خبر نتنياهو: تفاقم الأزمة أثر على الموقف من تركيا.. لضرورة التواصل

الساعة 07:57 ص|25 مارس 2013

حلمي موسى

للمرة الأولى منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة عقد أمس، المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية لبحث الوضع على الحدود مع سوريا. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه خلال 12 ساعة بين اليومين الماضيين، (أمس وأمس الأول)، أطلقت النيران مرتين على دورياته العسكرية في القاطع الجنوبي من هضبة الجولان السورية المحتلة، وأنه رد على مصادر النيران.

وأشارت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أن الجيش لم يكتف بتدمير موقع سوري أطلقت منه النيران، وإنما تقدم بشكوى رسمية إلى قوات الفصل الدولية المنتشرة في الهضبة المحتلة.

وقد عقد اجتماع المجلس الوزاري المصغر بتركيبته الجديدة في ظل التوتر القائم على الحدود مع سوريا في هضبة الجولان المحتلة. ومعروف أن المجلس تم تقليصه هذه المرة بعدما كان يضم 15 وزيراً، ولم يعد يشمل سوى رئيس الحكومة ووزراء الجيش والمالية والعدل والأمن الداخلي والوزير المسؤول عن الشؤون الاستراتيجية.

وحضر الاجتماع إلى جانب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كل من وزير المالية يائير لبيد، ووزارة الجيش موشي يعلون، والعدل تسيبي ليفني، والاقتصاد والتجارة نفتالي بينت، والاتصالات جلعاد أردان، والشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتس. وبموجب القانون فإن وزير الخارجية عضو في المجلس، لكن المنصب المتروك لأفيغدور ليبرمان، ويشغله الآن نتنياهو بنفسه. وهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها موشي يعلون في اجتماعات المجلس المصغر كوزير للدفاع.

وأعلن مسؤول أمني أن اجتماع المجلس كان مقرراً سلفاً لتقديم استعراضات أمنية أساسية للوزراء، لكن وضع الحدود مع سوريا أجبر على التعجيل بعقده.

وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن دورية عسكرية تابعة له تعرضت لنيران من أسلحة خفيفة، وأن التحقيقات بدأت لمعرفة إن كانت صادرة عن قوات نظامية أم عن قوات المعارضة السورية. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن إطلاق النار في الجولان على الدوريات الإسرائيلية تمّ على أيدي جنود من الجيش النظامي السوري، مضيفة أنه على ما يبدو لم تكن هناك نية لإصابة إسرائيليين، ولكن إطلاق النار من رشاشات جاء أيضاً من موقع أطلقت منه النار أمس الأول، وأصاب وقتها جيب عسكري إسرائيلي. وقد سبق وسقطت قذائف هاون من الجانب السوري، ولكن نُظر إليها على أنها وقعت بالخطأ في القتال الدائر بين الجيش النظامي والمعارضة للسيطرة على هذا القاطع الحدودي المهم.

وإثر إطلاق النار الأول، قال وزير الجيش الإسرائيلي الجديد الجنرال موشي يعلون «إننا ننظر بخطورة لإطلاق النيران هذا الصباح من الجانب السوري باتجاه قوة إسرائيلية داخل أراضي دولة إسرائيل»، مضيفاً إنه «وفي أعقاب ذلك رد الجيش الإسرائيلي بما يتناسب والسياسة التي قررتها الحكومة: كل انتهاك للسيادة الإسرائيلية وإطلاق نار من الجانب السوري، يُردّ عليه فوراً بإسكات مصادر النيران حال تشخيصها. ونحن نرى في النظام السوري هو المسؤول عن كل انتهاك للسيادة. ولن نسمح لا للجيش السوري ولا لأي جهة أخرى بانتهاك السيادة الإسرائيلية عبر إطلاق النار على أراضينا».

وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غانتس إلى أحداث الجولان، وقال إن «حادث هذا الصباح في سوريا هو تذكير لنا بالحساسية المتفجرة على طول الحدود مع سوريا. سنواصل العمل للحفاظ على الهدوء بحكمة وحزم». واعتبر أن إطلاق النار على دوريات الجيش الإسرائيلي ينطوي على تعريض القوات للخطر، مضيفاً «لقد هاجمنا ودمرنا المنطقة التي أطلقت منها النيران. وسنواصل العمل في هضبة الجولان بحزم، وحين يتطلب الأمر فعلاً هجومياً فسوف يتم. الجيش الإســرائيلي جاهــز لكل السيناريوهات».

عموماً، استهدف الجيش الإسرائيلي بصاروخ «تموز» دقيق الإصابة موقعاً عسكرياً سورياً، ودمّره. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن وقوع إصابات بين جنود الموقع السوري. وكان الجيش الإسرائيلي قد رفع حالة التأهب في صفوف قواته في هضبة الجولان حيث تجري إقامة سياج أمني وعوائق عسكرية كبيرة. ويعتبر إطلاق الصاروخ على الموقع السوري واحداً من العمليات القليلة التي يبادر فيها الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار على هذه الجبهة منذ إعلان وقف إطلاق النار بعد حرب تشرين العام 1973. وفي أواخر العام الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي نيرانه أيضاً على الجانب السوري بعدما سقطت قذائف هاون على موقع إسرائيلي في الهضبة.

وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن الأحداث في سوريا، وخصوصاً اقتراب المعارك الداخلية السورية من هضبة الجولان، كانت بين الأسباب الحاسمة التي دفعت نتنياهو إلى قبول الاشتراطات التركية بتقديم اعتذار عن قتل الناشطين الأتراك في سفينة «مرمرة».

وعلى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، كتب نتنياهو «حقيقة أن الأزمة تتفاقم في سوريا من لحظة إلى أخرى، وكانت دائماً اعتباراً مركزياً في نظري». وقال إن الأحداث هذه أثرت على موقفه للاعتذار من تركيا، مشيراً إلى أن ترسيخ قوة الجهاديين على الحدود مع الجولان «يخلق تحديات كبيرة للمؤسسة الأمنية عندنا. ونحن نتابع ما يجري هناك وجاهزون للرد بما يناسب ذلك».

وأضاف إنه «من المهم أن تستطيع تركيا وإسرائيل اللتان تحدان سوريا أن تتواصلا فيما بينهما، والأمر ضروري أيضاً لمجابهة تحديات إقليمية أخرى». وشدد نتنياهو على أن «سوريا تتفكك، ومخازن أسلحتها الهائلة والمتطورة بدأت في السقوط بأيدي جهات مختلفة. والخطر الأكبر هو وقوع مخازن السلاح الكيميائي بأيدي منظمات إرهابية».

ولم تهدأ المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في الجولان، وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، أن «المسلحين حققوا تقدماً مهماً في جنوب البلاد بسيطرتهم على شريط بطول 25 كيلومتراً من الحدود الأردنية إلى الجولان».

وأوضح أن «مقاتلين من لواء شهداء اليرموك وجبهة النصرة ولواء المعتز بالله وكتائب أخرى، سيطروا على حاجز الري العسكري» شرق بلدة سحم الجولان في الريف الغربي لمحافظة درعا، اثر انسحاب القوات السورية منه، وبذلك «تكون المنطقة الواقعة بين بلدتي المزيريب (قرب الحدود الأردنية) وعابدين (في الجولان) والممتدة لمسافة 25 كيلومتراً خارج سيطرة النظام». وكان «المرصد» قد أعلن، أمس الأول، أن «مسلحين سيطروا على مقر قيادة اللواء 38 للدفاع الجوي في درعا».