خبر متظاهرون لكيري: « جون كيري برة برة، مصر الثورة هتفضل حرة »

الساعة 06:52 ص|03 مارس 2013

القاهرة - وكالات

احتشد العشرات من شباب الحركات الثورية أمام وزارة الخارجية المصرية أمس، تنديداً بزيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري لمصر.

ورفع المتظاهرون لافتات باللغتين الانجليزية والعربية تندد بـ "دعم أميركا لجماعة الإخوان المسلمين" وتطالب بقطع العلاقات معها.

وردد المتظاهرون هتافات: "جون كيري برة برة، مصر الثورة هتفضل حرة"، "يا أمريكا لمي عبيدك، بكرة الشعب المصري يبيدك"، "يا أمريكا لمي فلوسك، بكرة الشعب المصري يدوسك".

كما ندد المتظاهرون بترحيب جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بزيارة كيري إلى مصر.

ووصل المتظاهرون في مسيرة من ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة يقودها القيادي الثوري كمال خليل ومعه مجموعة من شباب الجبهة الوطنية للتغيير و 6 أبريل وحركة كفاية.

وشهد محيط وزارة الخارجية إجراءات أمنية مكثفة واحتشادا لقوات الأمن المركزي داخل الوزارة.

وكان كيري وصل إلى القاهرة بعد ظهر امس في زيارة لمصر تستهدف حث السلطة والمعارضة على التوصل إلى حد أدنى من التوافق السياسي لإخراج مصر من ازمتها الاقتصادية.

وفي أول تصريح له في العاصمة المصرية، قال كيري خلال لقاء مساء امس مع رجال أعمال مصريين "انه لأمر أساسي للغاية وعاجل ان يصبح الاقتصاد المصري اقوى وان يقف على قدميه مجددا".

وأضاف كيري "من الواضح بالنسبة لنا انه لا بد من إبرام الاتفاق (بين الحكومة المصرية) وصندوق النقد الدولي" مشيرا إلى ان هذا الاتفاق سيعيد "الثقة" إلى السوق المصرية.

واكد الوزير الأميركي "عندما أتحدث الى الرئيس (محمد) مرسي غدا (الأحد) سأتحدث عن وسائل محددة للغاية ترغب الولايات المتحدة والرئيس (الأميركي باراك أوباما)" في مساعدة مصر من خلالها "بما في ذلك الدعم الاقتصادي لصادرات القطاع الخاص المتزايدة إلى الولايات المتحدة".

وتابع "لكن هناك أموراً لا يمكن القيام بها إلا إذا توافرت الثقة" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "ستحدد خياراتها على أساس ان مصر ستتخذ القرارات الاقتصادية الرئيسية الصحيحة" التي تسمح بإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

وكان مسؤول يرافق كيري في أول جولة دولية يقوم بها منذ توليه مهام منصبه مطلع شباط الماضي، قال ان مباحثات وزير الخارجية الأميركي في القاهرة ستتضمن شقا اقتصاديا مهما.

ويعاني الاقتصاد المصري من أزمة حادة تنعكس خصوصا في عجز كبير في الموازنة العامة للدولة وفي انخفاض مثير للقلق في الاحتياطي النقدي للبلاد الذي وصل الى "مستوى حرج" وفق البنك المركزي المصري.

وسيعقد وزير الخارجية الأميركي، الذي يقوم بأول جولة دولية منذ توليه مهام منصبه مطلع شباط الماضي، اجتماعين منفصلين اليوم مع الرئيس المصري ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.

واجتمع كيري مساء امس مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وبحث معه خصوصا، وفقا لمصادر في الجامعة، الأزمة السورية. كما عقد لقاء منفردا مع احد قيادات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، وأجرى اتصالاً هاتفياً مع رمز آخر من رموزها محمد البرادعي، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية.

وبدأ الوزير الأميركي بعد ذلك لقاء مع ممثلي بعض الأحزاب السياسية من بينهم، وفق صحافي من فرانس برس، رئيس حزب غد الثورة ايمن نور والناشطة في حزب الدستور الذي أسسه البرادعي جميلة إسماعيل.

واعلن احد قادة جبهة الإنقاذ مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي مساء الخميس انه والبرادعي تلقيا دعوة لمقابلة وزير الخارجية الأميركي أثناء زيارته للقاهرة لكنهما "اعتذرا عن عدم قبولها" لرفضهما محاولات واشنطن للضغط بعد أن دعت الخارجية الأميركية في بيان جبهة الإنقاذ إلى التراجع عن قرارها بمقاطعة الانتخابات النيابية.

وأضاف المسؤول الأميركي إن كيري سيبلغ أحزاب المعارضة المصرية ان "الوسيلة الوحيدة لضمان أخذ وجهات نظرهم في الاعتبار هي المشاركة (في الانتخابات) وانه لا يمكنهم ان يكتفوا بالتنحي جانبا وان يفترضوا انه بطريقة سحرية ما، كل ذلك (ما يطالبون به) سيحدث. ينبغي ان يشاركوا ولن يقول لهم (كيري) ماذا يجب ان يفعلوا لكنه سيقول ان المشاركة هي السبيل الوحيد لتحريك الأمور في اتجاه (تحقق) رؤاهم".

وتابع المسؤول الأميركي: إن لدى كيري "برنامج مقابلات مكثفا للغاية" في القاهرة وانه "يسعى إلى التحدث إلى الحكومة والجيش وكل الأطراف المشاركة في مصر الجديدة: الأحزاب السياسية وقادة المنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال".

وقال ان "رسائله الأساسية ستتمثل في إبراز الأهمية الكبيرة لإرساء دعائم اقتصادية قوية ترتكز عليها مصر الجديدة" التي انبثقت بعد إسقاط حسني مبارك اثر ثورة شعبية مطلع 2011.

واعتبر المسؤول الأميركي انه "سيكون من المهم أن تبرم الحكومة اتفاقاً مع صندوق النقد الدولي ليس فقط للحصول على قرض قيمته 4,8 مليارات دولار ولكن لفتح الطريق أمام أموال أخرى تأتي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية ومن الاستثمارات الخاصة. كل ذلك يتطلب عقد اتفاق مع الصندوق".

وشدد على "ضرورة أن يكون هناك حد أدنى من التوافق حول الإصلاحات (الاقتصادية والمالية) من اجل دعم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي".

وأوضح أنه "من أجل إجراء الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة لإتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ينبغي ان يكون هناك حد أدنى من الاتفاق السياسي بين مختلف اللاعبين السياسيين في مصر".

وتتهم المعارضة المصرية الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها بانتهاج سياسة "استبدادية" وبـ "أخونة الدولة" والسعي لـ "السيطرة على مفاصلها ومؤسساتها".