خبر دولة تفر من مستقبلها- هآرتس

الساعة 08:50 ص|15 ابريل 2013

دولة تفر من مستقبلها- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        دولة اسرائيل هي قصة نجاح. لا يمكن لاي علة على الطريق أو في النتيجة أن تقلل من انجاز الصهيونية. هذا انجاز زعماء اسرائيل الذين تمكنوا من أن يقرروا رؤيا صهيونية لدولة يهودية وديمقراطية وبلوروا اهدافا يمكن التوجه اليها في واقع متغير. كما أنهم ارتكبوا أخطاء جسيمة، وليس قليلا من الشهداء الذين نذكرهم ونحد عليهم اليوم سقطوا بسبب تلك الاخطاء. ولكن السلام مع مصر والاردن كان ذخرا استراتيجيا حيويا واتفاق اوسلو اعترف مرة اخرى بانه دون تفاهم مع الفلسطينيين لن تحقق اسرائيل غايتها، واخلاء قطاع غزة أوضح بان الرؤيا الصهيونية لدولة يهودية وديمقراطية تستوجب فك الارتباط.

        غير أنه يلقي على مستقبل اسرائيل بظلاله مشروع الاستيطان المناهض للصهيونية، الذي يستند الى تجاهل وجود سكان فلسطينيين باعداد هائلة لا يمكن لاسرائيل ان تحكمهم، وخطوات مناهضة للصهيونية تهدد بتحويل اسرائيل الى دولة غير ديمقراطية تسود فيها ديانة ظلامية. ليس هناك من ضر أكبر باليهودية من هذا الميل الذي لا يقبل به معظم الشعب اليهودي وهو يتعارض مع إرثه. فمنع التعليم العام، اقصاء النساء، معارضة الخدمة العسكرية واقامة وحدات عسكرية ذات طابع خاص للاصوليين الذين يخدمون، التمييز في الجيش بين اليهود وغير اليهود، الدعوة الى عدم تأجير شقق للعرب، والقرار بعدم فتح مدرسة لهم في الناصرة العليا – كل هذه تضر باليهودية وبالدولة. لا أمل في أن تحقق اسرائيل غايتها كوطن قومي للشعب اليهودي، اذا ما تضررت المبادىء الديمقراطية التي هي اساس الصهيونية.

        منع السلاح النووي عن ايران هو هدف هام، ولكن اسرائيل لن تحقق الرؤيا الصهيونية اذا لم تعمل بتصميم على تطبيق الاستراتيجية التي تقررت في اتفاق اوسلو وتبناها بنيامين نتنياهو في خطاب بار ايلان وفي تصريحاته في اثناء زيارة الرئيس براك اوباما. فالتغييرات التي طرأت على العالم العربي تستدعي السير في طريق يعزز صورة اسرائيل في نظر الشعوب المستيقظة. غير أن اعمال رئيس الوزراء، في خلاف مع أقواله، تثير الخوف من أن ليس له نية كهذه.

        كما أنه لا أمل في أن تحقق اسرائيل الرؤيا الصهيونية اذا لم تدافع بكل قوتها عن مبادىء الديمقراطية. فالانغلاق المناهض للديمقراطية يمس بالمواطنين العرب ويبعد أغلبية يهود العالم عن اسرائيل. اذا ما استمر، فانه سيدفع أيضا الى اعادة النظر بالتزام العديد من الاسرائيليين، الشباب والمثقفين، ببلادهم.

        ان مستقبل اسرائيل يكمن في السلام مع الفلسطينيين ومع جيرانها وبالالتزام الحقيقي بالديمقراطية. عشية يوم الاستقلال، اختبار الحكومة الجديدة هو في القيادة المصممة لتحقيق هذا المستقبل.