خبر الخط الزائل على ثرى حدود غزة.. في عين المقاومة

الساعة 04:33 م|23 فبراير 2013

الإعلام الحربي

تعتبر المناطق الحدودية لقطاع غزة من أكثر المناطق سخونة وتوتراً دون غيرها من المناطق الحدودية الأخرى التي تقيمها دولة الكيان الصهيوني مع الدول العربية المحيطة بها.

فعلى الرغم من سريان اتفاق تهدئة الذي وقع في الحادي والعشرين من نوفمبر المنصرم  برعايةٍ مصرية في القاهرة، والذي يقضي وقف الاحتلال الصهيوني لكافة عملياته العسكرية، والسماح للمواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية المحاذية لشريط الحدودي، مقابل وقف الفصائل لإطلاق الصواريخ باتجاه المغتصبات الصهيونية، نجد العدو الصهيوني يخترق شروط التهدئة بإطلاق النار بالأسلحة المتوسطة والثقيلة ونيران الدبابات على حدود غزة  بشكل شبه يومي، عدا عن قيامه لعمليات توغل محدودة.

حلم بإعادة الواقع القديم

ويهدف العدو الصهيوني من وراء تلك الاختراقات تأمين حدوده وإعادة الواقع القديم للحدود قبل معركة "السماء الزرقاء" خوفًا من الواقع الجديد الذي أكد انتصار المقاومة بالمعركة الأخيرة. فهو يسعى من خلال تلك الخروقات زعزعة ثقة سكان المناطق الحدودية، وإظهار ضعف المقاومة حتى لا تهتز صورته العسكرية والأمنية و لإعادة السيطرة على الحدود من جديد.

والجدير ذكره أن محاولات العدو الصهيوني لفرض الحزام "الأمني"  بدأت بعد الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة عام 2005, عندما بدأت المقاومة الفلسطينية بتوجيه عملياتها إلى ما خلف الحدود بعد نجاحها في دحر الاحتلال من مغتصبات القطاع.

وكان جيش الاحتلال يحاول فرض هذا الحزام تدريجيا عبر التوغلات والاجتياح والتجريف وعمليات إطلاق النار عن بعد حتى جاءت تهدئة يونيو 2008 التي أبرمت بين حركة حماس  والكيان الصهيوني.

الخوف يسيطر عليه

ومن منظور الكيان، يعني إلغاء الحزام إمكانية تنفيذ عمليات هجومية خلف السلك الحدودي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وازدياد عمليات التسلل، وهو ما يخشاه الاحتلال على اعتبار أنّه من الممكن أن يُحدث اختراقًا أمنيًا للحدود.

وتحظى تلك الرقعة من الحدود بدرجة كبيرة من الأهمية لما تمثله من حماية للتجمعات الاستيطانية والمصالح الصهيونية المقامة فوق أراضينا المحتلة على مقربة من قطاع غزة.

ونستطيع القول بأن الجيش الصهيوني على مر السنوات الماضية ولا سيما سنوات انتفاضة الأقصى المباركة، حاول الاستفادة واستخلاص العبر بُعيد أي عملية جهادية ناجحة كانت تشكل اختراق لمنظومته الأمني، حتى بات تنفيذ عملية جهادية على الحدود شيء من المستحيل لسبب الإجراءات الأمنية البالغة التعقيد التي يضعها على طول الشريط الحدودي شرقاً وشمالاً.

ففي السنوات الأخيرة أقدم الجيش الصهيوني على إنشاء وصلات من الحدود الالكترونية مزودة بأحدث التقنيات والمجسات التي تقوم برصد ومتابعة كل حركة صغيرة و كبيرة بالقرب من الحدود، الأمر الذي ساهم في إحباط محاولات عشرات المجاهدين من الوصول إلى المناطق الحدودية .

كما واستخدم  الجيش الصهيوني الحدود الذكية في محيط قطاع غزة، من خلال نظام يسمى" مارس "(نظام الحسية المتعددة) وهو النظام الأمني الأكثر تطورا ً والذي أدخله الجيش الصهيوني للخدمة في الفترة الأخيرة، حيث يعمل هذا النظام جنبا ً إلى جنب مع عدد من الأجهزة التكنولوجية المنتشرة في المناطق الشمالية و الجنوبية على طول الحدود مع قطاع غزة والتي تشمل الأسوار الإلكترونية، والرادارات والكاميرات.

المقاومة.. تخترق التحصينات

وللاطلاع أكثر على آخر التطورات التقنية والالكترونية التي ادخلها جيش العدو الصهيوني على المناطق الحدودية، أجرى مراسل "الإعلام الحربي" بلواء رفح حوار مع أحد مجاهدي وحدة الرصد والاستطلاع بسرايا القدس "أبو إبراهيم"، الذي بدوره أكد أن العدو الصهيوني يعيش حالة من الخوف والحذر الشديدين نتيجة مواصلة المقاومة الفلسطينية لمحاولاتها الجادة لتنفيذ عمليات نوعية وخطف جنود، مشيراً إلى تنفيذ المقاومة الفلسطينية عشرات العمليات الجهادية ضد جنود الاحتلال ومواقعه العالية تحصين رغم كل الإجراءات الأمنية المعقدة التي يجريها بصورة مستمرة على طول الشريط الحدودي.

وأوضح بأن الجيش الصهيوني استخدم في بنائه الحدود الفاصلة مع قطاع غزة ،أنواع عديدة من المواد القوية كان أبرزها الجدران الخرسانية الضخمة والقواطع الفولاذية المصفحة، كتلك التي استخدمت بشكل حصري على محور صلاح الدين " فيلادلفيا" والتي استخدمت لهدفين تمثلا في إعاقة أي حركة من داخل أراضي الخصم "قطاع غزة" إلى الداخل المحتل بالإضافة إلى صد أي قذائف صاروخية موجهة أو عمليات إطلاق النار بشكل مباشر على الجنود .

ولفت إلى أن الجيش الصهيوني لم يكتفِ بإقامة الجدران الخراسانية والفولاذية، بل تعدى الأمر إلى حفر خنادق كبيرة بمحاذاة الحدود في مناطق معينة وإقامة السواتر الترابية بمناطق أخرى وكذلك كمائن بين الجبال والأشجار.

وأكمل حديثه قائلاً:"هناك العديد من الاعتبارات التي يأخذها الجيش الصهيوني بالحسبان في شدة تحصين مناطق معينة من الحدود أهمها الكثافة السكانية القريبة من الحدود، إضافة إلى أهمية المكان أو الموقع الصهيوني المراد تحصينه وجغرافية الأرض نفسها، والتي تشكل أحياناً مصدر قلق لوعورتها أو عدم استوائها مما يتطلب درجة عالية من التحصين "، مبيناً أن العدو الصهيوني إلى جانب الإجراءات الأمنية المعقدة التي يتخذها على الحدود، يسعى بشكل حثيث لتطوير قدراته الأمنية خصوصاً في المناطق الحدودية باستخدام السياج الالكتروني الذكي المزود بدوائر إلكترونية ومجسات حرارية وليزرية وكاميرات كلها تبث الإشارات إلى غرف أعدت لمتابعة المعلومات الواردة والتعامل معها بسرعة".

ولم يخفِ أبو إبراهيم ما تشكله الظروف الجوية كـ(الضباب والأمطار والغبار) عوامل مهمة لنجاح أي عمل جهادي مقاوم ضد الاحتلال، نظراً لفشل كافة التطورات التقنية والتكنولوجية في الكشف عن تحركات المجاهدين في ظل هذه الأجواء.

فرق عسكرية عديدة

ويعمد الجيش الصهيوني إلى نشر كتائب عسكرية عدة على الحدود مع قطاع غزة، مزودة بأحدث الأسلحة والعتاد والتقنيات اللازمة لمواجهة أي تهديد، وقد كلفت جميع تلك الكتائب والفرق بتأمين الحدود ومتابعة كافة التحركات فيها، ومن أبرز تلك الفرق العاملة كتيبة النسر 414..المكلفة بالمراقبة الالكترونية الحدودية وفرقة قطط الصحراء ذات الطابع النسائي ومهامها حماية الحدود مع قطاع غزة والجانب المصري ومناطق أخرى في المناطق الجنوبية.

محاولات خبيثة

وفي ذات السياق، لا ينفك العدو الصهيوني وأجهزة استخباراته في تتبع ودراسة أحوال سكان المناطق الحدودية من نواحي اجتماعية واقتصادية، في محاولة خبيثة لإيجاد ثغرة تساعده في عملية إسقاط ضحايا جدد منهم لتجنيدهم كجواسيس.

وتستهدف استخبارات العدو أصحاب الحالات المادية الصعبة، ومحدودي الدخل من أبناء المناطق الحدودية سواء في قطاع غزة أو مصر أو الأردن أو سوريا أو لبنان كي يسهل عليها إقناعهم بالتعامل معها.

و يسعي العدو الصهيوني بكل ما يملك من وسائل وإمكانيات إلى استعادة نشاطه الاستخباري، خاصة في استهداف سكان المناطق الحدودية كونها الجبهة الأولى المتاخمة للكيان، حيث يسعى المقاومون إلى استعمالها كممر لتنفيذ عملياتهم وأهدافهم.

وتحث سرايا القدس سكان المناطق الحدودية الذين يتلقون اتصالات من أجهزة الاستخبارات الصهيونية، على عدم التعاطي مع هذه المكالمات المشبوهة، وإبلاغ الجهات الأمنية القريبة بذلك، لحماية أنفسهم من الوقوع في شرك المخابرات الصهيونية.