خبر عمليات الحجارة- معاريف

الساعة 09:11 ص|18 مارس 2013

 

بقلم: اوري اليتسور

نقلت الصحف يوم الجمعة بابراز أنباء عن الحالة الخطيرة والقاسية التي حصلت لبنات عائلة بيتون على الطريق من اريئيل. بعض الصحف (بما فيها "هآرتس") أعطت لهذا الحدث، وعن حق، عنوان "العملية". فأحد ما بنية مبيتة رشق حجارة على سيارة اسرائيلية كي يمس بركابها، وكانت النتيجة حادث طرق شديد اصيبت فيها بجراح خطيرة أم وابنتيها. واحدة منهما، شبه رضيعة، مصابة بجراح ميؤوس منها والخطر يحدق بحياتها.

واضح أنه عندما يعمل أحد ما  عن قصد بعنف انطلاقا من النية للمس بالمواطنين بلا تمييز، فان هذه هي عملية. ولكن لا يمكن تعريف العملية بأثر رجعي حسب النتيجة. الحدث على طريق اريئيل لم يكن حالة رشق حجارة وحيدة ومنقطعة عن السياق. فمنذ عدة اسابيع تجري موجة رشق حجارة على سيارات اسرائيلية في طريق يهودا والسامرة بما فيها طريق رئيسة كثيفة الحركة مثل عابر السامرة وطريق 443 من موديعين الى القدس. وقد وقع منذ الان ضرر كبير للاشخاص وللاملاك على حد سواء. وسائل الاعلام لا تتجاهل تماما، وهنا وهناك تظهر أنباء صغيرة عن سيارة اخرى اصيبت ومسافر آخر اصيب ونقل لتلقي العلاج. ولكن التعريف الصحيح "عملية"، والمعالجة الحكومية الشرطية (والاعلامية ايضا) المناسبة للعملية لا تظهر الا بعد أن تقع مصيبة.

عندما تقع "موجة" كهذه فجأة، بعد سنوات من الهدوء النسبي، تحصل بالتوازي في السامرة وفي جبال القدس، في الخليل وفي بنيامين، فان هذا لا يكون انفجارا عفويا للغضب ولا شغبا للرعاع. أحد ما ينظم هذا من فوق. توجد قيادة تطلق التعليمات ويوجد جنود في الميدان ينفذون. في عهد الانتفاضة الاولى، في نهاية الثمانينيات، كان السكان اليهود والعرب متداخلين بعضهم ببعض. وكانت قوات الجيش الاسرائيلي ترابط داخل المدن العربية، ولم تكن السلطة الفلسطينية قد نشأت بعد، والطرق التي سافر فيها السكان اليهود كانت تمر في داخل القرى العربية وفي أزقة المدن العربية. وحتى الانتفاضة اياها كانت منظمة بلجان محلية ومراتبية قيادية معينة، ومع ذلك كان فيها أساس عفوي واسع جدا. والاحتكاك كان يوميا، وكل مجموعة من الفتيان مصابة بالملل بعد المدرسة كانت خلية محتملة للاشتباكات ورشق الحجارة والحجارة متوفرة بما يكفي في كل شارع.

اما اليوم فالوضع مختلف تماما. فالطرق لا تمر داخل البلدات العربية، وجنود الجيش الاسرائيلي لم يعودوا يرابطون داخل المدن والقصبات. اما اليوم، فمن أجل ضرب سيارات الجيش أو المدنيين الاسرائيليين فينبغي المبادرة الى الخروج وفي ظلمة الليل الى مكان بعيد بما يكفي عن القرية أو البلدة، ونصب كمين على الطريق، تنفيذ عملية والفرار عائدا. هذه ليست عملا عسكريا مرتبا ولكنه بالتأكيد عمل عسكري، عمل تخريبي منظم، مخطط ومبادر اليه.

ويدور الحديث عن عملية بكل معنى الكلمة. الحجارة يمكنها أن تقتل وراشقوها يقصدون القتل. لم تكن حاجة للانتظار الى أن حصل ما حصل على طريق اريئيل من اجل اعطاء التعريف السليم، ولكن على الاقل الان، بعد أن حصل هذا، يتعين على قوات الامن واجهزة القضاء (والاعلام ايضا) ان تعالج العملية مثلما تعالج العمليات. ثمة من يعطي التعليمات، وتجربة الحرب ضد الارهاب تقول انه عندما تستثمر المقدرات اللازمة فانه يمكن أيجاده. يوجد مخربون يخرجون للقيام بالعمليات، وعندما تريد قوات الامن فانها تعرف كيف تعتقلهم. عالجوا العملية مثلما تعالج العمليات. لا تنتظروا المصيبة التالية.