خبر مـزارعــو الــورود يتكـبــدون خسائـــر فادحــــة بغزة

الساعة 06:19 ص|23 ابريل 2013

وكالات

تكبد مزارعو الورود في قطاع غزة خسائر فادحة جراء الأزمة التي مر بها معبر كرم أبو سالم خلال الشهرين الحالي والماضي وإغلاقه أياما متتالية، ما حال دون تمكينهم من تصدير محصولهم الذي يحين موعده في ربيع كل عام، ووجد العديد منهم أنفسهم مضطرين إلى إلقاء محصول الورد على مكبات النفايات أو إطعامه للمواشي.

وأكد العديد من المزارعين أن الموسم الحالي يعتبر الأسوأ منذ عدة سنوات، كالمزارع أيمن عوكل الذي يزرع الورود منذ العام 2003، الذي أعاد المشكلة إلى تزامن إغلاق معبر كرم أبو سالم مع مواسم الأعياد في أوروبا التي يكثر خلالها تصدير الورود.

وقال عوكل إن الورود التي بدأت تتفتح وتنضج في شهر كانون الأول من العام الماضي تم تصدير كميات محدودة منها في شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، وبناء على ذلك كثف المزارعون رعايتهم للاشتال بانتظار ذروة موسم التصدير خلال شهري آذار ونيسان.

وأضاف أنهم فوجئوا بإغلاق المعبر لفترات طويلة ما منعهم من تصدير الورود وألحق خسائر كبيرة بهم، ما دفع بعضهم للتفكير بشكل جدي في التحول إلى زراعات أخرى خلال الفترة المقبلة.

وأوضح عوكل في حديث لـ"الأيام" أن الورود محصول يختلف عن غيره نظرا إلى أنه لا يسوق في قطاع غزة إلا بكميات محدودة جدا، ما يجعل التصدير إلى الخارج الخيار الوحيد المفتوح أمامه للتسويق.

وقدر الخسائر بملايين الشواكل، مبينا أن تكلفة زراعة الدونم الواحد تزيد على 30 ألف شيكل، وتستمر عملية التحضير والزراعة ورعاية الأشتال نحو عام كامل، يبذل المزارعون خلالها جهودا كبيرة ويتحدون الظروف الجوية ويقدمون رعاية خاصة للنباتات التي يصفونها بـ"المدللة".

 

من جانبه، أكد محمود الحشاش أمين سر جمعية المزارعين الفلسطينيين جنوب القطاع أن زراعة الورود في قطاع غزة مرت بظروف عصيبة حتى أوشكت في بعض الأوقات على الانقراض.

وأوضح الحشاش في حديث مع "الأيام" أن قطاع غزة كان يزرع في بداية التسعينيات من القرن الماضي نحو ألف دونم من الزهور، حين كانت المعابر مفتوحة والتصدير متاحا، لافتا إلى أن البعض وصف زراعة الورد في قطاع غزة بالبترول، نظرا لما كانت تدره من دخل على المزارعين والقطاع.

ونوه إلى أن الكميات تقلصت بعد إغلاق المعابر حتى توقفت بصورة شبه تامة في العام 2003، إلى أن تدخلت الحكومة الهولندية ودعمت المزارعين بالأشتال والأدوية الزراعية، وتدخلت من أجل تسهيل التصدير، فبدأت زراعة الورود تنتعش مجددا بصورة محدودة، محصورة في بعض المناطق خاصة مدينة رفح.

وبين الحشاش أن هذا الدعم تراجع عاما بعد عام، وأصبح المزارع يتحمل العبء الأكبر من زراعة أرضه، منوها إلى أن معظم المزارعين مدينون حاليا بمبالغ كبيرة للمحال والجمعيات الزراعة جراء إغلاق المعبر.

وحذر من اندثار زراعة الورود في قطاع غزة في حال لم يتلق المزارعون دعما يمكنهم من استئناف عملهم من جديد.

وتشتهر مناطق شمال غرب مدينة رفح بزراعة الزهور، حيث يتخصص العديد من المزارعين بزراعتها في دفيئات خاصة منذ نحو عقدين من الزمن.

وتحتاج زراعة الورود إلى رعاية وخبرات خاصة قلما يمتلكها مزارعون في قطاع غزة، كما أن المزارعين يضطرون إلى استيراد الأشتال بأسعار مرتفعة من إسرائيل.