خبر قليل القدر في جبهة العدو الداخلية- يديعوت

الساعة 08:06 ص|19 مايو 2013

بقلم: أورلي أزولاي

        (المضمون: لا تريد روسيا مالا فقط بل تريد تأثيرا في منطقة الشرق الاوسط ولهذا تريد أن تُقلل من قدر الولايات المتحدة في المنطقة – المصدر).

ربما كان عامل السفارة الامريكية في موسكو، راين فوغل، جاسوسا حقا. لا نعلم. لكن الشيء المؤكد هو ان الفيلم القصير الذي ظهر فيه ملقى على الارض وعلى رأسه باروكة شقراء من مادة غير عضوية، مقيدا مطروحا في سيارة سوداء، كان يرمي في الأساس الى إهانة الولايات المتحدة وإظهارها بمظهر السخيفة وعرضها على أنها تستعمل جواسيس يثيرون السخرية يتم ضبطهم بسهولة متلبسين. إن هذا المشهد لجاسوس مسلح بهاتف لمرة واحدة وقلم يتحول الى سكين ورسالة تجنيد بعيد جدا عن كتب التوتر المُحكمة لجون لا – كارا وهو أكثر تذكيرا بقصص عن اعمال تجسس للمبتدئين.

        تريد موسكو ان تُذل امريكا وهذا جزء من لعبة البلياردو التي تلعبها، بيد ان الاستخبارات الامريكية في هذه اللعبة لم تكن هي الهدف. فحينما ضرب الكرملين كرة الجواسيس بالعصا كان القصد الحقيقي فيه الى رسم حدود لواشنطن وأن يُبين لهم: لا تُكثروا من النبش في ساحتنا الخلفية: سوريا.

        إن موسكو هي المتضررة الرئيسة من العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة على الاسد الذي يذبح أبناء شعبه: لأنه اذا لم يشتر الطاغية السوري سلاحا منها فلن تحصل على المال الذي هو مدين لها به. ولهذا أعلنت روسيا في نهاية الاسبوع أنها ستنقل الى الاسد صواريخ "يحونط" المضادة للقطع البحرية، والتزم بوتين ايضا بأن تنطلق شحنة "إس300" – وهي منظومة الصواريخ الدفاعية التي تخشى منها اسرائيل – في طريقها في الوقت الى دمشق. ولا تريد روسيا مع ذلك مالا فقط بل تريد ايضا تأثيرا في منطقة الشرق الاوسط. وهي لم تتخل قط عن طموحها الى العودة لتصبح من القوى العظمى ولتُعيد توازن الرعب الذي كان محفوظا في الماضي عن جانبي المحيط.

        وفي مقابل ذلك، يصعب على اوباما من غير بوتين أن يؤدي الى سقوط الطاغية السوري. واذا وافق الكرملين فقط على هذا الاجراء سيمكن انشاء تحالف دولي لابعاد الاسد عن القصر، ويعرف الرئيس الروسي هذا جيدا. وفي ضوء ذلك، ولاضعاف قدرة اوباما على المساومة يُقلل من قدره أولا. كان الامر يعمل على هذا النحو في اللعبة القديمة في ايام الحرب الباردة حينما كانت الحرب النفسية ذات تأثير كتأثير الصواريخ البعيدة المدة على الأقل.