خبر تهديد اسلامي متزايد بعد بوسطن- اسرائيل اليوم

الساعة 10:11 ص|30 ابريل 2013

تهديد اسلامي متزايد بعد بوسطن- اسرائيل اليوم

بقلم: دانيال بايبس

        (المضمون: إن الهجمات التي يقوم بها مسلمون في دول الغرب تحرض الرأي العام الغربي عليهم وتدفعه الى نبذهم ومعاداتهم - المصدر).

        ماذا سيكون تأثير الهجوم في سباق ماراثون بوسطن والمطاردة بأسلوب أفلام الحركة التي تمت على أثره، في الأمد البعيد؟ تعالوا نبدأ بالشيء الذي لن يتأثر بذلك: إن هذه الواقعة لن توحد الآراء بين الامريكيين. واذا كان شعار "نحن نقف متحدين" قد صمد بضعة أشهر بعد الحادي عشر من ايلول، فسيكون الاجماع بعد الأحداث في بوسطن متملصا. ولن تفضي الحادثة في سباق الماراثون الى زيادة ترتيبات الأمن كما هو المعتاد في اسرائيل ولا الى استعداد أكبر لعلاج العنف الفتاك الجهادي القادم. ولن تنهي الاختلاف في البواعث التي من وراء عنف المسلمين على غير المسلمين الذي لا يُفرق بين أحد، ولن تساعد بيقين على حل الجدل الحالي في الهجرة أو في السلاح.

        إن الشيء الذي سيفعله الهجوم هو شيء مهم جدا – فهو سيبعث جزءا من مواطني الغرب على استنتاج أن الأسلمة تهديد لصورة حياتهم. إن كل عدوان مسلم على غير مسلمين – مادي أو ثقافي – يجند نشطاء آخرين لهدف يضاد الجهاد، ومصوتين آخرين للاحزاب الثورية ومتبرعين آخرين من اجل أهداف معادية للأسلمة.

        "إن التربية بالقتل" هي الاسم الذي أعطيته لهذا المسار في 2002؛ فنحن الذين نعيش في دول ديمقراطية، نعرف الاسلامية بأفضل صورة حينما يُسفح الدم في الشوارع. وقد وجد مخزون عظيم من الارادة الخيّرة نحو المسلمين بسبب المورثات الجينية الغربية التي تشتمل على العطف على الاجانب والأقليات والفقراء. ونقض الاسلاميون عُرى هذه الارادة الخيّرة باشتغالهم بأعمال فظيعة أو بتصريحات مستكبرة وبأعمال ارهابية فوق كل ذلك تتبوأ عناوين صحفية تغير الرأي العام أكثر من كل شيء آخر.

        جرى عليّ أنا نفسي هذا الشيء. فحينما كنت أجلس في مطعم في سويسرا في 1990، بسطت أمامي بات – يئور (وهو الاسم الأدبي للأديبة البريطانية جيزيل ليتمان) مخاوفها المتعلقة بالمطامح الاسلامية في اوروبا، لكنني اعتقدت أنها في شبه جنون. واتصل بي ستيفن إمرسون في 1994 ليُحدثني عن مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية (سي.إي.آي.آر)، لكنني تقبلت الامر في البداية باعتباره محدود الضمان. وكنت أحتاج مثل آخرين الى وقت لاستيعاب مقدار التهديد الاسلامي في الغرب كاملا.

        من المؤكد أن مواطني الغرب يستيقظون لمواجهة هذا التهديد. ويمكن ان نشعر بهذه الاتجاهات شعورا واضحا اذا نظرنا في التطورات في اوروبا التي تسبق امريكا الشمالية واستراليا بعشرين سنة تقريبا فيما يتعلق بالهجرة والاسلام والمسلمين والأسلمة والشريعة الاسلامية. وتوجد علامة واحدة على التغيير هي نشوء حركات سياسية تحصر عنايتها في هذه الشؤون ومنها حزب الاستقلال البريطاني والجبهة الوطنية في فرنسا، وحزب الشعب في سويسرا، وحزب الحرية لـ حيرت فيلدرز في هولندة وغيرها. وقد بلغ حزب الاستقلال البريطاني على نحو بارز مميز في المدة الاخيرة الى المكان الثاني في الانتخابات المتوسطة التي تمت في واحد من الاقاليم في بريطانيا وزاد بذلك حصته في التصويت من 4 في المائة الى 28 في المائة وسبب ازمة في حزب المحافظين.

        وتُبين استطلاعات مختلفة تمت خلال السنين الاخيرة واشتملت على فرنسا والمانيا، تحولا ملحوظا في الرأي العام في الشؤون المتعلقة بالاسلاميين وأنشطتهم، ان هجمات كثيرة المصابين يقوم بها مسلمون مثلا، وتفجير شحنات ناسفة مرتجلة في بوسطن تقوي هذا الاتجاه، وهذا هو معناها الاستراتيجي الرئيس.