خبر عبدالله يفتح فمه - يديعوت

الساعة 10:31 ص|25 مارس 2013

ترجمة خاصة

عبدالله يفتح فمه - يديعوت

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: لا تزال أصداء تقرير "أتلنتيك" تصدح في الاردن ولكن اوباما لن يسمح للاردن بان يقع في ايدي الاسلاميين  - المصدر).

بين التشريفات (عندهم لا يختطف احد من الضيف كأس النبيذ في منتصف الخطاب)، الابسطة الحمراء وسيماء الوجوه المتشددة، تبين أن الملك عبدالله فتح "فما كبيرا" ووجه الضربات لسكان الحي.

تقرير مشوق، من 18 صفحة، في "اتلنتيك" الامريكية، يقبع في مدخل القصر الملكي الاردني في توقيت يتحدث من تلقاء نفسه: قبل يومين من هبوط اوباما اليه، الملك يحذر من الذئاب في جلد الخروف، الاخيار حيال الخطيرين. وكأن جلالة الملك طلب فتح الجاكيت، ولكن عدم خلعه مثلما فعل نتنياهو الاعلان لاوباما: هذا كيس المشاكل الذي يربض على كتفي، لعنايتك.

انتبهوا، ماذا يقول جلالة الملك عن الصديق الذي عاد الينا في نهاية الاسبوع، اردوغان: "هو مثل سائق باص حدد لنفسه هدفا، وما ان تحقق، حتى ترك واختفى". عن مرسي قال عبدالله ان "ليس لديه عمق"، ويروي كيف ضغط عليه لقيادة خطوات سياسية "ولكن مرسي كل الوقت اشتكى من الاسرائيليين". الرئيس المصري، حسب الملك، يعمل كالجندي النفر. اردوغان اكثر تطورا ودهاء بكثير.

بشار الاسد هو الاخر يختطف الضربات ("هو جد قروي")، وتوجد ايضا قصة: "حاولت اقناعه بالمشاركة في المؤتمر الاقتصادي في دافوس، لتحفيز الاعمال التجارية في سوريا. شرحت له بانه اذا جاء، فان سوريا ستطرح على خريطة الاستثمارات العالمية. اما الاسد، كما يتبين، فكان منشغلا بقضية مختلفة تماما. "اشرح لي"، طلب، "ما هو الجت – ليج. لم يسبق لي أن سمعت هذه الكلمة"...".  اما نتنياهو بالذات فهو الذي خرج مع الاحترام: "العلاقات بيننا توثقت"، يقول عبدالله، "التعاون الاستراتيجي عميق وواسع".

ولكن الحساب العسير يجريه الملك بالذات مع محيطه القريب. للموالين له، القبائل البدوية، يسميهم "الديناصورات الشيوخ". رؤساء المخابرات، اجهزة الاستخبارات التي تندس اصابعهم في كل ما يحصل في المملكة، يراها كحائط مانع في وجه خططه لتنفيذ الاصلاحات. ويشكو الملك فيقول: "اردت توسيع التمثيل في البرلمان للفلسطينيين من سكان الاردن ايضا، والمخابرات تقف في وجهي. تعاونوا ضدي ونشروا شائعات شريرة عن عائلتي. وحتى عندما خططت لاتباع يد رقيقة ضد متظاهري الشارع، المخابرات عارضة. قلت لهم استمعوا للملكة رانيا، اعطوهم عصيرا وحلويات، ليهدأوا".

في عاصفة تصفية الحسابات فان أخوته وابناء عمومته على بؤرة الاستهداف: "عندي 11 اخ (بعضهم اخوة واخوات من الاب)، وكل واحد يعتقد انه مسموح له أن يفعل ما يروق له. ويوجد ابناء عمومة يؤمنون بانهم أهم من اخوتي. وبين الحين والاخر كنت ملزما باعتقالهم، ومصادرة سياراتهم، وتوبيخهم بحيث لا يتصرفوا بانفلات". لن اسمح لهم، يحذر، باسقاطي بفسادهم.

في صالونات عمان يدعون بان 18 صفحة المجلة هذه ستهز المملكة لايام طويلة اخرى. يوجد عدد لا حصر له من التخمينات: الملك يشعر بان الارضية تهتز تحت اقدامه ويطلق اشارات الضائقة لاوباما. يقال في احاديث مغلقة مع مقربيه يفتح الملك فما أكبر من ذلك. ويتهمون بان الصحفي الامريكي في "اتلنتيك" أخرج الاقوال عن سياقها وأعد فخا لصديقه القديم. يتهمون مستشاري الاعلام، رئيس المكتب الملكي ووزير الخارجية الذين لم يخرجوا عن اطوارهم كي يسدوا الفم الملكي أو "يعالجوا" الصحفي.

انا مستعدة لان اقسم بانه في ظل جدول الاعمال المكثف لاوباما وجد وقتا لان يطلع على الصورة. فبعد أن رتب شؤوننا مع تركيا سيتعين عليه أن يطفىء اللهيب الذي نشب من القصر. ولحظ عبدالله يحتل الاردن الان مكانا هاما، وواشنطن لن تترك المملكة للاسلاميين. القبائل البدوية تغلب، الامراء يتفجرون، المخابرات تشعر بالاهانة. الملك يبدو كسائق القاطرة الذي يجتهد لانزال القطار عن السكة، على أن يمسكوا به فقط.