خبر أيهم يُبدي الاستجابة أولا؟.. يديعوت

الساعة 10:40 ص|22 فبراير 2013

بقلم: سيما كدمون

(المضمون: هل تستطيع لفني ان تصنع من داخل الائتلاف ما لم تستطع ان تصنعه من المعارضة؟ - المصدر).

1-  حلف مع كلمة

إن الذي تجول في مطعم الكنيست في يوم الاثنين في الساعة الثامنة مساءا كان يستطيع ان يرى شخصين شابين يجلسان معا، يشاهدان الاخبار في التلفاز ويضحكان. كانا لبيد وبينيت. واذا لم يكن هذا الوصف كافيا لوصف عمق الصداقة فاننا نضيف ونقول إن لبيد قد بقي في ذلك المساء في قاعة الكنيست الى العاشرة ليلا كي يسمع فقط خطبة أييلت شكيد وهي في المكان الثاني في قائمة البيت اليهودي.

وهكذا فانه لا يمكن التقليل من قوة هذا الحلف. ليس هو من الاسمنت بل من الفولاذ الذي لا يصدأ. وهو حلف كالحلف بين شخصين شابين لم يفسدا بعد في دهاليز السياسة، وجاءا ليكونا هناك زمنا طويلا ويدركان بحكمتهما وحواسهما ان كسر واحد منهما سيضر بهما معا. ولهذا من يعتقد ان نتنياهو يستطيع ان يفض هذا الحلف في آخر لحظة ويُدخل واحدا منهما الى حكومته – لا يعلم ببساطة ما الذي يتحدث عنه.

ليس سرا انه لا توجد أية مشكلة لحزب لبيد في ان يتجه الى المعارضة. بالعكس. فلا أحد من اعضاء كتلته الحزبية متعجل. فالجميع مستعدون متأهبون لدراسة عمل الكنيست كما يجب، والذي ينظر كيف تحضر هذه الكتلة الحزبية اجتماعات الكنيست ولا تترك الاجتماع حتى في أكثر لحظاته مللا – يدرك ان الحديث هنا عن ناس جاءوا للعمل. لكن بخلاف ما يُتوهم ايضا فان بينيت مستعد للاتجاه الى المعارضة ويؤيده في ذلك حزبه كما تبين هذا الاسبوع.

في يوم الاربعاء انعقد مؤتمر البيت اليهودي في مباني الأمة في القدس. وفي الخطبة التي خطبها هناك رئيس الحركة قال ان البيت اليهودي جاء ليخدم الشعب بكل طريقة متاحة، من الائتلاف أو من المعارضة، وان الجلوس في المعارضة ليس كارثة. واهتزت القاعة من التصفيق لكن هذا ليس كل شيء.

حدث في البيت اليهودي في ذلك المؤتمر ثلاثة اشياء حاسمة يحسن ان ينتبه اليها نتنياهو: أولا عُين نير أورباخ الذي كان رئيس مقر عمل بينيت في الانتخابات التمهيدية، أمين سر البيت اليهودي وليس هذا أمرا يستهان به. كان في المفدال القديم تاريخ شجارات بين الرئيس وأمين السر أضرت بالحزب. ولن يحدث هذا منذ الآن. وثانيا كان مركز الحزب هو الذي قرر الى اليوم من سيكون الوزراء في البيت اليهودي. وسيكون بينيت هو الذي سيقرر من الآن التعيينات. ويدرك كل رئيس حزب أي معنى حاسم لهذا الامر في سلوك الكتلة الحزبية واخلاصها للرئيس.

والشيء الأهم هو ان المؤتمر ثبّت القرار على ان يكون انتخاب رئيس الحزب في انتخابات تمهيدية لا في المركز. ويعني هذا انه لن يوجد وضع تعاود فيه اللجنة التنظيمية انتخاب رئيس. ومعنى كل هذا ان جزءا كبيرا من صلاحيات الحزب قد انتقلت الى الرئيس أو باختصار أصبح نتنياهو عالقا مع بينيت سنوات كثيرة.

بخلاف ما يأملون في ديوان نتنياهو، لن يوجد وضع لا يقدر فيه بينيت على الثبات لضغوط حزبه ويدخل الحكومة بخلاف رغبته. وهو لا يخشى ايضا ان يتهموه بأنه أسقط حكومة يمين. وقد خدمه نتنياهو في هذا الشأن هذا الاسبوع خدمة جليلة لأن ضم لفني الى الائتلاف وزيرة للعدل ورئيسة لمفاوضة الفلسطينيين نزع شهوة اولئك الذين كانوا يتعجلون ايضا دخول الحكومة. فلفني منديل احمر عند اعضاء البيت اليهودي. ويشبه هذا عندهم ان يدع نتنياهو مُشعل حريق يصبح قائد قوات الاطفاء. يمكن ان نقول انه اذا دخل البيت اليهودي الائتلاف آخر الامر فمن المشكوك فيه ان تبقى لفني مع المناصب التي حصلت عليها هذا الاسبوع.

بعبارة اخرى يوجد وضع جعل فيه نتنياهو الاحزاب توقع الآن على الجليد. لأننا اذا نظرنا ثلاثة اسابيع الى الأمام، الى الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا، قبل ان يجب على نتنياهو عرض حكومته الجديدة ببضع دقائق، فان ما يملكه في يده الى الآن 55 نائبا (وفي احسن الحالات 57 مع موفاز). وسيتاح له آنذاك امكانان فقط – ان يضم لبيد وبينيت مستجيبا لجميع مطالبهما، أو يتجه الى الانتخابات. ولا توجد عند لبيد وبينيت أية مشكلة في الاتجاه الى الانتخابات. فهما على يقين من ان وضعيهما سيكونان أفضل كثيرا. وليس هذا هو الذي سيحدث لنتنياهو حينما يكون الائتلاف الذي يتجه معه الى الانتخابات الحريديين ولفني.

ويفهم نتنياهو هذا ولن يفعله. سيجلس في آخر لحظة الى لبيد وبينيت ويفعل ما كان يستطيع فعله في الاسبوع الاول من التفاوض الائتلافي. وحينما يحدث ذلك سيُفتح كل شيء. سيكون الحريديون في الخارج وتحصل لفني على وزارة حماية البيئة ويصبح عمير بيرتس في أحسن الحالات رئيس لجنة.

ليس هذا السيناريو داحضا وهو ممكن لأن نتنياهو لا يفهم الحلف القوي الذي نشأ هنا. وهو يحكم على لبيد وبينيت على حسب المفاهيم التي يعرفها من السياسة وهو انه يمكن كسر كل واحد باقتراح لا يمكن رفضه. وليست هذه هي الحال كما يبدو. فقد كان لبيد بعد الانتخابات فورا يستطيع الحصول على كل شيء لو انه وافق على دخول الحكومة من غير بينيت لكنه رفض.

وفي اثناء ذلك حدثت هنا عدة اشياء. اذا كان نتنياهو قد وزن في البدء ان يدع شاس في الخارج فان سلوك لبيد غير موقفه. وان قول لبيد انه ينوي ان يسقط الحكومة في غضون سنة ونصف ويحل محل نتنياهو – وهو قول يعترف حتى لبيد بأنه قيل دون تعمد – نفخ روح الحياة في شعور نتنياهو بالاضطهاد. وقد رأى في خياله لبيد وبينيت يتآمران عليه: فهما اليوم يمليان عليه تشكيل الحكومة وسيمليان عليه غدا برنامج العمل وهكذا استقر رأيه على انه يحتاج الى شركائه الطبيعيين الذين لا يخاف منهم وهم الحريديون. واذا كان قبل ذلك قد أراد لبيد في الداخل وبينيت في الخارج فان الوضع معاكس اليوم. بيد ان بينيت الآن هو الذي يُجازي لبيد على اخلاصه فهو لن يدخل حكومة نتنياهو من غير لبيد.

2-   تُجرب الداخل

أتمت لفني الاتصالات مع نتنياهو وحدها في خلوة وحدهما. واتخذت قرار دخول الائتلاف وحدها ايضا. وسمع الاشخاص الأرفع رتبة والأقرب منها في الحزب ومنهم عمرام متسناع وعمير بيرتس بل حاييم رامون بدخولها الحكومة في الوقت الذي سمعناه فيه جميعا تقريبا، أي قبل ان تمثل هي ونتنياهو أمام عدسات التصوير ويعلنا الشراكة الجديدة بساعتين.

في جلسة كتلة "الحركة" قبل اسبوع تقررت مباديء ما الذي يجب ان يتم كي يدخلوا الحكومة. وقالت لي لفني بعد اعلان دخولها الى ائتلاف نتنياهو بساعة "وجدت هذه المباديء كاملة على أتم وضع، في حين كانت وزارة العدل زيادة كبيرة على ما أملنا الحصول عليه".

لماذا لم تُشرك لفني اعضاء كتلتها الحزبية اذا في الاتصالات مع نتنياهو؟ "بدأت تسريبات وتكهنات أضرت بالاجراء جدا"، تقول. "يجب ان ندرك ان الامور معقدة في الجانب الثاني ايضا".

وتزعم ان نتنياهو يدرك ان الوضع القائم لا يمكن ان يستمر وان الجمود في المسيرة السياسية مضر باسرائيل فقط. وهي تعتقد انهما موجودان اليوم في نفس الفصل في كتاب ما يجب ان يتم في الدولة.

يجب اذا إما ان يحصل نتنياهو على جائزة الاوسكار بسبب دوره التمثيلي وإما ان تحصل لفني على جائزة اتحاد علماء النفس لقدرتها على الكبت لأنه لا يمكن بغير ذلك ان نفسر حقيقة ان نتنياهو قد أعلن قبل الانتخابات بشهر بأنه لن يكون للفني موطيء قدم في المسار السياسي أما الآن فانه يعطيها هذه الصلاحيات لادارته.

وحينما نسأل لفني ما الذي تغير في نتنياهو في الشهر ونصف الشهر الماضيين، تجيب بكلمة واحدة: الواقع، هذا هو ما تغير. وحينما تقول الواقع تقصد زيارة اوباما القريبة وعزلة اسرائيل والضغط الدولي والخطط الاوروبية. وتقول يوشك ان يكون ذلك معقدا فالفلسطينيون اليوم في موقع آخر والعالم في موقع آخر لكنها تؤمن بأنها تعلم ما الذي يجب فعله.

ضاقت ذرعا باستماع زعم انه حينما كان لها 28 نائبا وعُرضت عليها اقتراحات أكبر رفضت الانضمام الى الحكومة، أما الآن، مع 6 نواب، فانها تقفز الاولى الى هناك من غير ان تعلم ما هي الخطوط الأساسية ومن غير ان تعلم ألبتة من سيكون شركاؤها.

وتقول في غضب: "هل لأنني لم أدخل الحكومة مع 28 نائبا يُحكم علي الآن بأن أكون في المعارضة؟ كان يمكن ان تكون لنتنياهو حكومة من غير شركائه الطبيعيين، الحريديين واليمين. والذين منعوا هذه الحكومة هم شركائي".

وهي تقصد بالطبع لبيد ويحيموفيتش اللذين يرفضان الانضمام الى الحكومة. ولسبب ما يصعب الامتناع عن فكرة ان دخولها السريع الى الائتلاف هو تحدٍ لهما ايضا.

"أردت ان نكون معا وأن نفعل هذا جميعا"، تقول "لم يريدا. كنا نستطيع اليوم ان ننشيء حكومة مؤلفة من الليكود ويئير وشيلي وأنا. وما زال ممكنا فعل ذلك. فنتنياهو لا يريد شركاءه الطبيعيين بل يفضلنا. وكل ما يُحتاج اليه ان يقررا ان يدخلا. ليقرر يئير انه ليس الشيء الأساسي عدم الجلوس مع الحريديين. الى متى سنجلس في المعارضة هل الى ان يتم الوفاء بشرطه ألا يوجد حريديون؟ ليس هذا شرطي. لماذا أستحوذ على ترتيب أولويات ناس آخرين؟ ان حلف لبيد وبينيت يعزز اليمين المتطرف فقط".

وحينما تُسأل لفني ماذا ستفعل اذا نشأت في نهاية الامر حكومة مع الحريديين ومع البيت اليهودي، لا يبلبلها ذلك.

"طلبوا إلي ذات مرة ان أعلن أنني لن أجلس في حكومة واحدة مع بينيت"، تقول. "وقلت إنني لن أجلس مع سياسة بينيت وإنني أفضل حكومة اخرى. وأفترض ان يكون الامر أصعب علي مع حكومة كهذه في المجال السياسي. ولست استطيع ان أقول ايضا كم سيكون قول نتنياهو انه سيدع لي ادارة تفاوض صادقا لكنني أقبل المخاطرة".

وتقول "جربت الخارج من قبل وسأجرب من الداخل الآن".

أعطت الكتلة لفني تأييدا كاملا. ويقولون هناك انه مع المعطيات الموجودة كان ذلك أصح شيء يُفعل من حزب له 6 نواب زعم ان شأنه المركزي هو الشأن السياسي، لا يعني هذا عدم إيلام البطن لأنه لا توجد خواطر. لكن لا يمكن الادعاء علينا. لقد حصلنا على تفويض واسع من رئيس الحكومة كي نفعل ذلك، يقولون.

يجب ان نقول إن لفني ليس لها ما تخسره. فاذا جُددت المسيرة السياسية وتقدمت فانها تستطيع ان تقول إن ذلك بفضلها. واذا لم تُجدد أو اذا سارت في مكانها فانها تستطيع ان تقول إنها حاولت.