خبر اقتراح لا يمكن رفضه.. معاريف

الساعة 08:00 ص|04 مارس 2013

 

بقلم: عامي دور - أون

(المضمون: نتنياهو يمكن أن يعرض على شيلي يحيموفيتش اقتراحا لا يمكن أن ترفضه في أن تكون وزيرة اقتصادية لثلاث سنوات ورئيسة وزراء في السنة الرابعة في ترتيب للتناوب - المصدر).

مثل كل بني البشر. بنيامين نتنياهو هو الاخر انسان قابل للاصابة. اذا طعن فانه سينزف دما. اذا ما بصق في وجهه فسيفهم بان هذه اهانة وليست مطرا، اذا سخر من زوجته سيفهم جيدا بان السهم السام الاصفر الذي يصيبها موجه في واقع الامر ضده.

من هذه الطبيعة الشخصية يجدر أن نفهم معنى السلوك السياسي لنتنياهو في ضوء حملة الاهانة المغرورة التي يوقعها عليه يئير  لبيد ونفتالي بينيت، اللذان يسعيان الى ان يمليا ليس فقط الخطوط الاساس للحكومة التالية بل وايضا من يشارك فيها ومن لا.

وفي ضيقه يحاول نتنياهو انقاذ نفسه من هذه الورطة من خلال المسار الذي سار فيه في الماضي: شق الاحزاب، تفكيك الشراكات، اطلاق الوعود للخصوم، دفع كل ثمن تقريبا كي يخلق لنفسه بكل وسيلة ممكنة اغلبية ما لا يقل عن 61 نائبا كي يتمكن من تشكيل حكومة والا يضطر الى التوجه الى انتخابات جديدة، سيفقد فيها حسب الاستطلاعات كرسيه.

من ناحية نتنياهو سيكون من السخف التام ادخال لبيد الى الحكومة. فالناس يتذكرون كل شيء ولا سيما نتنياهو وابناء بيته بان لبيد اعلن بالشكل الاوضح بانه يعتزم التنافس على منصب رئيس الوزراء حيال نتنياهو وان يسقطه من الحكم بعد نحو سنة ونصف السنة.

ماذا يشبه هذا الامر؟ من زاوية نظر نتنياهو الامر يشبه من يوافق على ان يدخل الى بيته حيوانا مفترسا بانياب حادة وخطيرة لا يخفي نواياه الحقيقية بتصفيته او على حد تعبير نتنياهو "لتنحيته" وكأن الحديث يدور عن مملكة تلقاها بالارث الشخصي من ابائه. ولما كان لبيد هو العنصر الاساس في قوة المحور الثنائي، فمعقول الافتراض بان يكون بينيت هو الاخر تهديدا يحدق كالسيف المسلط فوق رأس نتنياهو.       يحاول لبيد وبينيت تلقين نتنياهو درسا، بسبب سلوكه المهين نحوهما، وأن يخلقا لنفسيهما مكانة "حكومة داخل حكومة" يمكنها أن تملي ارادته. وعليه فلن يكون من الحكمة من ناحية نتنياهو الارتباط بهما: واجبه تجاه حزبه وتجاه نفسه أن يبقيهما "يجفان" في المعارضة.

كل من له عينان في رأسه يفهم بانه دون اشراك الثنائي لبيد – بينيت لا يمكن تشكيل حكومة، ومع ذلك فهاكم عرض عملي لاقامة حكومة بدون الاثنين: الليكود بيتنا – 31 مقعدا؛ شاس – 11 مقعدا؛ يهدوت هتوراه - 7 مقاعد؛ الحركة – 6 مقاعد؛ كديما – 2 مقعد؛ حزب العمل – 15 مقعدا. بالاجمال – 72 مقعدا.

ظاهرا يوجد في هذا الحساب المقترح الامر ونقيضه، وذلك لان عناصر هذا القول تتناقض بوضوح الواحد مع الاخر، فشيلي يحيموفيتش سبق أن اعلنت بشكل قاطع بانها لن ترتبط باي حال بحكومة نتنياهو، ولكن هذا فقط زعما. عمليا، يحتمل بالتأكيد ان تكون هذه امكانية ذات أمل.

في الوضع القائم، نتنياهو عالق في طريق خطير عليه. مخرج معقول منه لا يبدو في الافق، ورئيس الوزراء يحاول ان يمد الوقت ويتجاهل المسار الذي سبق أن سار فيه في الماضي: ان يقترح على شيلي يحيموفيتش ان تكون وزيرة المالية، او وزيرة في حقيبة اقتصادية كبيرة اخرى، على مدى ثلاث سنوات، وفي السنة الرابعة تأخذ منصب رئيس الوزراء في ترتيب للتناوب. على امكانية من هذا النوع اصر نتنياهو على أن يوقع بعد الانتخابات قبل أربع سنوات عندما حصلت تسيبي لفني برئاسة كديما على 28 مقعدا والليكود لم يحصل الا على 27.

لمثل هذا الاقتراح، مثلما درجوا على القول في افلام المافيا، لا يمكن لشيلي يحيموفيتش ان ترفض. اذا رفضت، فان رفاقها "الطيبين"، العطاشى للحكم، "سجعلون لها الموت" وسيجمعون القوى كي يسقطوها. واذا وافقت، يمكنها أن تتنافس حيال نتنياهو في الانتخابات القادمة، بينما في جعبتها تجربة ولاية كوزيرة اقتصادية كبيرة وكرئيسة وزراء، وربما، ربما، تتمكن حتى من الانتصار فتعيد حزب العمل الى قيادة الدولة.