خبر « مبعدو الكنيسة ».. 11 عاما وما زال المهد بعيدا

الساعة 05:09 م|10 مايو 2013

وكالات

لم يستطع المبعد فهمي كنعان، طوال 11 عاما، من الاجابة عن سؤال ابنه "لماذا لا نذهب لزيارة أقاربنا في بيت لحم؟!"، سؤال يشاركه في حرج الاجابة عنه معظم مبعدي كنيسة المهد الـ 39.

فهمي كنعان المتحدث باسم مبعدي كنيسة المهد، يقول لـ القدس دوت كوم: "نحن ندخل اليوم الجمعة عامنا الـ 11 للابعاد، وما زلنا نعيش نفسيا، واجتماعيا حالة من عدم الاستقرار، ولا تلوح في الافق بوادر لعودتنا الى بيت لحم، رغم ان شرط موافقتنا على الاتفاق كان ينص على ان ابعادنا سينتهي في السنة الثانية للابعاد".

ويطالب كنعان، ورفاقه السلطة الفلسطينية بكشف نص اتفاق الابعاد المكتوب، ويشكك في عدم وجود مثل هذا الاتفاق ويقول: "اعتقد انه تم شفهيا بين خالد اسلام والاسرائيليين".

ويواجه المبعدون الى غزة مصاعب، ويشيرون الى ان بعضهم مهدد بالطرد من سكنه بسبب عدم قدرته على دفع اجرة بيته، بسبب "عدم التزام السلطة بدفع المستحقات المخصصة لسكنهم".

ويقيم مبعدو كنيسة المهد الـ (26) مع زوجاتهم وأبنائهم في حي "تل الهوا" وسط غزة، ولا يزال الاحتلال يمنع عائلاتهم من زيارتهم الا عن طريق مصر، ويحرمون من التواصل مع عائلاتهم حيث ان العديد منهم فقدوا اقارب دون ان يتاح لهم رؤيتهم او المشاركة في تشييعهم، كما حدث مع المبعد صامد اخليل، الذي توفيت والدته قبل عدة اسابيع.

ولا تختلف ظروف الـ 13 الذين أبعدوا الى عدة دول أوروبية، عن نظرائهم في غزة، وقال ابراهيم عبيات، الذي أبعد إلى ايطاليا لـ القدس دوت كوم": "السلطات الايطالية اوقفت دفع المنحة المقدمة من الحكومة لمبعدي الكنيسة قبل 4 سنوات، بحجة نفاذ قيمة المساعدات المستحقة للمبعدين، وبعد سنتين من المعاناة والاحتجاجات قامت السلطة الفلسطينية بصرف رواتبنا".

واضاف: "نحن في ايطاليا، نعيش مثل أي مواطن ايطالي، في البداية كانت تفرض علينا اقامة جبرية، ويمنع علينا ان نخرج من محيط المنطقة السكنية، لكن مع مضي السنين سمحت لنا السلطات الايطالية، بان نذهب حيث شئنا".

ويقول عبيات لـ القدس دوت كوم بانه ورفاقه المبعدين فقدوا الأمل بالعودة إلى الوطن، "ولا نعوّل كثيرا على أي مفاوضات بهذا الشأن، كما أن القيادة الفلسطينية تعترف بوجود تقصير نحو قضيتنا، ورسالتنا اليوم، في الذكرى 11 على الابعاد، أن تسعى السلطة الفلسطينية من اجل اعادتنا إلى وطننا".

واشار الى ان السلطات الايطالية ترفض منح ابنائه تاشيرات لزيارته، وانها لم تسمح لزوجته بزيارته الا بعد 6 سنوات.

وقال الحاج محمد سالم عبيات، وهو أب اثنين من المبعدين، احدهما ابعد الى غزة والآخر إلى ايطاليا: "امنيتنا الوحيدة ان يعود أولادنا إلينا، وأملنا بالله كبير في أن يتحقق هذا الحلم، وذلك باصرار القيادة الفلسطينية على شرط العودة إلى الديار".

ودعا جميع المسؤولين، والاوساط الى العمل من اجل تفعيل قضية المبعدين، وتمكينهم من العودة إلى بيت لحم، بعد أكثر من 11 عاما على الابعاد القصري.

ويطالب مبعدو كنيسة المهد بالعمل على نقل قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية، وإثارتها في المحافل الدولية، وفضح جرائم الاحتلال، وتأمين زيارات ذويهم لهم.

ولا يخفي المبعدون خشيتهم من ان تكون عودتهم، اصبحت مستحيلة، خاصة وان الاحتلال بات يتعامل مع قطاع غزة كمركز للابعاد، خصوصا بعد صفقة شاليط، التي تم بموجبها، نقل 163 اسيرا من الضفة الغربية، الى القطاع.