خبر الحقيقة عن زيارة الرئيس - معاريف

الساعة 09:26 ص|28 مارس 2013

ترجمة خاصة

الحقيقة عن زيارة الرئيس - معاريف

بقلم: جيفري غولدبرغ

(المضمون:  في رحلته فهم اوباما بان اسرائيل توجد لانها الوطن التاريخي للشعب اليهودي، والاسرائيليون فهموا بانه مسموح لهم الاستعانة بامريكا كي يواصلوا الوجود - المصدر).

حملة السحر الشخصية التي استغرقت يومين للرئيس اوباما حققت هدفها الاساس: اقناع الاسرائيليين بان ليس للرئيس قرنان.

انجاز اوباما رمزي في قسم منه. فبالابتسامات وببضع كلمات مهدئة عن الشرعية التي لا جدال فيها لاسرائيل، نجح بقدر كبير في تعطيل الحملة الدعائية التي استهدفت اقناع الاسرائيليين بانه الابن غير الشرعي لجيمي كارتر وهامان الشرير. جونتان توفين الناقد اللاذع السابق لموقف اوباما من اسرائيل كتب في مجلة "كومنتري" يقول ان الكثيرين من "المدافعين اليهود الديمقراطيين عن اوباما تلقوا تأكيدا لموقفهم بينما كاد منتقدوه يسكتون".

كانت ايضا انجازات جوهرية. لقد نجح اوباما في اقناع نتنياهو بالاتصال برئيس وزراء تركيا العاق، رجب طيب اردوغان ويقول انه يأسف على فقدان حياة الاتراك في اسطول مرمرة.

كما بحث نتنياهو واوباما في ايران، في محاولة لتنسيق الجدول الزمني للعملية ضد البرنامج النووي. يبدو أن الاسرائيليين أقنعوا اوباما بان البرنامج النووي هو تهديد وجودي، وبالمقابل نجح اوباما في اقناع المؤسسة الامنية الاسرائيلية بانه يتحدث بصدق حين يقول انه سيستخدم القوة العسكرية ضد البرنامج النووي الايراني، اذا فشلت الحكومات.

في خطابه امام الطلاب الاسرائيليين قال اوباما: "محظور أن تحقق ايران سلاحا نوويا. هذا ليس خطرا يمكن احتواؤه، وكل الخيارات لتحقيق اهدافنا على الطاولة. أمريكا ستفعل كل ما يلزم لمنع تسلح نووي لايران".

لقد كان الخطاب نجاحا بيانيا ونجاحا تكتيكيا، كما يتفق الجميع. فالدعم الذي أعرب عنه الرئيس لاسرائيل كان وديا وغير متحفظ جدا حين قام بالتفاتة في منتصف الخطاب وطلب من الاسرائيليين أن يفكروا بمعاناة الفلسطينيين، فحصل على هتافات عاصفة. ولكن اللحظة التي اتضح فيها لي بانه من الصعب تهدئة مخاوف الاسرائيليين من الرئيس، من الولايات المتحدة ومن أمن دولتهم، حل بعد يوم، في يد واسم، في اثناء طقس هادىء.

لقد اطلق اوباما صيغة انتظرها الاسرائيليون. في العام 2009 في القاهرة، اطلق اوباما فكرا بموجبه الكارثة تشرح وجود اسرائيل وتبررها. هذا الفكر يعتبر منبوذا في التيار المركزي في الشارع الاسرائيلي. اسرائيل موجودة لانها الوطن التاريخي للشعب اليهودي وليس لان اوروبا قررت حل المشكلة اليهودية على ظهر العرب. في يد واسم، الغى اوباما قسما من خطاب القاهرة. قال: "هنا، في بلادكم العتيقة، ينبغي القول بحيث يسمع العالم كله: دولة اسرائيل لا توجد بسبب الكارثة. بفضل قدرة دولة يهودية قوية على البقاء، فان الكارثة لن تحصل مرة اخرى ابدا". رئيس الوزراء نتنياهو، الذي وقف الى جانب الرئيس، بدا راضيا.

عندها جاء الحاخام الرئيس السابق لاسرائيل، مئير لاو، الذي لم يبدو مرتاحا. نظر مباشرة الى اوباما وقال: "بودي أن استغل هذه المناسبة لاشكرك. في 11 نيسان 1945، في معسكر الابادة في بوكنفيلد حيث زرت من قبل، اقتحم الجنود الامريكيون المعسكر وحرروا السجناء اليهود".

وواصل لاو فوصف اللقاء الذي كان له مؤخرا في سياتل، مع أحد محرريه الامريكي ليو هيمز. "رحب بي والدموع في عينيه. وهو يعرف اني ناجٍ من الكارثة، من مواليد بوكنفيلد. صافحني وقال: "سيدي، كنت واحدا من محرري بوكنفيلد. طلبت الاذن للقائك قبل أن اعيد أنفاسي الى رب العالمين. أطلب مغفرتك على أننا تأخرنا. جئنا متأخرين جدا". نظر لاو الى اوباما. "أمس، سيدي الرئيس، وعدتنا بأننا لسنا وحدنا. لا تأتي متأخرا..."

في أعقاب الاقوال سمعت عن بعض الاسرائيليين ممن غضبوا من مقارنة لاو اليهود عديمي الحيلة في بوكنفيلد مع اليهود المسلحين جدا من اسرائيل. قول لاو لاوباما يخرج عن السيناريو: اسرائيل تأسست كي لا يضطر اليهود بعد اليوم للاجانب ليحموا حياتهم. ولكن لاو شخّص  شيئا ما حقيقيا في هذه اللحظة في تاريخ اسرائيل: توجد تحديات أكبر من أن تتمكن اسرائيل من مواجهتها وحدها. تهديد ايران نووية كفيل بان يكون واحدا منها. حماية اسرائيل كفيلة، اكثر من الماضي بان تكون في أيدي جهة خارجية، أحد لم يتصور أبدا بان تودع في يده مسؤولية كهذه.