تقرير خبراء : فضيحة « القبة الحديدية » ليست أول أكذوبة المشروع الصهيوني

الساعة 10:10 ص|12 مارس 2013

الاعلام الحربي

لم تستطع "القبة الحديدية" المُموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة الأمريكية، وبإشراف من خبرائها العسكريين، صد ما أسماها العدو الصهيوني قبل سنوات بـ"ألعاب نارية" من اختراق جدار الحماية الأول لأراضينا المحتلة عام 1948م، والوصول إلى قلب عاصمة الكيان "تل ابيب" دون أن تتمكن القبة الحديدية من إسقاط 5% من مجموع الصواريخ التي انطلقت في معركة "السماء الزرقاء" نحو المدن والمغتصبات والمواقع الصهيونية، وصولاً إلى مدينة القدس المحتلة، و "بقرة الصهاينة الحلوب"، بشهادة خبراء أمريكيين وصهاينة..
  ففي فضيحة جديدة خلص تقرير لخبراء أمريكيين وصهاينة إلى أن منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية الصهيونية فشلت في معركة السماء الزرقاء، على غير ما ادعى جيش الاحتلال وما روجت له المؤسسة الأمنية والسياسية والعسكرية الصهيونية بأنها أسقطت نحو 87% من مجموع الصواريخ أطلقت من قطاع غزة الى داخل فلسطين المحتلة..
  الانتصار القادم للمقاومة ..
ويقول المحلل العسكري واصف عريقات لـ"الإعلام الحربي":" تصريحات المؤسسة العسكرية الصهيونية عن تطوير منظومة القبة الحديدة كذبة لم تعد تنطلي على أحد حتى على المجتمع الصهيوني الذي بات كل مواطن فيها لا يأمن على حياته.."، مؤكداً أن الوقائع على الأرض تؤكد فشل منظومة القبة الحديدية في اعتراض أي من صواريخ المقاومة الفلسطينية في معركة "السماء الزرقاء" مشكك بنسبة 5% التي تم الإعلان عنها من قبل بعض مراكز الأبحاث.  
وأضاف: "المؤسسة الصهيونية حاولت تضليل مواطنيها والعالم حول قدرتها وقف صواريخ المقاومة بنسبة 100٪ ، لكن المواطن الصهيوني فضح مؤسسته حين نشر على المواقع الالكترونية عشرات مقاطع الفيديو لصواريخ محلية الصنع سقطت في قلب عاصمته وغيرها من المغتصبات الصهيونية"، مبيناً أن المواطن الصهيوني لم يعد ينطلي عليه التضليل والكذب الذي تعرض له من قبل قيادته، التي حاولت عمل مناورات معلوماتية عبر وسائل إعلامها لاستعادة قوة الردع المتآكلة منذ معركة بشائر الانتصار وصولاً إلى معركة السماء الزرقاء، في الوقت الذي تثبت فيه المقاومة الفلسطينية تماسكاً  وتعاضد يوماً بعد يوم.

ويرى الخبير العسكري أن المؤسسة العسكرية الصهيونية تدرك جيدا أن أي تطور في منظومتها العسكرية سيقابله تطور في قدرات المقاومة الفلسطينية وهو ما أظهرته المعارك الأخيرة  التي فشلت فيها فشلاً ذريعاً، مشيراً إلى عجز الحكومة الصهيونية الواضح عن حسم أي معركة برية، بالإشارة إلى حرب غزة الأخيرة "السماء الزرقاء" الذي لم تستطع فيها اتخاذ قرار بنزول جيشها إلى قطاع غزة المحاصر.
  وقال عريقات :"زمن الانتصارات السريعة الذي يعتمد على عنصر الصدمة انتهى، لأن المقاومة الفلسطينية ولبنانية استطاعت أن تمتص الضربة الأولى وترتب صفوفها وتفقد العدو توازنه من خلال استخدامها لبعض التقنيات العسكرية النوعية التي شكلت صدمة للكيان الصهيوني وأفقدته توازنه.."، مؤكداً أن العقيدة العسكرية الصهيونية تغيرت برمتها فالكيان الصهيوني اليوم يكثر التهديدات ويقلل الأفعال.
  المشروع الصهيوني كله أكذوبة ..
ومن جانبه أكد الخبير في الشأن الصهيوني د. جمال عمرو أن المشروع الصهيوني منذ نشأته قبل نحو (115) عام ، قام على بث الوهم والكذب والافتراءات، قائلاً :" الكيان الصهيوني اعتمد في تأسيس كيانه على الدعاية الغير مسبوقة التي سخر فيها الإعلام المحلي العالمي بكامل معطياته لصالح المشروع الصهيوني ..".
  ويقول عمرو لـ "الإعلام الحربي":" العدو الصهيوني وضع لنفسه هالة من الكذب والنفاق، انه الجيش الذي لا يقهر، وأن دولته راعية الديمقراطية، أنها رابع جيش على العالم والأول على منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد، بعدما أثبتت المقاومة الفلسطينية واللبنانية إمكانية هزيمة هذا الجيش".
  وتابع حديثه قائلاً :" العالم أجمع بدأ يكتشف حقيقة هذا الكيان العنصري، فالأوروبيين والأمريكيين تململوا من هذا الكيان الذي أورث  لهم كره العالم"، مؤكداً أن زوال هذا الكيان الغاصب بات وشيكاً، وأقرب مما يتصور البعض.
  فضيحة القبة الحديدية ..
وفي سياق متصل شكك خبيران صهيونيان وآخر أمريكي بمجال الدفاع الصاروخي بقدرات منظومة "القبة الحديدية" التي طورتها صناعات الأسلحة الصهيونية، بعد أن دلت أبحاثهم على أن النتائج الحقيقية لاستخدام هذه المنظومة خلال الحرب الأخيرة على غزة جاءت متناقضة مع المعطيات على أرض الواقع.

وكتب المحلل الأمني والطيار السابق في سلاح الجو الصهيوني، رؤوفين بدهتسور، في مقاله الأسبوعي بصحيفة "هآرتس" اليوم الجمعة، إن نتائج أبحاث الخبراء الثلاثة دلت على نجاح "القبة الحديدية" في اعتراض 5% فقط من صواريخ "غراد" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية وليس 84% منها كما أعلن جيش الاحتلال في نهاية عملية "عمود السحاب" العسكرية ضد قطاع غزة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وفقاُ لما أفادت به وكالة يونايتد برس انترناشونال.
  ونقل بدهتسور عن الخبير الأميركي البروفسور تيودور بوستول قوله "إذا كان تعريف الاعتراض الناجح من قبل القبة الحديدية يعني تدمير الرأس الحربي للقذيفة الصاروخية المهاجمة، فإن نسبته خلال عملية (عمود السحاب) منخفضة جدا وربما 5%".
  وأضاف بدهتسور" أن الخبراء الثلاثة شككوا بالمعلومات التي نشرها الجيش والشرطة في الكيان الصهيوني، بخاصة بعد مقارنة المعطيات مع المعطيات التي صدرت في نهاية حرب الخليج الأولى، عندما أطلق العراق صواريخ باتجاه الكيان، وحرب لبنان الثانية التي سقطت خلالها صواريخ حزب الله في شمال الكيان الصهيوني بشكل مكثف".
  وأخيرا سبق للجيش الصهيوني أنه أدعى نجاحه بإسقاط 95% من الصواريخ العراقية التي أطلقت خلال حرب الخليج الأولى إلى أن جاء بحثا مماثلا أجراه البروفسور "ثيدور فوستول" واثبت إن نسبة النجاح الحقيقية كانت صفرا مربعا.
  فهل تعلن الحقائق الأخير نهاية منظومة "القبة الحديدية" التي باتت عبئاً على الكيان الصهيوني أكثر منها حلاً أمنياً لمواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية؟ وهل تعيد الحكومة الصهيونية النظر في جدواها في ظل المتغيرات الإقليمية التي جاءت لصالح المقاومة الفلسطينية؟.