خبر المساعدات المالية الأمريكية رمز هزيمتنا.. عبد الستار قاسم

الساعة 07:02 م|26 مارس 2013
 
من هو أكبر عقبة أمام استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية؟ نحن الفلسطينيون أنفسنا لأننا ضعفاء. وما دمنا ضعفاء لن يكون لدى الآخرين وعلى رأسهم إسرائيل وأمريكا استعداد لأن يعيدوا لنا أي جزء من حقوقنا الوطنية الثابتة, وسيبقى لديهم كل الحوافز في الاستمرار في الاعتداء علينا والانتقاص من كرامتنا.

فرح كثيرون بالدعم المالي الذي قدمه أوباما للسلطة الفلسطينية في زيارته الأخيرة للمنطقة، لكن لا يبدو أنهم يدركون أن الأمريكيين يشترون فلسطين والحقوق الوطنية الفلسطينية بهذا المال. أدرك الأمريكيون أن لعابنا يسيل بغزارة عندما نرى الدولار، وأيقنوا أنه مع كل مبلغ تتهاوى مطالبنا الوطنية لصالح تصاعد مطالبنا الشهوانية. هذا هو السلام الاقتصادي، وهو الذي يعني تحويل الفلسطينيين إلى مجموعات من المتسولين غير المنتجين.

عندما تكون يدك هي السفلى فعليك ألا تكابر وتدعي الاستقلال والكرامة. أنت بلا كرامة وبلا حقوق وبلا إنسانية, فالمال الذي قدمه أوباما ما هو إلا للتأكيد على ضعفنا وهزيمتنا وانحطاط مستوانا الوطني، وقبولنا له يؤكد على قبولنا بالذل والهوان. أوباما عدو، والعدو لا يُكرم عدوه، وإنما يذله، والمال هو أداة الإذلال. لو كان الأصدقاء مصدر المال الموجه نحو التحرير واستعادة الحقوق لاختلف الأمر، وعندما يأتي الرغيف من عدو، فإن السم مختلط بالطحين.

سنهجو الاستيطان، وسنستمر في شتم إسرائيل، لكن إسرائيل ستستمر في مصادرة الأرض واستيراد المستوطنين، وشتان بين الشتام والبناء. المال لا يشترط التوقف عن الشتائم، لكنه يصعقنا إذا ارتفعت لنا قامة معها. مع هذه السطور القليلة أسمع الزجالة الفلسطينية على قناة معا الفضائية تقول: "ضرب الخناجر يا مّه ولا حكم النذل في يّا". مع احترامي للزجالة ذات النوايا الوطنية، قولها لا ينطبق علينا، مائة نذل ولا جوعان.

سيقف عبقري يجادل: ومن أين نأكل؟ "سم اللي يقتلنا". فمن لا يجد قوتا إلا من يد عدوه لا يستحق الحياة.