خبر أوباما رفض زيارة ضريح عرفات وعطل الحياة في رام الله

الساعة 07:26 ص|22 مارس 2013

غزة

أدت زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما إلى رام الله العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية الخميس إلى تعطيل المدارس الحكومية والخاصة في كل مدارس مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية.

وجاء تعطيل المدارس الخميس عن الدوام في ظل إجراءات أمنية لم تشهدها رام الله والبيرة منذ قيام السلطة الفلسطينية حيث أعلن حرس الرئاسة الفلسطيني نصف مساحة مدينة البيرة مربعا أمنيا، منع فيه التنقل بالسيارات، والزم المواطنين بمنازلهم إلا في الحالات الطارئة، من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثالثة بعد الظهر في حين عطلت جميع المؤسسات الاهلية او الحكومية في منطقة المربع الامني.

وتقدر مساحة المربع الامني الذي شهد منع لحركة المركبات والمواطنين إلا في حالات الطوارئ بحوالي نصف مساحة مدينة البيرة ، وذلك في اطار الاجراءات الامنية التي اتخذت لتوفير الحماية لزيارة اوباما .

وفيما شهدت البيرة التي تضم مقر الرئاسة الفلسطينية اجراءات امنية مشددة لم يكن الحال مختلفا خارج تلك المنطقتين ولكن من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي نشرت المئات من جنود الاحتلال والشرطة الاسرائيلية في محيط المدينتين وذلك في اطار توفير الحماية لانتقال اوباما من القدس الى مناطق السلطة الفلسطينية وذلك في ظل تواصل التمويه في تنقل الضيف حيث وصل الى مقر الرئاسة الفلسطينية بطائرة عمودية قبل موعد الوصل بحوالي ربع ساعة وهبطت في مكان غير الذي كان معروفا للصحافيين للنزول فيه.

وفيما وصلت طائرة اوباما المختلفة عن باقي طائرات الرئاسة الامريكية وهبطت في مقر الرئاسة الفلسطينية كان الكل بانتظار طائرتين ما زالتا محلقتين على اساس ان اوباما فيها، ولكن المفاجأة كانت للصحافيين الذين كانوا بانتظار هبوط الطائرات الامريكية المحلقة بان اوباما ليس فيها بل وصل لأرض الرئاسة الفلسطينية وان الطائرات التي ما زالت تحلق هي للمرافقين.

هذا وحرصت السلطة الفلسطينية على تنظيم استقبال لاوباما باعتبارها دولة في الامم المتحدة حيث اصطف حرس الشرف الفلسطيني في ظل استقبال حاشد للضيف، حيث وقف الرئيس محمود عباس على رأس مستقبليه.

وقدم طفلان فلسطينيان الزهور لأوباما الذي سار صوب منصة التشريفات حيث عُزف السلامان الوطنيان الأمريكي والفلسطيني، وبعد أن استعرض اوباما وعباس حرس الشرف، انحنى الرئيس الأمريكي احتراما للعلم والسلام الوطني الفلسطيني، ثم صافح مستقبليه من الوزراء والشخصيات السياسية والاعتبارية الفلسطينية التي اصطفت لاستقباله في المهبط.

ومن ثم اصطحب عباس ضيفه الى داخل مقر الرئاسة الفلسطينية على وقع تجمع المئات من الشبان الفلسطينيين خارج اطار المربع الامني للتنديد بزيارة اوباما كون الادارة الامريكية منحازة لاسرائيل.

ومنعت اعداد كثيفة من الشرطة الفلسطينية الشبان من الوصول الى مقر الرئاسة الفلسطينية اثناء لقاء عباس واوباما. وكانت قوى وفعاليات شعبية دعت الى التظاهر ضد زيارة اوباما الى رام الله، والذي وصل في مروحيته قادما من القدس.

وانطلق المشاركون في التظاهرة من وسط مدينة رام الله باتجاه مقر الرئاسة الفلسطينية بعد دقائق من وصول اوباما الا ان اعدادا كثيفة من الشرطة اغلقت الطريق امامهم.

وهتف المشاركون ضد الرئيس الامريكي' يا اوباما.. المطلوب انت شخص غير مرغوب' في حين حمل احد الشبان لافتة كتب عليها 'عذرا عرفات!! لقد خانوا العهد!!' في اشارة للقيادة الفلسطينية التي استقبلت أوباما الذي رفض زيارة ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رغم أن الضريح لا يبعد سوى أمتار قليلة عن مهبط الطائرة التي وصل فيها باراك.

وطالب المتظاهرون القيادة الفلسطينية بالزام كل شخصية تأتي لزيارة مقر الرئاسة الفلسطينية والاجتماع مع القيادة هناك بان عليها زيارة ضريح عرفات 'فمن قبل اهلا وسهلا به، ومن لم يقبل فلا داعي لاستقباله'. وفيما عبر المتظاهرون الفلسطينيون المنددون بزيارة اوباما عن غضبهم من واشنطن وموقفها من الدولة الفلسطينية وعدم الاعتراف بها في الامم المتحدة ساد الشارع الفلسطيني تقديرات الخميس بان زيارة اوباما لم تخرج عن اطار التقاط الصور التذكارية بانه زار رام الله لدفع عملية السلام للامام ، كما فعل قبله الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي زارها عام 2008 .

وقال الشاب مراد البرغوثي لـ'القدس العربي' 'جاء لالتقاط الصور، وسيذهب دون ان يحقق لنا شيئا، وما علينا إلا الانتظار لحفلة قادمة مع رئيس اميركي جديد' في اشارة الى زيارة لرئيس اميركي جديد بعد اوباما.

وأضاف البرغوثي "أوباما جاء وسيذهب وما علينا الا الانتظار لحفلة قادمة مع رئيس اميركي آخر، والسلام عليكم ايها الفلسطينيون'.

وكان اوباما سبقه في زيارة اراضي السلطة الفلسطينية الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون الذي حضر لغزة في عهد الرئيس ياسر عرفات عام 1998 وشهد جلسة للمجلس الوطني لتغيير الميثاق الوطني الفلسطيني الداعي لتحرير فلسطين من النهر للبحر وانهاء دولة اسرائيل .

وبعد ذلك زار الرئيس الامريكي جورج بوش الابن رام الله عام 2008 بهدف دفع عملية السلام للامام في حينه وصولا للدولة الفلسطينية، الان تلك الزيارة لم تحقق شيئا، ولم تر الدولة الفلسطينية النور، فجاء اوباما لرام الله عام 2013 بعد حصول السلطة على الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة قبل شهور -في ظل معارضة امريكية - بصفتها دولة غير عضو في المنظمة الدولية، وهذا ما ميز زيارة اوباما لرام الله، حيث يقول لسان حال الشارع الفلسطيني والى موعد قادم مع رئيس امريكي جديد يأتي تحت 'يافطة' دفع محادثات السلام للامام في حين يتواصل الاستيطان والتهام الاراضي الفلسطينية والقضاء على امكانية اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا على الاراضي المحتلة عام 1967 .