خبر حان وقت الدخان الأبيض- إسرائيل اليوم

الساعة 09:27 ص|13 مارس 2013


بقلم: دان مرغليت
انه حتى اجتماع الكرادلة الذي يرمي الى انتخاب بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية يبدو مثل نقاش يقظ سريع اذا قيس بالتفاوض الذي يجري لتشكيل الحكومة الثالثة والثلاثين. وهم لا يحتاجون الى 42 يوما لاطلاق الدخان الابيض فوق قبة الفاتيكان. لكن اللقاءات الليلية الطويلة بين الثلاثة بنيامين نتنياهو ويئير لبيد ونفتالي بينيت، والتباحث المتواصل بين مديري التفاوض دافيد شومرون من جهة وهيلل كوبرنسكي من جهة اخرى لم تكن كافية لاعلان تشكيلهم الحكومة إلا في آخر لحظة.
كان كل واحد من المتباحثين يستطيع ان يقوم أمام ناخبيه وان يزعم انه حصل على أقصى قدر. فلبيد قلص الحكومة وأبعد الحريديين عنها، وبينيت الذي لاقى التجاهل في البداية يأتي الى الحكومة من الباب الرئيس. وتضاءل عدد الوزراء الى 21 وهم يلتزمون بالمساواة في العبء وانشاء خطة جوهرية لجميع مؤسسات التربية في البلاد؛ أما نتنياهو فيستطيع ان يعرض انجاز شومرون وهو ان اعضاء الكنيست من الليكود بيتنا وعددهم أقل من نصف اعضاء الائتلاف ستُمثلهم أكثرية وزراء بنسبة 12:9. فما الذي يُحتاج اليه بعد ذلك؟ وما الذي سيزيده ليّ المعاصم على العلاقات المعقولة التي يجب ان تنشأ الآن بين الشركاء في الائتلاف الذين هم من ناس الحياة العامة الشكاكين بطبيعتهم؟.
هذه حكومة تلتزم بأن تُجيز في الكنيست رفع نسبة الحسم الى 4 في المائة لمنع انقسام ابتزازي؛ وعندها صيغة متفق عليها للبدء باجراء المساواة في العبء؛ وكما قلنا آنفا فان الخطة الجوهرية قد تكون علاجا جذريا لامراض المجتمع الاسرائيلي في مجال الحداثة والدراسة الواسعة. فمن ذا يكون مستعدا للاعتراض على كل ذلك فقط لأن يوجد مستقبل يريد ان يعزل جدعون ساعر من اجل شاي بيرون أو العكس؟.
يشعر كل واحد من الشركاء بأنه انتصر. لكن كل واحد منهم نسي ايضا القاعدة بشأن حاجة المنتصرين الى التصرف بسخاء.
ليس واضحا هل تتجه الحكومة الى تسوية سياسية وذلك في الأساس لأنه لا يوجد شريك فلسطيني يقصد ذلك بجدية وربما لأن الحكومة نفسها لا تبادر الى انشاء دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. لكن الحقيقة هي ان نتنياهو سيعلن حينما يأتي براك اوباما انه يؤيد انشاء دولتين للشعبين – ولن يبقى بينيت وحده في الائتلاف بل الأجنحة الأكثر يمينية في كتلته الحزبية ايضا مثل اوري اريئيل واوريت ستروك. ومن ينسى كم انقضوا على حياة الحكومة السابقة حينما خطب نتنياهو خطبته في بار ايلان؟.
إن التفاوض الذي استمر أمس ولم يبلغ الى نهاية أوصل قضية تشكيل الحكومة الى شفا الهاوية من جهة الجدول الزمني الممكن من جهة القانون. وتجاوز أمس حدود الذوق الحسن وصبر الجمهور العريض وقد حان وقت الدخان الابيض الاسرائيلي.