خبر هل السيجارة مقياس للرجولة؟؟

الساعة 08:16 م|14 ابريل 2013

غزة (تقرير خاص)

الأطفال المدخنين..ظاهرة منتشرة في مجتمعنا وبشكل ملحوظ،وتتمثل في وجود أطفال في عمر الزهور يحملون السجائر في الطرقات أو يهربون بها إلى أماكن بعيدة بعيداً عن رقابة الأسرة او المدرسة، تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، فقد يكون السبب هم رفقاء السوء، وقد يكون البيت حين يغفل الآباء عن متابعة أبنائهم.

مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية رصدت عدة حالات لأطفال يدخنون في الخفاء، حيث أكدت بأن مجموعة من الأولاد لم يبلغوا الــ 10 سنوات من أعمارهم في ساحات خلفية لأحدى المدارس، تركوا حصص الدروس وهربوا خارج سور المدرسة ليدخنوا السجائر.

و عندما سألت احمد.ع عن السبب الذي يجعله يترك دروسه ليهرب إلى الخارج ليدخن السجائر، قال: "أدخن دون علم احد من أهلي منذ عدة أشهر، بعد أن رأيت أصدقائي يدخنون السجائر وأخبروني عن المتعة التي يشعرون بها حين يدخنون السجائر، فأردت أن أجربها و تعودت على التدخين و اشتري السجائر بمصروفي المدرسي اليومي".

وإن كان الفضول ورفقاء السوء دفعا احمد للتعود على التدخين، فهذا لا يعني إعفاء الوالدين المسؤولية عن إهمال أطفالهم و عدم متابعتهم ومراقبة تصرفاتهم  بمجرد وصول الواحد منهم لعمر العشر سنوات.

وليد.ش، من جانبه قال: "أبي و أمي يعملان كلاً في وظيفته و يقضون معظم الوقت في عملهم، وهذا شجعني للتدخين مع أصدقاء لي من أبناء الجيران، وزملائي في المدرسة".

و يضيف:" نشترك انا ومجموعة من الأصحاب بمصروفنا المدرسي ونشتري علبة سجائر ونتقاسمها فيما بيننا، و ندخنها في حمامات المدرسة أو على سطح المنازل دون أن يرانا أحد، حتى تعودنا عليها".

من جهتها قالت أم عمرو،ربة بيت وأم لثلاثة أبناء أن ظاهرة التدخين تنتشر بين الأطفال في مجتمعنا في غياب دور الأسرة والتقليد الأعمى، وتفكير الأولاد في الرجولة الوهمية للمدخنين.

وأشارت إلى أن مشاغل الحياة ومتطلباتها في ظل هذه الظروف جعلت بعض الأهالي يغفلون عن رعاية أبنائهم حتى يحققوا أهداف مادية أخرى، موضحة أنه على الأب و الأم تقع مسؤولية كبيرة في مراقبة أبنائهم وخصوصاً في سنوات المراهقة، الوقت الذي يكون فيه الأطفال في حاجة إلى والديهم أكثر من أي وقت آخر.

و لفتت إلى أن التدخين قد يدفع الأولاد للسرقة أو الوقوع في الجريمة من اجل الحصول على المال لشراء السجائر،و من ثم تتوالى المصائب التي لن تنتهي بإصابتهم بالأمراض التي يسببها التدخين كأمراض القلب و السرطان و أمراض الصدر بشكل عام، داعية لتكاتف جهود كل من الأسرة و المدرسة و الدولة و مؤسسات المجتمع من اجل القضاء على هذه الظاهرة.

بدوره قال أبو حسام، 45 عاماً أن العنف أو التهاون في تربية الأبناء من الأساليب الخاطئة في التعامل معهم، لافتاً إلى أنه أن كان الدلال و الحب وتوفير كل شيء للابن وإعطاؤه بسهولة يترك آثاراً سلبية لا يقل شأنها عن شأن الآثار التي يتركها العنف على شخصيته ومستقبله.

و قال: " لدي ثلاثة أولاد أكبرهم عمره 17 عاماً، و علاقتي معهم مبنية على الصراحة و الوضوح،و أحاول دائماً مصاحبتهم و التقرب منهم بعيداً عن العقاب أو العنف معهم، وهذا سهل علي مهمة متابعتهم ومعرفة شخصياتهم و تصرفاتهم عن قرب، ومساعدتهم في حل مشكلات يتعرضون لها، و بالتالي لم يفكر احد منهم في التدخين لانهم يعرفون منذ صغرهم بأنه خطأ و خطر عليهم .

من جهتها قالت الأخصائية الاجتماعية إيمان شريف بأن بعض الأطفال يلجأون للتدخين في سن مبكرة هرباً من مشكلات نفسية أو اجتماعية تواجهها أسرهم، موضحة أن غياب التوعية بأضرار التدخين من قبل الوالدين من البداية عامل أساسي في انتشار ظاهرة الأطفال المدخنين في المجتمع.

و أشارت إلى أن السماح ببيع السجائر في الطرقات و الأماكن العامة، يساهم بشكل كبير في تشجيع طلاب المدارس على شرائه أو حتى بيعه في بعض الأماكن العامة.

و طالبت شريف الأسر و الجهات المختصة للتعامل مع هذه الظاهرة بشكل اكثر جدية لما لها من اثار مدمرة على الاطفال، التي قد تدفعهم نحو الهاوية و الوقوع في براثن الجريمة و المخدرات.