خبر الفلسطينيون يستقبلون زيارة أوباما بفتور لافت

الساعة 09:51 م|12 مارس 2013

وكالات

ابتهج الفلسطينيون كثيراً عندما فاز الرئيس باراك اوباما بولايته الاولى، وطبع الكثير منهم صوره على القمصان، لكن أحداً منهم لم يظهر إشارة فرح لزيارته المرتقبة الى البلاد في 21 الجاري.

وعلقت بعض الملصقات للرئيس الاميركي على بعض البنايات في رام الله، العاصمة الادارية للسلطة، لكنها خلت من العبارات الترحيبية، وحملت بدلاً منها شكاوى ضد الممارسات الاسرائيلية منها: «الرئيس أوباما: لا تحضر هاتفك الذكي معك الى فلسطين لأنه لا يوجد فيها انترنت جي 3»، علماً ان اسرائيل تحظر على شركات الاتصالات الفلسطينية امتلاك تكنولوجيا «جي 3» المتقدمة للانترنت عبر الهاتف الخلوي.

وتنشط منذ أيام حملة عبر «فايسبوك» تطلق على نفسها «حملة الكرامة» تطالب الجمهور بعدم الترحيب بالرئيس الاميركي بسبب انحيازه لاسرائيل، وعدم وقوفه الى جانب الفلسطينيين.

وكان اوباما بدأ ولايته الأولى قبل أكثر من أربع سنوات بمحاولة جدية لحل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، طالباً من اسرائيل وقف البناء في الاراضي الفلسطينية قبل العودة الى المفاوضات. لكنه فشل في حمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على وقف الاستيطان.

وقال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس الاميركي حاول بجدية الزام اسرائيل وقف الاستيطان، لكن اللوبي اليهودي الذي يتمتع بنفوذ واسع في الكونغرس، نجح في تحييده عبر مساومات على القضايا الداخلية، وفي مقدمها مشروعه الخاص بالتأمين الصحي والذي قاد اقراره في الكونغرس الى ضم 40 مليون أميركي، غالبيتهم العظمى من الفقراء، الى الرعاية الصحية.

وزار وفد فلسطيني قبل اسبوعين واشنطن للتحضير لزيارة أوباما، لكنه عاد بانطباع غير مشجع مفاده ان أوباما قادم الى المنطقة كي «يستمع» و «يستكشف الفرص» و «يعيد بناء الصداقات».

ويتوقع المراقبون أن يحاول اوباما في زيارته الراهنة البحث عن حلول وسط لاعادة الطرفين الى المفاوضات، منها البحث عن تجميد جزئي للاستيطان، بعد فشله في التجميد الكامل، واطلاق معتقلين، خصوصاً المعتقلين قبل اتفاق اوسلو، لفشله في اطلاق جميع المعتقلين. لكن المقربين من الرئيس محمود عباس يقولون انه سيبلغ اوباما بأنه لن يكون هناك حل سياسي من دون الانسحاب الاسرائيلي من الاراض المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس.

وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات لـ «الحياة»: «نأمل في أن يسمع اوباما في هذه الزيارة من رئيس الوزراء الاسرائيلي عبارة واحدة هي: أوافق على مبدأ حل الدولتين على حدود عام 1967، لأنه من دون أن تلتزم الحكومة الاسرائيلية هذا المبدأ، فهذا يعني تكرار الأشياء الماضية».

ويرى عريقات في الزيارة اشارة جدية، لكن نجاجها يتطلب الزام اسرائيل بحل الدولتين، وقال: «أن تكون اسرائيل وفلسطين المحطة الاولى في الولاية الثانية للرئيس اوباما، فهذا يعكس مدى التزام الادارة الاميركية عملية السلام ومبدأ الدولتين». وأضاف: «قرأت جميع خطابات اوباما في ولايته الاولى، وهناك ثلاث نقاط مشتركة في هذه الخطابات هي: حل الدولتين على حدود عام 1967، مع تبادل متفق عليه. وان كل طرف يعرف الالتزامات المترتبه عليه في خريطة الطريق. والثالثة ان على الطرفين القيام بما هو مطلوب منهما لصناعة السلام». وتابع: «83 في المئة من الاتفاقات التي وقعناها مع اسرائيل لم تنفذ، وعندما نقول وقف الاستيطان والافراج عن الاسرى، وفتح المؤسسات المغلقة في القدس، واعادة الانتشار وغيرها، فهذه ليست شروطاً مسبقة، وانما التزامات اسرائيل بموجب الاتفاقات السابقة التي لم تنفذها حكومة نتانياهو».