خبر قطيعته مع الكنيست- هآرتس

الساعة 09:25 ص|14 مارس 2013


بقلم: اسرائيل هرئيل
حينما يخطب رئيس قوة من القوى العظمى في المجلس النيابي لدولة مضيفة فانه يهب لها التكريم في الأساس. انه لا اختلاف في حق أكثر الدول في العالم في الاستقلال أو في موقع عواصمها وهويتها. لكن الحال ليست كذلك بالنسبة لاسرائيل. لأن طائفة من دول العالم، لاسباب معروفة، لا تعترف بشرعية وجود دولة يهودية عامة وفي "الشرق الاوسط المسلم" خاصة. وهناك دول أكثر منها وفيها تلك التي تُعرف أنفسها بأنها تريد الخير لاسرائيل، لا تعترف بأن القدس عاصمتها – حتى القدس الغربية. وعلى ذلك فان خطبة رئيس امريكي في الكنيست ولا سيما في فترة الفوضى الموجودة الآن في الشرق الاوسط هي أكثر من هبة تكريم.
بعد حرب يوم الغفران توسط جيمي كارتر الذي قد يكون أكثر الرؤساء الامريكيين عداءا لاسرائيل، بين مصر (التي هُزمت في ميدان القتال في هذه الحرب لكنها سلكت سلوك المنتصرة من جهة وعيية ونفسية) وبين اسرائيل التي سلكت سلوكا كأنها أُصيبت بصدمة حرب. ولاحراز انسحابها "حتى آخر سنتيمتر من الارض المصرية المقدسة" (كما قال أنور السادات الذي خطب في الكنيست وحظي فيها باستقبال لم يحظ به أحد قط)، "توجه الى الشعب" بخطبة في الكنيست. واحترم الرئيسان بيل كلينتون وجورج بوش ايضا رمز الديمقراطية الاسرائيلية – الكنيست – وخطبا في منتخبيها. وبعد ذلك فقط وكان ذلك في الأساس من اجل لقاء تمثيلي مع طبقات المجتمع الاسرائيلي، خطبا في مباني الأمة.
كانت أول زيارة لبراك اوباما للمنطقة للقاهرة حيث خطب خطبة مستكينة للعالم الاسلامي. ولم تقلل الاستكانة الشعور المعادي لامريكا عند نظم الحكم والجماهير المسلمة ولا الباعث على الارهاب ايضا.    ومنذ ذلك الحين أجرى زيارات اخرى للمنطقة كرر فيها جميعا تجاوزه لاسرائيل. وكان عند مواطني اسرائيل سبب يدعو الى اعتقاد ان اوباما معادٍ لاسرائيل وكلفه هذا التصور عنه ثمنا سياسيا لا يُستهان به في بيته. والآن وقد رضي وجاء، فانه يقطع مع الكنيست ويُهين الجمهور الاسرائيلي ومنتخبيه. ويبدو بذلك للأكثرية الغالبة من مواطني اسرائيل ان اوباما يستجيب بذلك لنصيحة قلة ألحت عليه في الماضي ان يلتف على الحكومات "الرافضة" وان يتحدث "الى الشعب". واذا لم تكن القطيعة مع الكنيست كافية فان ناسه وحدهم فقط هم الذين يحددون قائمة المدعوين الى "حديث مباشر الى الشعب" في مباني الأمة. انه "عنصر استعماري خالص"، كما يسمي ذلك خبير العلوم الاجتماعية المتصل بالحبل السري بالاكاديمية الامريكية.
إن احترام الرموز السيادية مثل الكنيست مهم جدا عند أكثر الاسرائيليين. فلو ان اوباما احترم – وليس الامر متأخرا الى الآن – هذا الرمز وخطب في الكنيست لحظيت خطبته بالاستماع اليها ولربما حظيت ايضا بالتأثير. لكن القطيعة مع الكنيست تُحدث منذ البداية جو مس بالكرامة الوطنية. والاهانة – وهي إهانة مكررة – ستشوش على الاستماع للمضامين.
سيُذاع الحديث في ظاهر الامر بنفس القوة من مباني الأمة كما من الكنيست. لكن تأثيره سيقل بصورة ملحوظة، بل إن اسرائيليين كثيرين لن يريدوا الاستماع. أجل من المهم "الحديث الى الشعب" لكن من المهم بصورة خاصة اقناع نفس ذلك الجزء من الجمهور الذي لا يقبل سياسة الولايات المتحدة نحو اسرائيل. ويبدو انه الأكثرية في الجمهور؛ وفي الكنيست ايضا، وفي الحكومة الماضية بيقين. وقد يسد هذا الجزء الآن أذنيه تماما ويكون مكسب القطيعة مُعادلا لخسارتها.