خبر الصمت إثر عملية التنكيل- هآرتس

الساعة 09:23 ص|13 مارس 2013



بقلم: أوري مسغاف
كتب شاب من تل ابيب أُصيب في نهاية الاسبوع في حادثة طرق في الشبكة الاجتماعية يقول: "في قسم الطواريء في ايخيلوف، على سرير الى جانبي، استلقى النادل الذي ضربه جمع لكونه عربيا. لم يكف عن البكاء وأردت ان يصدموني بالسيارة مرة اخرى". وقع النادل ضحية لانقضاض مجموعة كانوا يقضون وقت فراغهم في مطعم على الشاطيء. وكانت جريمته أنه أخذ عن مائدتهم المايونيز قبل ان يُنهوا تناول الطعام. وقد حدث هذا بعد ايام معدودة من جُرح عربي اسرائيلي كان عامل نظافة هذه المرة جرحا شديدا جدا في رأسه بعمل تنكيلي ليلي آخر. وكان المعتدون هنا ايضا مجموعة تقضي وقت الفراغ من اليهود وحدث هذا ايضا على شاطيء بحر أول مدينة عبرانية. وفي ذلك الاسبوع هوجمت فلسطينية من شرقي القدس على أيدي مجموعة من اليهوديات واليهود، وهُشم زجاج سيارة معلمة يهودية نقلت صديقة عربية الى مأتم عزاء بحجارة رشقها بها طلاب مدرسة دينية.
إن وجيهي الجمهور اللذين هبا للتنديد بسلسلة الاعتداءات، وهما وزير الامن الداخلي اسحق اهارونوفيتش والقائد العام للشرطة يوحنان دنينو، يمثلان الجانب التنفيذي. وينبغي أن نؤدي لهما تحية تكريم. وقد أُرسل رجال شرطتهما للمجيء بالمذنبين للمحاكمة وقد أنهوا عملهم في بعض الوقائع. وهذا هو الحد الأدنى المتوقع من دولة قانون، لكنه يتبين أنه الحد الاقصى ايضا في اسرائيل 2013. وهذه ظاهرة تثير الرعب أكثر من الاعتداءات نفسها تقريبا. وقد برهن التاريخ على أنه لا يوجد عمق في الغوغاء لأنها تتصرف مثل أنبوب أو جهاز. وليست الغوغاء هي الشأن الحقيقي لأن الاسئلة المهمة هي أي جو يُحل اعمالهم وكيف يتم تقبلها.
ليس من المعقد أن نفهم لماذا يُهاجَم العرب في اسرائيل. فالشاب المُزعزع في ايخيلوف ينتمي الى الأقلية. وأكثر الجمهور يرون العرب مواطنين من الدرجة الثانية اذا كانوا كذلك أصلا، ويرون أنهم خونة محتملون لا يقفون إجلالا للنشيد الوطني ("ولا مواطنة بلا ولاء"). وهم لا يخدمون في الجيش (المساواة في العبء)، ولهذا يُحجب عنهم قدر كبير جدا من الوظائف وكذلك ايضا الحق في السكن بين يهود يبحثون عن حياة طيبة (لجان القبول). ويُرفض ان يجلس ممثلوهم بصورة تقليدية في الائتلاف الحكومي (الأكثرية اليهودية)، وتُرفض شراكتهم في المدة الاخيرة ايضا في كتلة حسم (الزعبيون). إن تصور التفوق والعنصرية يزداد حدة لدى عدد كبير من الجمهور المتدين والحريدي حيث يزداد قوة هناك بواسطة فتاوى. وهو يتلقى تشجيعا قضائيا منذ سنوات من الدولة على هيئة علاج مُخفف لليهود الذين يُصيبون العرب (قُدمت على عدد من المشاركين في العمل التنكيلي الذي تم تنفيذه في العام الماضي في ميدان صهيون لائحة اتهام بالتحريض). وتحت كل ذلك يغلي صراع دامٍ قومي، وبوتقة الصهر للجيش الاسرائيلي التي تُهييء الاسرائيليين ليروا العرب عن طريق فوهة البندقية، وتسمح وراء الخط الاخضر بل تبادر الى مس يومي بحقوق الانسان الفلسطيني وكرامته.
كان يمكن تعديل هذه المعطيات الأساسية شيئا ما على الأقل باظهار الزعامة العامة لا بفرقعة الألسن بل بعمل انساني بسيط وهو زيارة المعتدى عليهم. وتمني السلامة لهم والتعبير عن الأسف وارسال رسالة حادة واضحة نحو آلات التصوير والسماعات. لكن لا أحد هب لذلك. لا رئيس الدولة ولا رئيس الوزراء. ولا وزير التربية ولا وزير القضاء. ولا رؤساء الاحزاب ولا رؤساء البلديات. هذه هي روح العصر. ويُعبر عنها تعبيرا جيدا كلام رئيس مجلس هار أدار، العقيد احتياط ابيرام كوهين الذي أجاب ردا على اسئلة صحيفة "هآرتس" عن حظر انتقال العمال الفلسطينيين في المستوطنة التي يبنون بيوتها بقوله: "لا أريد ان يوجد احتكاك مع الفلسطينيين الذين يتجولون بحرية. وبالمناسبة عندي مشكلة ايضا مع الكلاب الجوالة وأنا أعالجها ايضا. لا يعني هذا لا سمح الله أنني أساوي بينهما".