تقرير 50 شهيداً سقطوا دفاعاً عن « شوشة »..الحاجة فاطمة بعد 65 عاماً :صوت الرصاص لا يفارقني

الساعة 09:01 ص|13 مايو 2013

رام الله (خاص)

13 عاما كان عمرها حينما خرجت من قريتها المقدسية أبو شوشة، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن لم تعود "فاطمة عبد الله عديه" إلى القرية وبقيت حلما بعيدا في خاطرها.

الحاجة فاطمة، 78 عاما، تذكر النكبة جيدا، وخاصة بعد مرور 65 عاماً على النكبة والخروج من البلاد وترك الديار، وعاشت اللجوء بكل تفاصيله وانتهى بها الحال في "حارة العناني" في مخيم الأمعري الواقع ما بين مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة.

تقول لمراسل "فلسطين اليوم": "كانت الاشتباكات متواصلة طوال أيام قبل أن نخرج من القرية، حاولت المجموعات العسكرية السيطرة عليها أكثر من مرة ولكن كل مرة يتصدى الأهالي لها حتى يوم النكبة، حيث هجمت العصابات الصهيونية بأعداد كبيرة على القرية ولم يتمكن أحد من صدهم".

تتابع: مع انتصاف الليل هجم المسلحين علينا من كل اتجاه، هرب الأهالي وأحتموا في "المغاير" المجاورة لمنازل المواطنين في القرية، كانوا يقتلون كل من يقابلهم من رجال نساء و أطفال:" بقينا سبعه أيام مختبئين في "المغر"، سقط أكثر من 50 شابا من قريتنا، جزء آخر من أبناء القرية كانوا قد خرجوا من القرية الى القرى القريبة".

وبعد أسبوع هجمت الجماعات الصهيونية على "المغاير" وطالبت السكان بالخروج بالكامل، وبالفعل خرج الأهالي إلى القرية القريبة "القباب".

خرجت فاطمة مع عمتها وأبنه عمتها وأمها وشقيقها محمد 8 سنوات، وأحمد "أربع أشهر" إلى قرية القباب، التي كانت قد أخرجت نسائها الى قرية "بير معين" القريبة خوفا عليهن، فيما بقي رجال القرية لحمايتها ومقاومة العصابات الصهيوني.

وخلال الخروج من القرية لا تتذكر فاطمة من بلدتها سوى صوت الرصاص الذي كان ينهمر خلفها، والذي أصاب أبنه عمتها وطفلتها الصغيرة، والتي استشهدت بعد وصولها إلى القباب.

قالت:"لم نستطيع اسعافها، كانت والدتها فاطمة مصابة برجلها أيضا والطفلة "نعايم" التي لم عمرها 13 عاما تنزف...نزفت طوال الطريق "تصفى دمها" وماتت".

في سهل قرية بير معين التقت فاطمة وأمها وأشقائها بوالدها الذي بقي خلفهن، وانتقلت العائلة إلى رام الله:" سكنا في بيت عور، القريبة من رام الله، لأيام حتى وصل خبر سقوط مدينة الرملة، حينها قرر والدي أن لا جدوى من الانتظار أكثر".

ومن بيت عور انتقلوا إلى رام الله حيث سكنت فاطمة وعائلتها في وسط المدينة في منطقة الحسبة، "كانت منطقة المنارة مليئة بشجر التفاح المثمر، سيجنا الشجر "ببطانيات" وأغطية وعشنا فيها لأيام طويلة.

انتقلت العائلة للسكن في مخيم الأمعري، حيث بنت لهم الوكالة غرفة واحدة فقط، وكانت تعتاش على ما تجود به المنظمة الأممية من معونات شهرية لا تكاد تكفي لسد رمق الأطفال الثلاثة والوالدة والوالد.

تقول:" بداية المخيم كانت قاسية جدا، حيث لم يجد أحد عمل، عشنا حياه فقر وعوز، لم يكن بالمخيم مياه صالحة للشرب ولا للتنظيف، كنا نستخدم الحمامات العمومية التي بنتها وكالة الغوث".

قسوة الحياة في المخيم كان اللاجئين يقابلونها بأمل العودة القريبة إلى بلدانهم، والذي تبدد من تقدم السنوات:" عندما بنت لنا الوكالة غرفا من أسمنت وطوب ايقن والدي أن العودة إلى الديار بعيدة".