خبر رفول لبيغن: « ما حدث في صبرا وشاتيلا هو أصغر الصغائر ».. يديعوت

الساعة 05:27 م|01 مارس 2013

بقلم: إيتي أبراموف

       (المضمون: شيء من محاضر الجلسات التي تناولت في سنة 1983 مسؤولية الجيش الاسرائيلي بأذرعه المختلفة عن مجزرة صبرا وشاتيلا - المصدر).

          كيف وُجد أن ناس شعبة الاستخبارات العسكرية يتحملون مسؤولية في حين خرج الموساد نقيا؟ ألم يحصل رئيس الموساد على معلومات حيوية؟ وما الذي جعل رئيس هيئة الاركان رفائيل ايتان يُعرف المجزرة الجماعية في مخيمي اللاجئين صبرا وشاتيلا بأنهما حادثة "هي الصغيرة في الصغيرات"؟.

          بعد ثلاثين سنة من نشر تقرير لجنة كهان بشأن المجزرة سمحت الرقابة العسكرية أمس بنشر قطع اخرى من مداولات الحكومة في شأنها تمت في 8 – 10 شباط 1983. وتكشف محاضر الجلسات التي نشر بعضها في الاسبوع الماضي عن شيء آخر من الحيرة وتبادل الاتهامات وازمة الثقة في قيادة الدولة والجيش.

          في أول ايام المباحثات عرض وزير العدل آنذاك موشيه نسيم أسس استنتاجات لجنة التحقيق الرسمية. وبيّن نسيم ان اللجنة رفضت ادعاءات المسؤولية المباشرة لاسرائيل عن المجزرة التي نُفذت في حرب لبنان الاولى وقُتل فيها 800 فلسطيني على الأقل لكنها نسبت اليها مسؤولية غير مباشرة.

          "كان يجب ان يثور الخوف من مجزرة عند كل من له علاقة بما يجري في لبنان"، اقتبس نسيم من الاستنتاجات.

          وفيما تلا ذلك من المباحثة سخن الحديث عن اثنتين من القضايا المركزية التي تباحث الوزراء فيها وهي ادعاءات اخفاء معلومات على رئيس الوزراء والموساد؛ ونصيب الموساد من المسؤولية عن المجزرة قياسا بمسؤولية شعبة الاستخبارات العسكرية – التي تلقت من اللجنة انتقادا شديدا وعُزل قائدها اللواء يهوشع ساغي. وكان أول من أثار القضية وزير الداخلية يوسف بورغ. "لم يبلغوا رئيس الوزراء دائما بصورة جارية ما كان يجب ابلاغه إياه، واذا قرأت الصفحة 101 فانهم لم يُحدثوا حتى الموساد عما يجب ان يُحدث به. يا سادتي هذا عدم اوكسجين"، قال بورغ.

          "ما الذي لم يُحدّث؟"، سأل وزير الدفاع اريئيل شارون، وحينما أجابه بورغ قائلا: "الموساد"، أسرع يُبين ان رئيس قسم كفيل في الموساد شارك في كل المباحثات وعرف كل شيء وأكد انه "كان هناك طول اليوم كله".

          لم يسكت بورغ عن ذلك وأجاب شارون باقتباس من التقرير: "شهد رئيس الموساد بأنه عرف لأول مرة بالعمل الذي أوكل الى الكتائب وهو دخول المخيمات وقت جلسة الحكومة في السادس عشر من ايلول 1982 فقط، ويتبين الآن انه لم يُبلغ الموساد عن أي معلومة عن دخول الكتائب الى المخيمات ولم يعرف رئيس الموساد بذلك"، وحينما انتهى من قراءة كلام اللجنة أضاف قولا واخزا منه: "إنني على كل حال أعرف القراءة برغم شيخوختي وليس هذا أمرا لذيذا".

          وفي الغد حانت نوبة رئيس هيئة الاركان ايتان ليجيب عن استنتاجات اللجنة وادعاءاتها. بيد ان رفول رفض ان يتأثر بمقدار المجزرة، ودافع في حماسة عن أخلاقية الجيش وطلب من الوزراء ان يجعلوا الامور في التناسب الصحيح. "تذكر اللجنة ان المستوى الاخلاقي للجيش وسلوكه في هذه الحرب يستحقان المدح"، قال رفول وأرسل وخزة نحو سلفه في المنصب موتي غور. "أقترح تذكر ما قالوه عن السلوك الاخلاقي للجيش بعد عملية الليطاني والى أي حضيض هبط... إن ما حدث في هذين المخيمين هو أصغر الصغائر. لست أستهين بما وقع هناك لكنني أتحدث عن التناسب".

          ودافع رفول بشدة عن عمل شعبة الاستخبارات العسكرية التي أصابتها قبضة اللجنة الثقيلة. "كانت شعبة الاستخبارات العسكرية في هذه الحرب أفضل استخبارات كانت للدولة في ايام حروبها من جميع الجهات"، أكد للوزراء.

          ومر يوم وجاء الى اللجنة قائد الفرقة العميد عاموس يارون ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية يهوشع ساغي الذي تحدث بدم قلبه عن الضرر الذي سببته استنتاجات اللجنة لسلاح الاستخبارات وعن الخطأ الذي قام به اعضاؤها حينما اختاروا ان يُبرئوا الموساد من المسؤولية. "إن الجهاز الذي ارأسه مصاب اليوم"، قال ساغي للوزراء وحدثهم عن مئات التوجهات التي تلقاها من ضباط صاحوا أمامه بأن هذا السلاح ظُلم "ظلما فظيعا". "كيف وجد أننا نحن المذنبون أمام اللجنة، وقد وجدت تحذيراتنا وتقديراتنا المتعلقة بالكتائب صحيحة في حين لم يتضرر الموساد الذي كانت له صلة بها، ألبتة؟".

          كان الذي وقف الى جانب ساغي وزير الدفاع شارون الذي حصر اهتمامه في نصيب الموساد. "إنني سعيد جدا لأن رئيس الموساد (ناحوم أدموني) خرج كما خرج من تقرير اللجنة. وقد كان في منصبه يومين أو اربعة ايام"، هكذا بدأ شارون وتحول الى الهجوم فورا. "لكنه لا يتم الفحص هنا عن ناس بل عن اجهزة. وهل يعتقد أحد أنه بعلاجنا للبنان أو بزيارة رئيس هيئة الاركان لمقر قيادة الكتائب في 15 من الشهر لم يكن هناك شخص من المستويات العليا في الموساد؟ وهل يعتقد أحد أنني بزيارتي لغرفة العمليات العسكرية في 15 من الشهر لم يكن يقف الى جانبي رجل من مسؤولي الموساد الأعلى رتبة؟ كان الموساد مشاركا في هذا الشأن بلا انقطاع.

          وأضاف شارون: "لا أدعي شيئا على الموساد. فـ "أمان" لم تُقدر والموساد لم يُقدر ولم يُقدر أحد منا أن هذا ما سيحدث".