تقرير المتدربون.. بين مطرقة الاستغلال و سندان غياب فرص العمل

الساعة 07:50 م|28 فبراير 2013

غزة - (خاص)

يواجه العديد من الخريجين الجامعيين الجدد أو الصاعدين من كل التخصصات و الكليات الجامعية, معاناة من نوع اخر، جراء استغلال اصحاب المؤسسات و الشركات في القطاع الخاص لهم و لطاقاتهم.

و قد اشتكى عدد من الطلبة و الخريجين الذين التقتهم مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية"، من سوء المعاملة التي يلقونها في بعض المؤسسات التي يتدربون بها، و التي تصل في بعض الاحيان الى سرقة مجهوداتهم و تكليفهم بمهمات في غير اختصاصهم.

استغـلال المتـدربين في المدراس

"جرت العادة انه بعد أن ينتهي الطالب من فترة الدراسة في كلية التربية يبقى له فصل كامل يذهب به الى التربية الميدانية فى احدى المدارس، و حماس وشوق كبيرين لممارسة التدريس يتملكانه وهو يحسب انه معلـم، وهو فقط مُستغل من كل المدرسة من مدير المدرسة الى حارسها"، يقول خليل، أحد المتدربين الجدد.

و يتابع خليل بالقول: "إن المعلمون يفرحون بقدوم المتدربين لدرجة انهم يغضبون اذا لم يأتي متدرب من تخصص بعضهم لكي يأخذ الحصص وهو يرتاح، والمتدرب يذهب الى شيء من العطف عليهم او شيء من الكرم فيأخذ من الحصص".

استغلال المتدربين في المؤسسات الاعلامية

لا يختلف حال أحمد، 23 عاماً و هو خريج من كلية الصحافة و الاعلام عن حال خليل، الذي بدوره قال: "نحن نتخرج بكم من التفاؤل والاندفاع للانخراط في مجال الإعلام وحلم للعمل في احدى المؤسسات الإعلامية والالتقاء بالإعلاميين الكبار أو من يمثلون القدوة لنا في مجال العمل، و للأسف بعد ايام و شهور من العمل الشاق في فترات تدريب او تطوع، نصطدم بواقع مرير وليس له أي تفسير من الاستغلال  وسرقة الانجازات، و يخرج الواحد منا من المؤسسة بعد أن استنفذت طاقاته و حيويته دون كلمة شكر، او حتى شهادة خبرة".

و يتابع احمد بالقول: "في كثير من الايام كنت اتجول في الشوارع حتى اخرج بقصة صحفية من هنا او هناك، و امضي ساعات و ساعات حتى اكتبها و اجهزها للنشر، و يأتي صاحب المؤسسة ليأخذ جهدي على الجاهز و ينشرها باسمه او باسم مؤسسته، و لا يكافئني بكلمة شكر على الأقل".

بدورها تقول هناء: "ذهبت للتدريب في احدى الاذاعات المحلية، و لما اثبتت جدارتي اعطوني برنامجاً اسبوعياً اعده و اقدمه على ان يصرف لي راتب 200$ شهريا، و لكني امضيت مدة 10 شهور و لم احصل على دولار واحد، و الحجة كانت انه لا يوجد موازنات للعمل".

و أضافت: "بعد ان طلبت سلفة من مستحقاتي المتراكمة على هذه الاذاعة، تم وقف البرنامج الذي كنت اقدمه، و وعدوني بان يعطوني اياها عندما تتوفر الموازانات، و رغم مرور سنتين على ذلك لم احصل حتى الان على شيئ".

و تضيف قائلة: "كنا نسمع في السابق أنها مهنة المصاعب والمخاطر, لكن في الوقت الحالي هي مهنة الاستغلال، لعدم وجود رقابة أو قانون يحمي هؤلاء الشباب من ان يكونوا فريسة سهلة لأولئك الذين يستغلون احلامهم التي كادت تتلاشى، وحلمهم بأن يكونوا صحفيون باتت تبدده هذه الممارسات من قبل كبار العمل الصحفي في هذه المؤسسات".

و دعت هناء مدراء المؤسسات الرسمية و الخاصة للنظر بعين الرحمة لهذه الفئة من الشباب، حتى لا يكونوا سبباً في تدمير طموحاتهم، و حالة اليأس التي تنتاب الكثيرين منهم بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية و قلة فرص العمل المتاحة امامهم.