خبر المفكك الوطني ... معاريف

الساعة 07:58 ص|04 مارس 2013

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: نتنياهو يحاول منذ سنين تفكيك المحيطين به كي يحظى بالقوة ولكنه هذه المرة سيضطر الى قبول حكم الناخب رغم أنفه - المصدر).

بنيامين نتنياهو تبين على مدى السنين السياسة الاسرائيلية كخبير متوسط في شؤون التفكيك والتركيب، التحريض والتسليم،  التدمير ومحاولات البناء من جديد. ولايته الاولى قامت على اساس رفض معسكر كامل قرر "الاعتماد على العرب"، مثلما همس نتنياهو للحاخام اسحق كدوري في احدى المناسبات. وصمدت منظومة "فرق تسد" هذه ثلاث سنوات فقط. وفي 1999 تفكك التحالف الذي امسك له بالحكومة. الاصوليون، المهاجرون الجدد، المستوطنون، اهالي الاحياء وكل الاخرين الذين ايدوه تشتتوا في كل صوب، ورئيس الوزراء خسر في الانتخابات لايهود باراك.

نتنياهو لم يغير هذه الطريقة المرفوضة في ولايته الحالية؛ فمع أنه كان أكثر حذرا واقل تسرعا في الشؤون السياسية الداخلية – فهو مع ذلك تعلم شيئا ما – ولكنه لم يتوقف عن النبش في الاحزاب الاخرى كي يفككها وان يعزز قوته على حسابها. في بداية الولاية حاول تدمير كديما: نتان ايشل وآخرون بتكليف منه توجهوا الى نواب بائسين من الحزب، من الجالسين في الصفوف الخلفية، وعرضوا عليهم الوظائف، الميزانيات والشروط المحسنة – عالم بكامله على حساب الصندوق العام.

العملية لم تنجح، ولكن نتنياهو لم ييأس. قبل بضعة اشهر من توجهه الى الانتخابات، بعث رئيس الوزراء بتساحي هنغبي كي يجتذب مرة اخرى الى الخارج هؤلاء الاشخاص المساكين من كديما، الذين في هذه الاثناء وجدوا أنفسهم في خارج الساحة السياسية – وحسن أن هكذا. وجاء هنغبي مع رزمة الامتيازات لعظماء الجيل آريه بيبي، يوليا شموئلوف باركو – فيتش وامثالهما، ولكنه مرة اخرى فشل.

مرت ولاية، توجهنا الى الانتخابات، انهيناها ونتنياهو لم يتغير. رئيس الوزراء يتحدث في مقر الرئيس عن الوحدة، ولكنه لا يحاول الا التفكيك، يتحدث عن المصالحة والتسليم ولكنه لا يتوقف عن المقاطعة. واذا ما اضفتم الى هذه القائمة الغباء الذي يدير به المفاوضات منذ بدايتها، التذبذبات، الرسائل المتضاربة والكلمات العلنية المحرجة – ولا سيما للمحامي دافيد شمرون، الرجل الممتاز الذي علق في المكان غير المناسب في الزمن غير المناسب – فستفهمون لماذا بقي نتنياهو مرة اخرى بدون الحكومة التي اراد ان يشكلها.

لقد بدأ هذا مع المقاطعة الشاملة لنفتالي بينيت والبيت اليهودي. واستسلم نتنياهو للضغوط من الداخل وقرر اخراج بينيت من الحكومة القادمة بكل ثمن تقريبا. فقد دعا الجميع الى المحادثات الا بينيت. "اراد يئير لبيد في الداخل ونحن في الخارج"، قال لي بينيت. وقد كلفت هذه المقاطعة رئيس الوزراء غاليا جدا: لبيد حافظ على الثقة مع بينيت. وفي وقت لاحق اعلن لبيد بانه يريد أن يكون رئيس الوزراء، وهكذا جعل نفسه موضع مقاطعة لدى نتنياهو. واليوم يمسك بينيت بيد لبيد بقوة في بادرة طيبة متبادلة جديرة بالاشارة.

نتنياهو لا يفهم بان خلف هذا الحزب السياسي يوجد هنا تماثل فكري عميق. فهو غير مستعد لان يسلم بهذا الواقع الجديد؛ وهو يقاتل ضده باساليب مرفوضة سبق أن فشلت. ذات مرة حاول أن يفكك كديما، اما الان فانه يحاول أن يفكك الجميع. المفكك الوطني في حالة عمل. لقد بدأ مع بينيت ومع البيت اليهودي، حيث بحث عن حاخامين يساعدوه على اخراج رجال تكوما، انتقل الى يحيموفيتش وحزب العمل حيث بحث عن فارين محتملين وفي النهاية عاد الى بينيت.

في كل حزب كهذا حاول نتنياهو أن يجد الحلقة الضعيفة ولم ييأس بعد. وفي الطريق وجد حزبا كاملا هو حلقة ضعيفة وبائسة المظهر. الحركة بقيادة تسيبي لفني انثنت وانضمت الى الحكومة خلافا لكل وعودها للناخب. حسنا، ولكن ماذا سيحصل في النهاية؟ نتنياهو سيحصل في حكومته على لبيد وبينيت وهما سيديران الدولة عمليا وسيقرران سلم اولويات جديد رغم أنفه. هذا ما يريده الجمهور، ويتعين على نتنياهو أن يفهم ذلك بالطريقة الصعبة.

بكلمات اخرى: الحكومة القادمة، بسبب نتنياهو ومستشاريه، ستعمل على أساس العداء والشك المتبادلين. هذا سيء للدولة، ولكن هذا ما يحصل عندما يرفض الناس قبول حكم الناخب ويقاتلون ضده بقوة بالاساليب المرفوضة للتفكيك، التركيب والمقاطعة.