة الصهيونية ومشاركة سلطة الاثار والحدائق الوطنية الصهيونية.مضيفا الى ان بعض المخططات الصهيونية تشير الى بناء خمسين الف غرفة فندقية في الاعوام الثلاثين القادمة، في اطار خطة "مركز سياحي عالمي" على حساب أرض الفلسطينيين.