خبر الحرب الإلكترونية تعزز صناعة المعلومات الإسرائيلية

الساعة 06:17 م|15 ابريل 2013

وكالات

تدعي إسرائيل أنها وظفت الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها في الاستثمار بالشركات لتعزيز الصناعات الدقيقة وتطوير منظومات حماية المعلومات وجذب المستثمرين الأجانب لافتتاح المزيد من الشركات لصناعة وابتكار أنظمة المعلومات وتسويقها بالعالم بما يساهم في تعزيز وتدعيم الاقتصاد الإسرائيلي الذي يغرق بالركود.
وتحاول تل أبيب إخفاء تداعيات الهجمات الالكترونية على أمنها القومي والاجتماعي والتقليل من الإنجازات التي حققتها مجموعات قراصنة الإنترنت في الوقت الذي تواصل فيه تعزيز قوة الردع وترقب الهجوم القادم، خصوصا أن الحرب الافتراضية ما زالت غامضة المعالم.
ورصد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في تقرير له السجال الدائر بإسرائيل حول الهجمات الإلكترونية التي شنتها مجموعة "أنونيموس" على آلاف المواقع الإسرائيلية، وركز على تعاطي الإعلام الإسرائيلي مع الحرب الافتراضية وانعكاس ذلك على الشبكة العنكبوتية.
ووصف الهجوم بالأعنف والأشرس الذي واجهته المواقع الإسرائيلية من ناحية أعداد المشاركين  به حيث أدى إلى تعطيل الخدمات والتشويش على المواقع أو إسقاط للشبكة المستهدفة، لكنه رغم شراسته كان ضعيفا من ناحية الجدوى والفاعلية.
وقالت مديرة مركز "مدار"، هنيدة غنام، للجزيرة نت إن الحرب الإلكترونية التي تخوضها إسرائيل، ورغم المخاوف وحالة الارتباك التي تسعى لإخفائها والتقليل من حجم وتأثيرها على الحياة اليومية، فإنها توظفها للاستثمار بعشرات الشركات للصناعات الإلكترونية الدقيقة والتكنولوجيا وجذب المستثمرين الأجانب، مما يساهم بتدعيم الاقتصاد الإسرائيلي وخروجه من الركود للانتعاش بتوفير فرص العمل إلى آلاف الشباب والأكاديميين.
الجاهزية والردع
كما قلل الباحث بتاريخ الشرق الأوسط، طال بافيل، مدير عام معهد "ميديل ليسترنيت" لأبحاث الإنترنت والتهديدات الإستراتيجية بالشرق الأوسط والعالم الإسلامي، من تداعيات وتأثيرات الهجمات الإلكترونية التي تتعرض لها الشبكة العنكبوتية بإسرائيل.
ونفى أن تكون الهجمات الإلكترونية الأخيرة التي تعرضت لها تل أبيب قد أحدثت أضرارا جوهرية بالمنظومات المحوسبة لمواقع الإنترنت الحكومية أو التجارية، وذلك بفضل التنسيق لهيئة الفضاء الإلكتروني الوطنية بإسرائيل (السايبر) واعتماد قوة الردع والجاهزية التي سبقت هذه الهجمات، علما بأن الهجوم الإلكتروني الأخير كان مشابها إلى حدا ما للهجمات التي تعرضت لها المواقع الإسرائيلية أثناء العدوان الأخير على غزة الذي تسميه إسرائيل "عامود السحاب".
وعزا الباحث حالة الهلع التي عاشتها إسرائيل إلى التهويل من قبل الإعلام الإسرائيلي لهذه الهجمات التي ترى بها إسرائيل فرصة مواتية لإجراء تدريبات بالفضاء والشبكة العنكبوتية وذلك لفحص جاهزيتها وقوة الردع لديها بكل ما يتعلق بالهجمات الإلكترونية، وبالتالي تطوير المزيد من منظومات حماية المعلومات وتسويقها للعالم وتدعيم الشبكة العنكبوتية بالفضاء الإسرائيلي.
 
بدوره يرى الخبير بالأمن القومي الإسرائيلي، مسعود اغبارية، المحاضر بجامعة النجاح أن إسرائيل تتكتم على تداعيات الهجوم الإلكتروني على أمنها القومي رغم اعتراف وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الهجوم الأخير هو الأعنف والأشرس الذي شهدته الشبكة العنكبوتية.
وأكد أن المؤسسة الرسمية بتل أبيب تعتمد السرية بكل ما يتعلق بالحرب الإلكترونية والافتراضية، وتقلل من نجاعة هذه الهجمات وتنفي تكبدها للخسائر بغية التأثير على الرأي العام الإسرائيلي وتطمينه حفاظا على هيبتها وصورتها وقوة الردع أمام مواطنيها بأنها دولة لا تقهر ولا تعرف الخسارة، لكنها تعيش من وراء الكواليس حالة من الهلع والخوف من تداعيات تطورات هذه الحرب في المستقبل، على حد تعبيره.
وخلص الخبير إلى أنه رغم استثمار إسرائيل بالصناعات التكنولوجية ومنظومة تطوير وحماية المعلومات والربح الاقتصادي، ستبقى عاجزة عن مواجهة الجندي المجهول بهذه الحرب الافتراضية الآخذة بالاتساع والتصاعد، حيث لا يمكن لها السيطرة على هذه الحرب مهما طورت وتسلحت بمنظومات معلوماتية دفاعية.