خبر حكومة قليلة الشحم- هآرتس

الساعة 09:40 ص|12 مارس 2013

 

بقلم: يوسي فيرتر

غدا أو بعد غد حينما يعلن وزراء الحكومة الجديدة الولاء من فوق منصة الكنيست ويجلسون في استراحة في مقاعدهم في قاعتها، ستظهر صورة لم يظهر لها مثيل عندنا منذ 15 سنة وهي صورة حكومة قليلة الشحم والورم، فيها 21 وزيرا فقط، قياسا بـ 30 وزيرا كانوا في الحكومة السابقة التي كانت صورة للشره والاسراف واعتبارات البقاء الخالصة.

إن تقليصا حادا لثلث عدد الوزراء ليس أمرا ضئيل الشأن. وليس هذا مجرد تخفيف وزن. بل هو جراحة عميقة لتضييق المعدة. يمكن الاطمئنان الى ان الحكومة الداخلة لن تكون أقل جدوى من سابقتها. وفي مقابل ذلك فان المشكلات الداخلية التي سيضطر مُشكل الحكومة بنيامين نتنياهو الى مواجهتها في الايام القريبة في حزبه الشاعر بالمرارة ستكون أقسى وأكثر ضغطا مما كان في الماضي.

ليس كبر الحكومة أهم شيء لوجود الدولة ونمائها. لكن في عالم الصور الرموز الذي هو السياسة في قشرة جوز – فان الكبر ذو شأن بقدر كبير. إن يئير لبيد الذي أدار حملة انتخابية كاملة من اجل حكومة فيها 18 وزيرا (كحكومة نتنياهو الاولى بين 1996 – 1999)، سجل أمس انجازا عظيما في الصورة يضاف الى انجازه الرئيس وهو ابعاد الحريديين عن الائتلاف الحكومي. ويمكن ان نقول ان حكومة اسرائيل الـ 33 ستكون حكومة صغيرة بلا لحية.

خضع نتنياهو للبيد قبل اسبوع بشأن الحريديين وخضع له أمس بشأن عدد الوزراء. وفي مقابل ذلك يستطيع رئيس الوزراء ان يعزي نفسه بأن العدد العام لوزراء الليكود بيتنا سيكون أكبر من عدد وزراء يوجد مستقبل والبيت اليهودي والحركة. وهو يسيطر على نواة السيطرة على الحكومة التي تهب له أكثرية آلية في كل اقتراع.

إن البخل الذي أظهره لبيد فيما يتعلق بعدد الوزراء حل محله السخاء فيما يتعلق بعدد نواب الوزراء فأصبحوا ثمانية لا أقل كما كانت الحال في الحكومة السابقة. فماذا يهم لبيد ان يكون خمسة من النواب القادمين على الأقل زائدين ويكون نفعهم كنفع الأصص في المكاتب. فليس لهم طاولة في الكنيست وهم يرون ولا يُرون وهم غائبون عن الأنظار.

يتوقع ان يعرض نتنياهو اربعة وظائف نائب وزير على اعضاء الكنيست الخائبي الآمال عنده وهم تسيبي حوطوبلي ودانين دنون وزئيف إلكن وياريف لفين وأوفير ايكونيس. وقد كان الجميع بلا شذوذ يحلمون بمقعد الوزير. وسيعدهم بأنه اذا استقال وزير واحد أو أكثر في اثناء الولاية الى القطاع الخاص أو اذا وُجدت لهم سفارة مُرفِهة فان النائب الذي سيسلك سلوكا حسنا ولا يُحدث مشكلات سيُرفع الى الدوري الوطني.

يمكن ان نفهم ضائقة نتنياهو: من الصعب، من الصعب ابعاد وزراء يتولون اعمالا. فليست الحال هنا كالحال في بريطانيا. ومع ذلك كان هو والليكود سيربحان لو رأينا حول طاولة الحكومة التي ستكون مليئة بوجوه جديدة من حزبي لبيد وبينيت، على الأقل وزيرا أو وزيرة جديدا واحدا لا تلك الرفقة المعروفة بصورة متعبة.

يفترض ان تُحل اليوم ايضا الازمة المتواصلة بشأن مصير حقيبة التربية. كان نتنياهو الى أمس يحارب كالاسد كي تبقى الحقيبة في الليكود. وليس الامر أمر التزامه الشخصي فقط للوزير المتولي عمله جدعون ساعر الذي يعتبر وزير تربية ذا شعبية وناجحا وذا انجازات (إن لبيد ايضا في المقابل ملتزم التزاما شخصيا للثاني وراءه الحاخام شاي بيرون). بل هي معرفته بأن التربية هي الحقيبة "القيمية" الوحيدة الموجودة لليكود اليوم. فالتخلي عنها لن يُستقبل استقبالا حسنا من النشطاء.

نشر نتنياهو أمس عن طريق متحدثة الليكود اعلانا غير عادي يؤيد استمرار ولاية ساعر. وفي مقابل ذلك نشر رئيس منظمة المعلمين فوق الابتدائيين ران ايرز الذي جعل حياة الوزيرتين اللتين سبقتا ساعر وهما يولي تمير وليمور لفنات، مريرة، ورئيس مركز السلطة المحلية شلومو بوحبوط، اعلان تأييد لساعر. فاذا لم يساعد هذا فمن المؤكد أنه لن يضر.