بالصور من قصص المجاهدين« 1 ».. « أبو أنور » نموذجاً فريداً للمجاهد الثابت

الساعة 09:46 ص|18 مارس 2013

غزة- الاعلام الحربي

لا شك أن أسطورة صمود وتضحيات المواطن والمقاوم الفلسطيني أصبحت منقوشة في الذاكرة وسجل الواقع والتاريخ الفلسطيني الحديث، فالمجاهد هو الرمز وهو البطل وهو النموذج، لأنه بصموده وعطائه وتضحياته يقدّم أمثولة في الثبات على الحقوق وفي الدفاع عن الأرض والمقدسات، رغم ما قد يتعرض له من استشهاد أو اعتقال أو إصابة تفقده القدرة على الحركة أو السمع أو البصر.

المجاهدون في سبيل الله لهم قصص وحكايات فريدة راسخة في القلوب والوجدان، فهم الذين قدموا أغلى ما يملكون من اجل الدفاع عن ثرى الأرض المباركة ونيل إحدى الحسنين إما النصر أو الشهادة، فكان لابد لـ"الإعلام الحربي" إلا وأن يبرز الصورة المشرفة للمجاهدين إلى كل الأحرار والشرفاء في نقلةً نوعية لأول مرة في سماء الإعلام المقاوم الفلسطيني، ليروا عظمة هؤلاء الأبطال وسير جهادهم وتضحياتهم الجسام، ضمن سلسلة أطلق عليها الإعلام الحربي "من قصص المجاهدين"، فكانت أول قصة مع مجاهد من سرايا القدس فقد بصره في قصف صهيوني غادر استهدفه.

وتبدأ حكاية المجاهد "أبو نور" بطل قصتنا الأولى من سلسلة من قصص حياة المجاهدين، مع فقدانه لنعمة البصر، في التاسع من ابريل لعام (2006) عندما استهدفته طائرة استطلاع صهيونية  أثناء عودته من مهمة تدريب ، حيث تلقى رسالة من غرفة الإشارة بسرعة إخلاء السيارة  لان طائرات الاستطلاع انتشرت في الأجواء بهدف الانتقام لهزيمتها في " ناحال عوز" من أي هدف مقاوم على الأرض، فطلب أبو أنور من إخوانه المجاهدين النزول فوراً من السيارة باتجاه الحقول الزراعية والسير على الإقدام .

والجدير ذكره أن استهداف المجاهد "أبو أنور" جاء بُعيد عملية كسر الحصار في موقع " ناحال عوز" المشتركة بين سرايا القدس، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين ، حيث تمكن خمس مجاهدين من اقتحام موقع " ناحال عوز" العسكري شديد التحصين شرق غزة، وقتل وإصابة أكثر من عشرة جنود صهاينة حسب اعترافات العدو نفسه، والانسحاب من مسرح العملية بعد استشهاد أحد المجاهدين.

وتحدث أبو أنور لـ"الإعلام الحربي" عن اللحظات التي سبقت استهدافه بثواني، حيث حاول القفز من السيارة إلا وجود طفلين في ذات المسار الذي سيقفز إليه جعله يواصل الطريق خوفاً على حياتهم ...، قائلاً :" كان بإمكانِ القفز من السيارة، لكن وجود طفلين على ذات المسار الذي سأقفز إليه جعلني أواصل السير  لبضعة أمتار .."، مبيناً أنه رغم التحذير الذي تلقاه من غرفة الإشارة، لم يكن يتوقع أن يتم استهدافه بتلك السرعة، لأنه لم يكن مشارك في العملية البطولية في " ناحال عوز".

لحظات وكان " أبو أنور" هدفاً لصاروخ طائرة الاستطلاع الصهيونية، حيث أصيب بجراح وحروق بالغة في جميع إنحاء جسده، فيما  تمكنت سيارات الإسعاف من نقله إلى مجمع دار الشفاء بغزة، وقد أشيع خبر استشهاده فور إصابته، لكن قدر الله لطف به وأعاده إلى الحياة بعد رحلة علاج في الخارج استمرت عدة أشهر  في الخارج.

وبدأ "أبو أنور" الذي استطاع التأقلم مع وضعه الجديد صابراً محتسباً مما أصابه جراء القصف الصهيوني من فقدان لنعمة البصر، فهو يحاول قدر الإمكان أن لا يشعر أطفاله بالقصور نحوهم، فتراه يراقب طفلته "بيسان" خلال كتابتها لواجباتها المدرسية، ويستقبل طفلته "جنين" العائدة من المدرسة، ويلاعبهم ويجلس أمامهم وهم يلعبون، ويستقبل الجيران ويتبادل معهم أطراف الحديث .

واستطاع المقاوم "أبو نور" بفضل إيمانه العميق بالله ووقوف زوجته وأبنائه وإخوانه المجاهدين،  أن يتغلب على إعاقته التي كادت أن تبقيه  حبيس جدران غرفته طيلة عمره، ويثبت انه قادراً على مواصلة مسيرة الجهاد والوفاء بعهده الذي قطعه على نفسه ـــ الدفاع عن عقيدته وإسلامية قضيته ــ ، فهو يحرص على تقديم دروس دعوية للمجاهدين ببزته العسكرية .. ويصر على زيارة المرابطين بين الفينة والأخرى لشد أزرهم وحثهم على مواصلة طريق الجهاد حتى تحرير كامل تراب فلسطين وتطهير المقدسات.

ويقول "أبو أنور":" لقد حولتُ إعاقتي إلى حافز أكبر للعمل في مواجهة مخططات الاحتلال، بتعزيز روح الصمود والعطاء في وجدان المجاهدين المرابطين على الثغور..".

وأشار إلى أنه يُصر على مواصلة طريق الجهاد بطرق وأساليب دعوية تتناسب مع وضعه الجديد، رغم انه كان بإمكانه أن يجد لنفسه مبرر  للقعود عن أداء الفريضة الغائبة والركن السادس من أركان الإسلام.

وأكد في نهاية حديثه أنه اختار طريق الجهاد وهو على يقين تام انه طريق محفوف بالأشواك..، مؤكداً صبره واحتسابه ما أصابه في سبيل الله.

الجدير ذكره، أن هذه القصة تعد أول قصة من قصص المجاهدين التي عكف الإعلام الحربي لسرايا القدس على توثيقها كتابياً ومرئياً، لنستلهم من هؤلاء العظماء معاني العزة والإباء والصبر والثبات وتجسيداً لنهج الجهاد رغم كل المخاطر والظروف الصعبة التي يواجهونا خلال رحلتهم الجهادية والدنيوية، التي يدفعونا من دمائهم وأشلائهم ضريبةً لهذا الدين الشامخ والوطن الحر.


قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد
قصة مجهاد