خبر أن تعود العلاقات التركية الإسرائيلية إلى طبيعتها!../ نواف الزرو

الساعة 05:53 م|23 ابريل 2013

كمن في الأجندة الخفية وراء اعتذار نتنياهو لأردوغان خلال زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة في الأسبوع الاخير من آذار الماضي، من ضمن ما كمن، العمل على تطبيع العلاقات بين الدولتين استعدادا للتعامل مع تطورات الملف السوري، وإمكانية التدخل العسكري في سوريا، وفي تطبيع هذه العلاقات، قال نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرينج قبل أيام إن "تركيا تنوي التطبيع الكامل مع إسرائيل، وإعادة العلاقات معها إلى سابق عهدها كما نقلت الإذاعة الإسرائيلية-: 17/04/2013".

والواضح من المؤشرات التركية والإسرائيلية على حد سواء، أن العلاقات بين أنقرة وتل أبيب تسير باتجاه التطبيع وإعادتها إلى ما كانت عليه، وما كانت عليه تلك العلاقات من المفترض أن يثير الرعب لدى العرب، ويدفعهم إلى الاستنفار، ولكن هل ننتظر يا ترى يقظة عربية في مواجهة تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية الذي لا يستهدف سوى سوريا ووحدة العرب وقوتهم؟!

فماذا يعني تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل...؟

كنا حتى قبل وقت قريب نتحدث بتشاؤم ورعب عن التحالف الإستراتيجي التركي - الإسرائيلي والتهديد الذي يشكله للأمن القومي العربي، وكنا نتحدث عن الأهداف العسكرية الإستراتيجية المشتركة بين الدولتين، وعن فكي الكماشة الإسرائيلية والتركية، وكنا نتحدث عن "رواية العشق والحب" المتراكمة بين الدولة الصهيونية والدولة التركية الإسلامية، وكذلك عن الحزام والطوق الأمني العسكري الإستراتيجي بينهما الذي يلتف حول أعناق دولنا وأوطاننا العربية، كما نشعر على المستوى العربي بالتهديدات التركية - الإسرائيلية لسوريا والعراق، وكنا نضع دائما أيدينا على قلوبنا، فمحاور العلاقات الإستراتيجية بين الدولتين كانت تطفح بالعداء المرعب لأمتنا العربية، وكانت تثير الفزع والكوابيس، فكان هناك محور العلاقات السياسية بين أمريكا - تركيا - إسرائيل، وكان محورا معاديا لأمتنا العربية، وكان هناك محور العلاقات العسكرية والأمنية التي ترجمت ترجمة مكثفة بجملة من الاتفاقيات العسكرية والصفقات الأمنية والزيارات واللقاءات التنسيقية المتبادلة، وكانت هناك حتى اتفاقية التعاون المشترك في المجال العسكري/الأمني التي وقعت بينهما في 23 شباط 1996 واشتملت على سبيل المثال على:

1- اجراء مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة بين الجيشين التركي والإسرائيلي؛

2- العمل على إيجاد المنتدى الأمني للجوار الإستراتيجي بين تركيا وإسرائيل؛

3- السماح لإسرائيل بوضع مجسات على الأراضي التركية لرصد التحركات العسكرية السورية والعراقية والإيرانية؛

4- التعاون في مجال الاستخبارات؛

5- تقوم إسرائيل بمساعدة الجيش التركي بالمعدات الحديثة والمتطورة والتكنولوجيا المتقدمة في مجال الأسلحة على طول الحدود السورية العراقية والإيرانية.

وكان هناك بين الدولتين محور التعاون الاقتصادي..

 

وكان أيضا محور التعاون في مجال "الإرهاب" حيث تقدم "إسرائيل" الخبرات والمعلومات المتعلقة بمحاربة "الإرهاب الكردي" بالنسبة لتركيا، وتقدم تركيا لإسرائيل الخبرات والمعلومات المتعلقة بمحاربة "الإرهاب الفلسطيني".

وكانت الدوافع والأهداف الإسرائيلية وراء التحالف واسعة نكثفها فيما يلي:

1- تقويض الأمن القومي العربي، خدمة للصهيونية ولتوجهات حلف شمال الأطلسي والذي تمثل تركيا ركيزة أساسية من ركائزه؛

2- منع أي توجه وحدوي عربي أو أي تقارب سوري عراقي يصب في المحصلة النهائية في قوة ومنعة الأمة العربية وبالتالي وأد أي تدخل في شؤونها الداخلية سواء صهيونياً أو تركيا؛

3- تركيع الأمة العربية ممثلة عبر سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، وذلك بالضغط عليهما للقبول بالأمر الواقع، والتوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل وبشروط الأخيرة من خلال الضغط على كلا القطرين خاصة فيما يتعلق بموضوع المياه وفتح جبهات أخرى لإشغال هذين القطرين عن الهدف الأساسي وهو الصراع مع الصهيونية؛

4- خدمة الإستراتيجية الصهيونية بمراقبة وجمع المعلومات عن دول تهدد الأمن الإسرائيلي حسب تعبير الصهاينة، مثل سوريا وإيران وتنظيمات مثل حزب الهد وغيرها، ويشمل ذلك فتح المجال الجوي التركي وكذلك مراقبة الموانئ السورية على البحر المتوسط؛

5- محاولة إدخال مشروعية الوجود الصهيوني في المنطقة، وذلك بتقويض النظام الإقليمي العربي وخلق نظام السوق الشرق الأوسطية، والتي تدخل أطراف الجوار الجغرافي للنظام العربي كتركيا وإيران إضافة لإسرائيل في عضويته، وبالتالي تتحقق المشروعية الواقعية للوجود الصهيوني في فلسطين؛

6- الاستمرار في تنفيذ السياسة الصهيونية الغربية من قبل تركيا وذلك باستمرار تدخلها في شؤون العراق وسماحها للوجود الأمريكي الصهيوني الغربي بمراقبة تحركات العراق المشروعة والعدوان عليه خاصة من قاعدة – انجرليك – وإبقاء العراق تحت رحمة الغرب وعدوانه السافر.

تصوروا.. هكذا كانت العلاقات التحالفية الإستراتيجية بين تركيا وإسرائيل،  لدرجة أنها وصفت في مرحلة معينة من قبل حتى باحثين إسرائيليين بـ "رواية عشق" ليس لها مثيل، لذلك أن تعود العلاقات التركية الإسرائيلية إلى طبيعتها، يعني أن الأجندة الخفية والأهداف المشتركة بينهما التي تستهدف الأمة ووحدتها ومستقبلها، ستعود أيضا الى العلن، وستجد تعبيراتها الصريحة في التدخلات السافرة المتوقعة في سوريا.