خبر فرصة لتحريك مسيرة مع كل ذلك- اسرائيل اليوم

الساعة 09:50 ص|20 مارس 2013


بقلم: يوسي بيلين
انشأت الثلاث الاوروبيات – بريطانيا وفرنسا والمانيا – توقعات عالية لخطة اوروبية جديدة للشرق الاوسط. بل ان تسيبي لفني استعملت ذلك في المعركة الانتخابية، وانتظروا ذلك في السلطة الفلسطينية في توق شديد. ولم تُعرف تفصيلات عن الخطة – لا في اسرائيل ولا في قيادة السلطة – لكن كان يبدو ان الحديث عن محاولة لوصف مباديء التسوية الدائمة، والطلب الى اسرائيل ان تجمد البناء في المستوطنات وحث الطرفين على تجديد التفاوض فورا. وربما كانت في الخطة ايضا عناصر أكثر أصلية لم تُعلم.
كان أحد أهداف وزير الخارجية الامريكي الجديد، جون كيري، في زيارته الاخيرة لاوروبا ان يطلب الى زعماء الدول الثلاث الاوروبية ألا يخرجوا بخطة سياسية ما. وأوضح ان الرئيس اوباما لا يأتي الى الشرق الاوسط بيدين فارغتين بل سيعرض في اسرائيل والسلطة تعجله الوصول الى اتفاق بين الطرفين وسيقترح عدة نقاط مبدئية، وأنه هو نفسه سيأتي بعد ذلك بوقت قصير ويحاول إحداث مسيرة عملية.
لا يمكن ان يكون طلب الامريكيين هذا من زعماء اوروبا فارغا. فقد يخسر كيري في بدء طريقه بصفة وزير الخارجية عالمه اذا اكتفى اوباما بعد هذا الطلب بخطبة رائعة عن الحاجة الى السلام أمام بضعة آلاف من طلبة الجامعات في القدس، واذا أجلّ الحاجة الى احراز اتفاق على أساس دولتين للشعبين.
يجب على اوباما ان يجيب نفسه عن سؤال هل يُفضل بسبب ان ننتنياهو غير مستعد لأن يدفع ثمن الاتفاق الدائم، ولأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير قادر على ان يحقق هذا الاتفاق خارج الضفة الغربية، ولأن الوضع في الشرق الاوسط غير واضح، هل يفضل انتظار تبدل الزعماء في المنطقة أم يعمل الآن. وعليه ان يقرر اذا كانت هذه هي الايام الاخيرة قبل ان تسيطر قلة يهودية على كثرة فلسطينية، الى جانب حقيقة انه قد يحل محل عباس البراغماتي المعارض للعنف زعيم يختلف تماما في توجهه، وفي ضوء ان نتنياهو مستعد للتوصل الى اتفاق جزئي – ألا يُحدث كل ذلك فرصة للقيام بخطوة جزئية على الأقل يصاحبها عرض الرؤيا الامريكية لتسوية دائمة وجدول زمني يمهد للوصول اليها. ويمكن ان تكون هذه الخطوة هي تحقيق المرحلة الثانية من "خريطة الطريق": وهي دولة فلسطينية في حدود مؤقتة.
"لا استطيع أن أريد السلام أكثر من الطرفين أنفسهما"، يقول اوباما ويقتبس بذلك من كلام عدد ممن سبقوه. لكنه يعتقد ايضا – مثل كيري – انه سيكون للاتفاق آثار مهمة على نظرة العالم العربي الى الولايات المتحدة في الفترة التي تعيد فيها جنودها من العراق وافغانستان. واذا لم تنحصر زيارته فقط في جهد اقناع نتنياهو بألا يعمل على مواجهة ايران على نحو غير منسق أو كانت من اجل رفع شعار النصر لمصلحة زملائه الديمقراطيين واصدقاء امريكا هنا، فسيكون قادرا على تحريك مسيرة جديدة. وستكون هذه مسيرة أقل ادعاءا مما كنت أطمح الى رؤيته، لكنها تظل ذات أهمية كبيرة وذات قدرة على وقايتنا من الأخطار الامنية والسكانية في حال "الاعمال المعتادة" وعدم التحرك السياسي.