خبر بين النعمة والجهاد.. معاريف

الساعة 08:56 ص|29 مارس 2013

بقلم: بن – درور يميني

(المضمون: يمكن التقدير بان يكون جرحى ينالون الحياة الجديدة بفضل أطباء اسرائيليين، وبعد يوم من ذلك سيعودون الى صفوف الجهاد العالمي. هذا مغيظ. هذا مثير. ورغم ذلك، فان اسرائيل قوية ومزدهرة بالذات لانها تحافظ على طابعها الانساني. هذا هو السبيل. يجدر بنا الاستمرار فيه - المصدر).

حتى اليوم عرفت اسرائيل كيف تبعد نفسها عن كل دور في حرب الكل ضد الكل في سوريا. وحتى الغارة على منشأة معينة، حسب مصادر أجنبية، لم تنجح في جر اسرائيل الى النزاع الذي لا ينتهي. ولا حتى القذائف القليلة التي وصلت الى اراضي اسرائيل، على سبيل الخطأ أو عن عمد. غير أن الصراع الدموي في سوريا ينتقل الى اسرائيل، حتى خلافا لارادتها.

وتجري المعارك بين النظام ومجموعات الثوار قرب الحدود ايضا. يوجد جرحى، وليس لهم الى أين يتوجهون. اسرائيل ليست فقط الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، بل وايضا صاحبة جهاز صحي فاخر. عندما يصل طبيب بريطاني مسلم، هو الدكتور شاغول اسلام، الى سوريا كي يعنى بقطع الرؤوس؛ عندما يغلق العراقيون الحدود؛ عندما يكون من شأن لبنان أن يعود الى الحرب الاهلية بذاته بسبب دعم حزب الله للاسد؛ وعندما يسيطر رجال حزب الله على اي حال على معابر الحدود مع سوريا – فان اسرائيل تصبح المخرج الوحيد.

في هذه الاثناء وصل قليل من الجرحى، ولكن يحتمل أن تزداد الاعداد. واذا كانت اسرائيل تبعث بمستشفى ميداني الى هاييتي، في الطرف الاخر من الكرة الارضية، فلا يوجد ما يجعلها تدير الظهر لجرحى يتواجدون على مسافة خطوات. فالموضوع انساني. ومثلما هو الحال دوما، فان كل مساعدة انسانية من اسرائيل تتلقى رد فعل شرطي: "ورقة تين". هذا ما قالوه عن المستشفى الاسرائيلي في هاييتي، الذي كان الافضل؛ هذا ما يقولونه عن النهج الليبرالي تجاه المثليين والمثليات؛ هذا يحصل حتى عندما يتم اختيار حسناء من اصل افريقي ملكة جمال او عندما تنتخب عربية، من الجماهير الاسرائيلية، لتكون المغنية التي تفوز في برنامج "ذي فويس".

هكذا فانها مسألة وقت فقط الى أن يصبح المستشفى على الحدود السورية "ورقة تين اخرى". انها مسألة وقت فقط الى أن يظهر في "هآرتس" او "الجارديان" مقال يقول ان اقامة المستشفى هو تضليل اسرائيلي آخر للتغطية على – وهنا تظهر سلسلة الاكاذيب الدائمة – "جرائم الحرب، قمع شعب آخر، تطهير عرقي، ابرتهايد وغيرها من الترهات".

فهل، في هذه الظروف، يوجد معنى لاقامة مستشفى ميداني؟ بالتأكيد يوجد. لان على اسرائيل أن تعمل بالشكل الاكثر اخلاقية دون أي صلة بالجوقة الصاخبة، من الداخل ومن الخارج، التي لن ترى أي شيء جيد حتى عندما تفعل اسرائيل الشيء الاكثر جودة. لان الحديث يدور عن حياة الانسان. لان اسرائيل وحدها يمكنها أن تساعدهم. لان هذا ما تفعله اسرائيل، باستثناء حالات شاذة وبشعة، حتى عندما يدور الحديث عن مخربين يصابون حين يأتون للمس بالاسرائيليين. لان هذه هي المعايير الاخلاقية لاسرائيل رغم أنف اولئك الذين يصرون على نشر الاكاذيب.

يجب العمل بشكل انساني ليس من أجل الحصول على المدائح بل لان هذه هي الطريقة المناسبة. كل من شاهد فيلم شلومي الدار "حياة عزيزة" لا ينبغي ان يتوقع أي شكر. يمكن التقدير بان يكون جرحى ينالون الحياة الجديدة بفضل أطباء اسرائيليين، وبعد يوم من ذلك سيعودون الى صفوف الجهاد العالمي. هذا مغيظ. هذا مثير. ورغم ذلك، فان اسرائيل قوية ومزدهرة بالذات لانها تحافظ على طابعها الانساني. هذا هو السبيل. يجدر بنا الاستمرار فيه.